اللمسة الحنونة والقلب الحنون هو ما يحتاجه كل شخص بهذه الحياة كي يواكب ضغوط العصر وتقدم الحضارة والتطورات السريعة بها. ومع ضغوط الحياة ومتطلباتها تطوقنا الهموم النفسية وتجعلنا نسير خلفها لحظات كثيرة, وكل نفس بشرية تحتاج الى استراحة محارب كي تسترد قواها وتعود من جديد كي تبحر في هذه الحياة وترتوي من انهار التقدم والتطور.
وكل قلب يجد في قلب اخر ملاذا له يتنفس اليه هموم الزمن ويرسم شكواه على ذلك القلب, وقلب الام هو اكثر القلوب حنانا واتساعا لحمل الهموم واحتضان الالم والحزن ويتحمل ذلك القلب الحنون كل الآهات والعبرات مهما كانت حجمها. لكن نختلف نحن في مفهومنا وطريقة تفكيرنا وتربيتنا في الافصاح عما بداخلنا, وهل نستطيع ان نبوح بشكوانا لاي شخص وخاصة لآحد الابوين؟
اسئلة دارت بداخلي كثيرا فأخذت بالبحث عن اجابات لها فاخترت من فئات مختلفة في الاعمار والتفكير العقلي والتعليمي وطريقة التربية لاجد منهم هذه الاجابات.
وجهت السؤال الى متزوجة ولديها اطفال ومتخرجة من محو الامية اجابت بأنها لا تستطيع ان تبوح لامها بأي سر من الاسرار لانها تخجل منها.
اما اخرى حين سألتها قالت: لا اشتكي لامي بل لصديقتي المقربة جدا الى قلبي لانها تفهمني وافهمها.
وحين سألت طالبة جامعية سؤالي قالت: انها تبوح باسرارها لامها لانها عودتها من الصغر بالمصارحة وانها تمنحها الوقت وتستمع لها وتتحدث معها بكل الامور ولانها تدرك من خلال المحادثة ما تحاول الافصاح عنه لها.
وحين صرحت بالسؤال لطالبه بالثانوية اجابتني والدهشة تعتريني حين سمعت اجابتها والالم مرسوم على محياها حيث قالت: اتمنى بالفعل ان اضع رأسي على صدر امي الحنون واقول لها كل ما بداخلي سواء كانت اسرارا او اشياء اخرى ولكن لا استطيع فعل ذلك لانها لا تعطيني الفرصة لاخبرها بما يحدث لانها تتميز بالعصبية واخشى عليها ان تصاب بمكروه.
وحين وجهت سؤالي هذا لانطوائيه قالت بصريح العبارة: احاول الا اقحم نفسي في اسرار ومشاكل الناس ولكن اذا حدث لي ذلك فأنني لا اخبر احدا بل احتفظ بذلك لنفسي قدر المستطاع ولا اخبر بسري ايا كان الا لوقت الضرورة.
هذه فئة بسيطة جدا من مجتمعي الصغير, لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه هل كلا منا يستطيع البوح والافصاح عما بداخله للأم؟ وهل يستطيع كل قلب منا ان يرسم شكواه على غشاء ذلك القلب الحنون؟
بالتأكيد ستختلف الاجابات من شخص لآخر كما ستختلف الاسباب ايضا على حساب الاعمار والتفكير ولكن سنتفق جميعا ان قلب الام هو القلب الاكثر حنانا واحتمالا لحمل همومنا ومشاكلنا.