لملم عام 2004 أمتعته ورحل وهو يحمل في حقيبته جملة من الأحداث السياسية والدبلوماسية التي ساهمت في تحقيق نوع من الاستقرار الاقتصادي والسياسي في تركيا بفضل السياسة الناجحة لحكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب إردوغان بعد أن كان الأتراك محرومين من هذا الاستقرار في عهد الحكومات السابقة التي اشتهر الكثير منها بالاختلاسات في الدولة.
ومع العودة للخلف لننعش ذاكرتنا قليلا عن أهم الأحداث التي جرت في تركيا خلال العام الماضي، نرى أن تركيا كسرت قيودا كثيرة كانت تعيق حركتها بنشاط في العديد من المواضيع التي رسمت السياسة الخارجية والداخلية للدولة التي تتمتع بقوة علاقاتها السياسية والدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط مع معظم دول العالم.
قضية قبرص
تعتبر قضية قبرص من أهم القضايا السياسية لتركيا يعتبرها الشعب التركي قضية وطنية وشرف بالنسبة لهم ليظهروا للعالم مدى قوة إرادتهم وعدم تنازلهم عن هذه القضية، لكن التحويل المدهش في سياسة تركيا تجاه هذه المسألة في الدقيقة الأخيرة مع الحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي للبلاد ساهم كثيرا في كسب ثقة الجمهور التركي خصوصا عندما هدد الجانب التركي المفاوضات في الاتحاد الأوروبي بمغادرة طاولة المباحثات بسبب إصرار الجانب الأوروبي على تركيا الاعتراف بالدولة الرومية في قبرص. وكانت عملية إيجاد حل للقضية القبرصية إنجازا مدهشا بالنسبة لتركيا التي جمعت الأرصدة السياسية الكافية ونجحت في التحدي للقضية كي يميل الميزان لصالحها.