كتاب "استكشاف استراتيجية الشركات" لمؤلفيه كيفان سكولز وجيري جونسون وريتشارد ويتنجتون يعتبر من أنجح كتب دراسة الاستراتيجية في أوروبا. فهو يغطي كل المفاهيم التي تشكل خلفية هذا الموضوع، بالإضافة إلى أساليب تحليل وإجراءات تطوير واختيار وصياغة وتطبيق الاستراتيجية. وتتضمن هذه النسخة من النص 35 حالة دراسية طويلة مقدمة بالتفصيل من عدة مجالات من مختلف الصناعات عبر العالم أجمع. بالاضافة إلى ذلك يوجد لهذا الكتاب موقع خاص على الانترنت يشتمل على مرشد تعليمي للمحاضرين وأكثر من 300 شريحة باوربوينت، وحالات دراسية إضافية من الطبعات السابقة للكتاب، والكثير من الاختبارات للطلبة. أما بالنسبة للطالب فيوجد بالموقع أسئلة متعددة الخيارات، ودليل لمواقع أخرى على الانترنت تهتم بنفس الموضوع. لذلك كله نجده موقعا مناسبا تماما لدراسة استراتيجية الشركات لكل المستويات.
وقد استخدم هذا الكتاب بالفعل أكثر من 600000 طالب في العالم أجمع لفهم واكتشاف استراتيجية الشركات خلال حياتهم الدراسية والعملية معا. وذلك لأن هذا الكتاب يربط بين خبرات عدة مؤلفين، وكثير من الحالات الدراسية، بالاضافة إلى عمق التعليقات وذخيرة ضخمة من المصادر المساندة والداعمة. وتقوم الطبعة السابعة على نقاط القوة تلك، بالإضافة إلى اشتراك مؤلف جديد فيها، هو ريتشارد ويتنجنتون. وبذلك سيظل هذا الكتاب رائدا للكتب الصادرة في هذا المجال، طالما أنه يتحسن ويتطور باستمرار. وفوق هذا وذاك، يتميز النص بالوضوح والسلاسة والترتيب المنطقي الذي يساعد على الفهم والرؤية الشاملة.
ويزيد من قيمة هذا الكتاب مزجه بين النظرية والتطبيق، وهو ما يعتبر أمرا نادرا في الكتب الدراسية. كما أن له منظورا دوليا؛ فهو لا يقتصر على نظام دولة ما فقط. لذلك يسهل الربط بينه وبين أية قراءات نظرية أخرى مهما كانت متقدمة أو متطورة على معلومات هذا الكتاب. كما أن الرسوم البيانية والجداول موضوعة بشكل منطقي يساعد على زيادة فهم القارئ لمادة الكتاب.
ورغم القيمة الكبيرة لهذا الكتاب التي اتفق الجميع عليها، إلا أن البعض أخذ عليه تركيزه الزائد على إدارة التغيير. كما يأخذ آخرون عليه أنه لا يعالج الجانب الآخر لاستراتيجية الشركات، وهو جانب المشكلات والقصور، الذي أدى إلى كثير من الأزمات الكبيرة لعديد من المؤسسات. وفي المقابل يقول المعجبون بالكتاب أنه من أفضل المراجع في هذا المجال، كما أنه مثير للأفكار والذهن، مما يجعله من الكلاسيكيات، التي لا يمل القارئ منها أبدا.
ورغم ضخامة حجم الكتاب ( 1128 صفحة) إلا أنه غير ممل أو متكرر بالمرة. فلكل جزء نظري هناك جانب تطبيقي، وأمام كل قسم دراسي هناك قسم عملي. لذلك لا يستعين به طلبة الدراسات الأساسية فقط، بل طلبة الدراسات العليا أيضا.
والحقيقة أن هذا الكتاب يمثل النوعية التي نحتاجها بشدة، وهي تلك التي تمزج بين النظرية والتطبيق. فوجود كل منهما في جانب يجعله ناقصا. أما استكمال الجانبين في كتاب واحد فيحقق له ميزة رائعة، تجعل منه كتابا دراسيا وعمليا تطبيقيا في آن واحد. فاختلاف التطبيق العملي في الشركات عن الدراسة النظرية يقلل من قيمتها إلى حد كبير، حتى لو كانت على مستوى الدراسات العليا. أما الربط بينهما فيحقق المصلحة العامة، ويمنح القارئ المادة اللازمة متكاملة.
Exploring Corporate Strategy:
Text and Cases
By: Kevan Scholes, Gerry Johnson and Richard Whittington
1128 pp. - FT Prentice Hall