هناك من يقول ان الشعر النسائي لايزال يراوح في مكانه حيث إنه لم يصل لمستوى الشعر الرجالي ولم يحدد له نكهة خاصة مميزة تجعله بعيداً عن محيط الشعر الرجالي , فهناك الكثير من القصائد المذيلة بأسماء نسائية عندما نقرأها نجد فيها نفسا ذكوريا , وهذا يجعل المتلقي يشك في مصداقية هذه القصائد وبالتالي لا يعيرها أي اهتمام , وبهذا تفقد القصيدة النسائية بريقها .. ماصحة هذه التهمة ؟ وما الحلول لجعل الشعر النسائي يسلك طريقاً يبتعد من خلاله عن الشبهات التي تثار من حوله ؟ طرحنا هذين السؤالين على مجموعة من الشاعرات المعاصرات فكان دفاعهن كالتالي :
- الشاعرة شيخة الجابري في الحقيقة أن هذا الاتهام ليس وليد اللحظة وإنما هو قديم منذ أن خطت المرأة أولى خطواتها نحو الشعر ومن ثم النشر كتصريح واضح بموهبتها ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غيرة ذكورية من نشاط المرأة وتميزها ذلك أن من تبنى هذا الاتهام البغيض وألصقه بالمرأة للأسف بعض الرجال ممن يحسبون على الإبداع الشعري في الخليج ، والمرأة في الواقع ليست غائبة هي مغيبة بفعل فاعل والظاهر من المرأة اليوم ليس الشعر بقدر ماهي مجموعة من الأصباغ نراها تملأ مساحات الصحف والمجلات ، بينما الشاعرة الحقيقية مغيبة لظروف كثيرة أولها التشكيك في شاعريتها بهدف التغييب ، ولكن رغم هذه المحاصرة يظهر صوت المرأة جلياً وواضحاً سواء اتهمت أم لم تتهم.
أما بالنسبة لقصيدتها وهل هي ذكورية الخطاب أم لا فهذا كلام فارغ للمرأة الحق في أن تكتب ما تشاء كما للرجل هذا الحق ، وإن كان خطابها ذكورياً فلربما وراء بعضهن رجال يكتبون لهن ، لذا وجهن بهذا الاتهام ، أما الشاعرة الحقيقية فخطابها واضح لا يحتمل التأويل بين ذكوري وأنثوي ، هي كتلة من المشاعر تنساب بين يدي القصيدة بكل سلاسة وعذوبة0
الشاعرة سحايب فيصل: المقوله صحيحة وأنا أسميه الشعر المهجن الوضيع والمفضوح المعالم الذي حمل معاني شاعرة ولمسات إخراجية للشاعر اذا لم تكن جميعها !! الجميع أصبح للاسف يشك ولا ألومهم ولكن المصداقية سوف تفرض نفسها مع نصوص شاعرات نستثنيهن من قبيلة الوصولية ولهن لزمات خاصة وأسلوب أصبح يمثل نمطية ومنهجا أدبيا مستقلا لا يتقنه أي شاعر , وأنا أحتقر شخصية تلك الشاعرة التي تستجدي بكل خبث قدرة رجل على صياغة شيء
سوف ينسب إلى اسمها هؤلاء المستشعرات شكلوا وصمة عار جعلت الشاعرة محل شبهة ولكن المتابع الذكي لا تنطلي عليه الاساليب واللزمة الشعرية وقد تطرقت لهذه القضية لمعرفتي بالأساليب والنقد الذي يفضح اللزمة الشعرية , واذا كان العلاج سرد أسماء المستشعرات مع الدلائل فلن أتردد لو طلب مني ذلك فليس هناك ما أحرص عليه وأخشى أن أخسره .. أهم شي كشف الاوراق أمام القاريء والمتابع حتى لا يغتر بمن تبيع ضميرها من أجل نص!!
الشاعرة قهر يزيد: هذه " سوالف " لا تتكئ على معايير علمية ولا أسس نقدية نسمع كثيرا من تخاريف التشكيك في الشعر النسائي التي لا يدعمها الواقع مطلقا. إن عدد الشعراء لا يقارن بعدد الشاعرات ومن الطبيعي أن تغلب الكثرة الشجاعة لكن لا يجب أن تنفي - إن حضر الإنصاف - شجاعة التجربة الشعرية النسائية رغم الحرب الشعواء التي تصادر حريته وتطعن فيه وتقذفه بالأسهم من بين يديه ومن خلفه , والقاريء الذي يشم النفس الرجالي في النص النسائي يعاني خللا في حاسة الشم وحري به معالجة العلة لدى المختصين , أما التفوق فمسألة نسبية ثمة شاعرات أفضل من بعض الشعراء وثمة شعراء أفضل من بعض الشاعرات .
فما الحلول لجعل الشعر النسائي يسلك طريقا يبتعد من خلاله عن الشبهات التي تثار من حوله؟؟؟ على الشعر النسائي أن يصعر خده لهذه الأباطيل الجاهلة وأن يسير بخطى واثقة وإحساس حقيقي مدعوماً بالثقافة الأدبية والشعرية العميقة ، عليه أن يصم أذنيه عن كل هذا الهراء وأن يغني في الآفاق أغاني الحب والجمال ، وإلا فعليه أن ينتحر.
الشاعرة ديمة الشوق: نعم يوجد كما ذكرت كثير من يذيل القصيدة بإسم نسائي ويكون بالقصيدة نفس أو نمط رجالي ولكن هذه الحالات لا تستمر طويلا لأنها تكون مثل فقاعات الصابون سريعة الزوال , أما بخصوص الشعر النسائي لقد قيل بالسابق أفضل وأقوى ومازال الشعر هو الشعر ولا احد يختلف على هذا الشعر النسائي بخير ويستطيع المتلقي ان يفرق بين الشاعرات و ( المستشعرات ) .
الشاعرة أمسيه: أدوات الشعر النسائي لا تختلف عن أدوات الشعر الموجودة لدى الرجال .. ماعدا استخدام الضمير بتأنيث الخطاب.. واما ما عدا ذلك فالشعر هو الشعر رغم تفاوت درجات الاتقان والإبداع.. واذا كان هناك حضور لشاعرية الرجل أكثر من المرأه فهو عائد الى عدة اسباب منها العادات والتقاليد وهي قيود نشأنا عليها وترعرعنا قدمت للشعر الرجالي افضلية في الحضور وتقديم الطرح.. ما عدا ذلك فالمرأه تشاطر الرجل مجالات الأبداع وهناك اسماء نقشت تجربتها باحرف من ذهب في الساحة .