اكدت هيئة علماء المسلمين، في العراق امس ان القوات الامريكية اعتقلت احد اعضائها في منطقة الفلوجة غرب بغداد الذي سيطرت عليه القوات المتعددة الجنسيات.
واوضح الشيخ حسن العاني من المكتب الاعلامي للهيئة من مقرها في بغداد ان القوات الامريكية داهمت ظهر الاثنين منزل الشيخ شوكت العاني امام وخطيب الجامع الكبير في عامرية الفلوجة (جنوب الفلوجة) ويقع ضمن ساحة المسجد واعتقلته .
ولم يعط المصدر تفاصيل اضافية عن اسباب الاعتقال.وردا على سؤال لفرانس برس قالت القوات الامريكية ان لا علم لها بالموضوع. يشار الى ان القوات الامريكية شنت عملية عسكرية واسعة على الفلوجة في 8 نوفمبر لطرد من تسميهم المتمردين والقبض على ابو مصعب الزرقاوي الذي قالت فيما بعد انه هرب خارجها ومازالت هناك اشتباكات متفرقة تجري من حين لاخر في بعض شوارع المدينة.
ويتعرض علماء المسلمين وخصوصا ائمة المساجد لاغتيالات ينفذها مجهولون ولاعتقالات تقوم بها القوات الامريكية او الشرطة والحرس الوطني العراقي.
وكانت وكالة الانباء الفرنسية قد اكدت في تقرير صحفي وزعته يوم الاثنين ان اجواء الخوف تخيم على الحياة اليومية لعلماء الدين في العراق الذين حصدت الاغتيالات والاعتقالات عددا منهم وهددهم ابو مصعب الزرقاوي بسبب ما سماه تخليهم عن الامة.
ويؤكد هذا الخوف الشيخ عمر زيدان (34 عاما) امام وخطيب احد مساجد منطقة اليرموك في جنوب بغداد بقوله اتخلى عن الزي الديني (جبة وعمامة بيضاء) عندما اغادر المسجد واستبدل السيارة من حين لاخر حتى لا اعرض حياتي للخطر . ويضيف زيدان عضو هيئة علماء المسلمين، ابرز هيئة دينية للطائفة السنية دفعتنا حملة الاغتيالات التي استهدفت علماء الدين السنة مؤخرا وخصوصا بعد احداث الفلوجة الى اتخاذ اجراءات احتياطية: مسلحون لحراسة المسجد وتفتيش الداخلين والحؤول دون توقف السيارات قربه.
ويروي زيدان المتزوج والاب لاربعة اولاد الذي يقع منزله داخل حرم المسجد اسوة بسائر الائمة: ارتدي الزي المدني العادي واغير مواعيد خروجي وعودتي ويقول من اصعب الاشياء ان تشعر بالخطر يحيط دوما بك وبعائلتك .
ويضيف جالسا في باحة المسجد الداخلية اقرأ القرآن باستمرار ليساعدني على طرد الخوف واعتمدت حراسا يرافقوني ولم اعد اخرج مطلقا مع مجهولين لعقد قران مثلا . ومنذ بدء الهجوم الامريكي الواسع على الفلوجة، المعقل السني في غرب العراق، قبل ثلاثة اسابيع اغتال مجهولون عضوين من هيئة علماء المسلمين الشيخ غالب لطيف علي امام مسجد في قضاء المقدادية (40 كلم شرق بعقوبة) والشيخ فيض الفيضي في الموصل (شمال) وهو شقيق الناطق باسم الهيئة محمد بشار الفيضي.واعتقلت القوات الامريكية والعراقية خلال هذه الفترة اربعة ائمة ثلاثة منهم في بغداد. واتهمت الهيئة القوات الامريكية بدهم منزل رئيسها حارث الضاري قرب ابو غريب ومنزل الشيخ عبد السلام الكبيسي في بغداد.
كما قامت في 19 نوفمبر باقتحام مسجد الامام ابي حنيفة في منطقة الاعظمية السنية في بغداد حيث قتل عراقيان وتمكن امام المسجد مؤيد الاعظمي من الهروب.
ويقول الشيخ سلمان داوود المشايخي (42 عاما) اكثر ما اخشاه الغدر. لو كان الامر مواجهة لما خفت. قوات الاحتلال اراها، لكنني اخشى اكثر اعداء الدين الذين لا يمكنني ان اتعرف عليهم عندما القاهم من دون ان يحدد من هم اعداء الدين.