عزيزي رئيس التحرير
اطلعت على مقال الاستاذ خليل الفزيع في جريدتكم الموقرة يوم السبت الموافق 8 شوال 1425هـ في العدد 11481 الذي تناول فيه موضوع المسلسلات التي عرضت في التلفاز خلال شهر رمضان المبارك وما حملته تلك المسلسلات من مفاهيم واتجاهات تسيء الى حرمة الشهر الكريم وتخدش صيام الصائمين واشار في نهاية مقاله الى روحانية شهر رمضان واهمية ان يحظى باحترام الجميع.
وانا اضم صوتي الى صوته بضرورة وقف تلك الفوضى التي تعرض عبر اعلامنا العربي عامة والخليجي بخاصة خلال هذا الشهر المبارك الذي خصه الله على سائر الشهور بالتشريف والتكريم وميزه بكثير من الخصائص وصيامه احد اركان الاسلام الخمسة وبلوغه نعمة عظيمة واذا احسن العبد استغلاله خرج بصفحة بيضاء من ذنوبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
بكل أسف كثر الحديث عن تلك المسلسلات واعجب من المتابعة الدقيقة لها والتفاعل مع احداثها. وفي نفس الوقت سمعت انتقادات عديدة ممن تابع تلك المسلسلات عن محتويات بعض منها غير اللائقة والتي يتسمر امامها لساعات افراد الاسرة صغيرهم وكبيرهم وبخاصة مع الكم الهائل لتلك المسلسلات التي تزداد جرعاتها خلال هذا الشهر وفي كل ساعات اليوم وفي كل ايام الشهر حتى في العشر الأواخر منه رغم فضلها واهمية التفرغ فيها للعبادة. لاشك ان تلك المسلسلات التجارية يضيع معها كثير من الساعات التي كان من الاولى ان تستهلك في الطاعة في هذا الشهر وتفوت على الكثير نفحات هذا الشهر والمسابقة فيه للخيرات.. ومن هنا أسأل اما آن الأوان لنقف وقفة جادة لنعيد النظر في برامج هذا الشهر المبارك والتي يمكن من خلاله تقديم برامج عديدة تشد المشاهدين اليها اذا اعدت بشكل جيد تزيد من روحانيتنا ومن عزتنا باسلامنا وتسمو بأخلاقنا وتقوي ارادتنا وتصلح احوالنا ونحقق معها احترام هذا الشهر فمن من وحي مدرسة رمضان نفسه يمكن مناقشة موضوعات عديدة تؤثر على السلوكيات خلال العام.
وانا ارفع صوتي الى وزارة الثقافة والاعلام ليبدأ التلفاز السعودي بالمبادرة - ومن سنة سنة حسنة فله اجرها وأجر من عمل بها - والذي نطمع ان تكون برامجه محققة لمراد هذا الشهر وان يتحقق من خلالها الفهم الواضح لرمضان ومكانة رمضان.. مطلوب تقييم للبرامج وعقد الندوات ليناقش المفكرون والمختصون دورة البرامج خلال هذا الشهر وتخليص البرامج من كل ما يخدش حرمة هذا الشهر وان تكون هناك برامج مميزة تتحقق منها الاستفادة القصوى من مدرسة رمضان بل الافضل ان تبدأ بشحذ الهمم قبل حلول الشهر المبارك وهذا ما يتبعه التلفاز السعودي مع موسم الحج بإعداد المسلمين لاستقباله وتوعيتهم باهميته واعماله. فالفضائيات تحاصر المشاهدين طوال شهور العام فلتترك شهر رمضان لإعادة الحسابات واقالة العثرات ورفع الدرجات وتحقق التقوى وتربية النفس وتهذيبها بإذن الله.
واقترح على جريدة اليوم أن تجري استفتاء مع القراء حول برامج رمضان ومدى رضاهم عنها لمعرفة اتجاهاتهم نحوها بالرفض او القبول.
@@ سلافة الدوسري