اتمنى ان يقرأ موضوعي هذا جميع منسوبي لجنة السعودة من مسئولين ومفتشين ومتابعين وان يقرأه الفنان المخرج عبدالخالق الغانم فهو ليس خيالا ولا من صنع الذاكرة انما حقيقة وقعت امام عيني.
في الاسبوع الماضي زارني احد الاصدقاء من الرياض فجأة وقد عرضت عليه تناول العشاء معي. فتوجهت معه الى احد فنادق المنطقة الشرقية وبعد ان اخذنا موقعنا في المطعم بدأنا نتجاذب اطراف الحديث وكانت بجانبي طاولة يجلس عليها رجل وامرأة ومعهما طفلة صغيرة وهم من ابناء الجالية الهندية وقد لفت نظري ان احد الذين يعملون ضمن طاقم الخدمة في المطعم شاب ارتسمت على ملامحه الجدية في العمل وحب الاستطلاع وارتسمت على شفتيه ابتسامة يطلقها كلما قمت بمناداته واخيرا شدني فضولي ان اعرف هذا الشاب فتبين انه سعودي الجنسية وان الفندق الذي يعمل فيه يتجه الى توظيف الشباب السعودي حتى ولو كان (جرسون) المهم ان يعمل ويكدح بدلا من الضياع وفي نفس الوقت كان الجالس بجانبي وهو الاخ (الهندي) الجنسية ينادي بين حين وآخر هذا الشاب ويطلب منه طلبات من ضمنها ان يحضر له (فلفل) احمر فأخبره الشاب بانه لا يوجد لدينا فلفل احمر وانما البديل هو زجاجة (شطة) حارة فاستشاط غضبا على الشاب ولكن سرعان ما عاد وطلب عصيرا للطفلة وقد لبى هذا الشاب طلبه وكنت اراقب ما يحدث دون ان اشعر احدا بذلك، وبعد ان انتهى صديقنا من العشاء طلب فاتورة الحساب وبعد ان احضرها اليه الشاب قام بوضع بطاقة (الفيزا) للسداد وبعد الانتهاء قام باعطاء الشاب (اكرامية) انتهى المشهد.
قمت بعدها بتوجيه سؤال الى الشاب الذي يبدو انه استاء كثيرا من قيام الزبون باعطائه (اكرامية) ما هو مؤهلك فقال الثانوية العامة فقلت له ليس عيبا ان تعمل جرسونا فهذا خير لك من الجلوس بدون عمل ليس هذا بيت القصيد انما السؤال مهما كان وضع صديقنا (الهندي) ومهما كانت مؤهلاته ألا يوجد سعوديون يحملون نفس المؤهلات التي يحملها والسؤال الثاني : هل لجنة السعودة بالمنطقة الشرقية اقتصرت اعمالها ومتابعاتها على محلات بيع الخضار والفاكهة وبيع اشرطة الكاسيت وبعض محلات الساعات البسيطة ونسيت ان هناك شركات كبرى يعمل بها الآلاف من الاجانب واكثرهم غير مؤهلين. أليس من الافضل زيارتهم واعداد تقارير للجهات المسئولة لاحلال الطاقات السعودية الشابة المؤهلة بدلا منهم؟