قال توم لانتوس العضو الديمقراطي بمجلس النواب الامريكي ان الكونجرس سيحقق مع وزارة الخارجية العام المقبل فيما يتعلق بدورها في فضيحة برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق.
وقال لانتوس وهو من كاليفورنيا بعد ان جاء الى الامم المتحدة لتقديم دعمه للامين العام كوفي عنان انه مصمم على الكشف عما ارتكبته الولايات المتحدة من فشل واخطاء وما اتخذته من قرارات. الا ان لانتوس اضاف يوم الاثنين انه لن يبريء مسؤولي الامم المتحدة الذين اشرفوا على البرنامج الذي بلغ حجمه 64 مليار دولار وانتهى العمل به العام الماضي.
وقال للصحفيين: الخارجية الامريكية تتحمل جزءا من المسؤولية عن عدم منعها الانتهاكات والتنبيه اليها... لكني لا اعتقد ان من الواقعي على الاطلاق الافتراض ان الامم المتحدة بريئة فيما يتعلق بكل هذه السلسلة من الانشطة الغامضة والسرية التي تثير التساؤل. واردف لانتوس ان عنان رجل نزيه واكثر من قادر على الاضطلاع بأي عملية تطهير مطلوبة بعد التقرير الذي سيصدره في العام المقبل بول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) الذي اختارته الامم المتحدة للتحقيق في البرنامج. وقال لانتوس: انا هنا لابداء تأييدي للامين العام. وفي الاسبوع الماضي عبرت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش عن ثقتها في عنان بعد ان تعمدت تجنب بيان دعم عندما دعا بعض أعضاء الكونجرس لاستقالته لاسباب تتعلق بالفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء.
وتحقق ست لجان على الاقل في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون في البرنامج بما في ذلك لجنة العلاقات الدولية التي ينتمي اليها لانتوس. وقال ان الجلسات ستبدأ في أوائل عام 2005 .
وسمح برنامج النفط مقابل الغذاء الذي بدأ في ديسمبر كانون الاول 1996 وانتهى في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي لحكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ببيع النفط لشراء سلع مدنية للتخفيف على الشعب العراقي من وطأة العقوبات التي فرضت في 1990.
وأكثر تقرير رسمي يعول عليه حتى الان فيما يتعلق بعمليات تهريب وصفقات سرية قام بها صدام جاء من تشارلز دولفر مفتش وكالة المخابرات المركزية عن الاسلحة بعد الحرب. وقال دولفر ان ما يقرب من ثمانية مليارات دولار من الاموال غير المشروعة التي يقدر حجمها بنحو 7ر10 مليار دولار جاءت من تهريب النفط خارج اطار البرنامج الى الاردن وتركيا وبخاصة سوريا.
وسمحت الولايات المتحدة في اطار لجنة تابعة لمجلس الامن الدولي تشرف على عقود النفط بالتجارة مع الاردن وتركيا اللذين كان اقتصادهما سينهار لولا ذلك ولكنها لم تتمكن من وقف التهريب الى سوريا.
ووصف لانتوس التحقيقات بانها معقدة جدا وهناك الكثير من اللوم في القضية.
وكان لانتوس التقى بعنان عن طريق ناني زوجة الامين العام للامم المتحدة قبل عقد من انتخاب عنان امينا عاما للمنظمة الدولية في 1997. وناني عنان هي قريبة راؤول والنبرج الدبلوماسي السويدي الذي انقذ عشرات الالاف من اليهود المجر من النازي قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان لانتوس الذي كان عمره 15 عاما انذاك من بين هؤلاء اضافة الى انيت التي تزوجها لاحقا.