نحن نعلم جيداً أن ظاهرة التسول أصبحت الشغل الشاغل لكم أعزاءنا القراء .. وندرك جيداً أنكم تلومون جهة معينة قصرت في عملها الأمر الذي أدى إلى انتشار هذا الظاهرة التي أساءت للمجتمع. ولكن ما الأسباب التي تدفع تلك الجماعات لممارسة هذه السلوكيات ووجهة نظر الضحايا والملاحظين؟ وما النصيحة التي يقدمها المشاركون لموظفي مكافحة التسول وللضحايا؟. إضافة إلى ذلك حاولنا في هذا التحقيق كشف الوسائل ونظام العمل لتلك المجموعة من المتسولين من خلال مراقبتهم التي دامت أربعة أيام أظهرت لنا حقائق كثيرة. لا ندري لماذا أصبحنا نشاهد انتشار ظاهرة التسول في مناطق مختلفة بشكل كبير حتى أن الكثير من المتسولين اعتبروها مهنة واصبحوا يمارسونها حسب آلية عمل منظمة؟
دائما نسمع أخباراً طريفة وعجيبة في الوقت نفسه تتعلق بالمتسولين (الشحاذين) في مختلف الدول العربية والأجنبية. ومن الأخبار التي تشدني عندما يتشابك شحاذ أجنبي مع شخص لأنه لم يعطه بعملة الدولار أو وفاة شحاذ وفي منزله البسيط ملايين الدولارات أو اغتيال شحاذ والاستيلاء على ثروته التي يخفيها داخل حائط منزله أو محشوة داخل أثاث منزله وتشابك شحاذين بسبب مبلغ معين واستيلاء أحدهما على زبون الآخر .
مصيدة
وتختلف مصيدة المتسولين من شخص لآخر أو من شحاذ إلى آخر حيث يستخدمون أساليب مختلفة في سبيل إقناع ضحاياهم بدفع المبلغ الذي يطلبونه ما يقارب له (طرار ويتشرط)!
(حبايبي)... شاجع (شكله مستعجل) يبغى يصور وبس والآن بدأ يلتقط صوراً لغروب الشمس وكأنه يقول لي: (خلصنا) لكني أرى أنكم مستمتعين معي في سرد أساليب المتسولين ومصايدهم ردد يا شاجع (يا ليل ما طولك)! (نرجع) لحديثنا .. من المؤكد أن معظمكم وقع ضحية لشحاذ أو شحاذة بمختلف الأساليب ولكن دعونا هنا نستذكر بعض الأساليب التي رصدناها ونوضح للبعض الآخر لأخذ احتياطه.
قد تفاجئك فتاة شابة حسناء في أي مكان سواء في سوق أو مجمع تجاري أو في الشارع تضع كريمات التجميل على وجهها ومهتمة بشكل خاص بعينيها لترسل لك سهماً يمزق قلبك على وضعها المؤسف وتطلب منك مبلغاً ضخماً أو عادياً كصدقة . وإذا لم تقنعك زينتها (وهقتك) بغمزة خطيرة من عينيها أثناء حديثها معك .. طبعا سوف تكتشف بعد الغمزة إذا كنت من أصحاب القلوب (الرهيفة) أنك وقعت ضحية سهلة لها حيث ستمكنها من طلبها وتعطيها المبلغ الذي تريده .. ولكن في المقابل هناك شباب (أبطال) لا تنفع معهم الأساليب المختلفة ويرفضون ذلك بأسلوب راق. وهناك من الشابات اللاتي يضعن غطاء خفيفاً على وجوههن لاصطياد الضحية وتحاول فتنته بجمالها وابتسامتها الساحرة! وهذا الأسلوب هو السائد الآن.
إعاقة تدرون أن الزمن تطور .. وقد نال معظم متطلبات الحياة شيئا من التطور ولكي يساير الشحاذون هذا التطور كخدمة أعمالهم بدأوا بتطوير أساليبهم كالتي ذكرناها قبل قليل.
في السابق كنا نشاهد المتسولين يجلسون عند أبواب المساجد وبعدها أصبح المتسول حراً يتجول في المدينة ويمارس مهنته تحت مظلة ضغط الظروف القاسية فمثلا يأتيك شحاذ ذكرا أو أنثى يطلب مالا بحجة تعطل السيارة التي تقلهم وهم أغراب عن المنطقة أو بحجة المرض أو اقتراضها كدين يحاول سداده فيما بعد ويطلب أرقام هاتفك حتى يستطيع التواصل معك لاحقا (وأنسى)! كان الشحاذ الذي يمتلك إعاقة سابقا يتسم بالخجل (يا خجول) فتجده في إحدى الزوايا يستعرض إعاقته في محاولة لكسب عطف المارة حتى يساعدونه.
ولكن المعاق اختلف الآن وأصبح ( مودرن) يذهب إلى مواقع إشارات المرور لعرض إعاقته واستثمارها بمحاولة جمع المال عن طريقها من المارة.
ضعف
( خلونا نرتاح الحين).. واعدكم أني سأكشف أسراراً خطيرة في الجزء الثاني ولكن بعد سماع آراء بعض المشاركين في الجزء الأول..
عبد الرحمن المرشد عبر عن انطباعه تجاه المتسولين وأوضح رأيه حولهم كما ذكر قصة حصلت له مع إحدى المتسولات ووجه رسالة خاصة لرجال مكافحة التسول حيث قال: " هذه ممارسات اعتبرها سيئة جداً لأنها تسيء لسمعة البلد وغالباً ما أرد هذه الفئة لشعوري بأن الكثير يعتمدون على الكذب في حديثهم ولكن هناك فئة يثبتون حاجتهم بأوراق رسمية تشرح معاناتهم وفي المقابل دائماً ما تنجح المرأة المتسولة في أخذ ما تريده كونها امرأة والجميع يراها بأنها مستضعفة وهذا سلاح تستخدمه لأخذ ما تريده) ياما تحت السواهي دواهي"! وعن الموقف الذي وقع ضحية له قال: ( كنت خارجاً من المسجد وقابلتني متسولة فأعطيتها وعندما هممت بالذهاب فاجأتني بإيقافها سيارة أجرة بعد إنهاء عملها وغادرت بعد هذا الموقف أيقنت أن الكثير منهم يكذب)
ووجه عبد الرحمن رسالة خاصة إلى رجال مكافحة التسول وقال: ( أتمنى أن يبذلوا جهوداً أكثر لأن الظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير جداً). قصة أخرى مثيرة يرويها لنا خالد الغامدي الشاب الغيور على وطنه حيث وقع في مشكلة كبيرة وقال :(كنت واقفا بسيارتي في احدى إشارات المرور في الخبر وعندما شاهدت شابا يشحذ حاولت تمالك أعصابي ولكن غيرتي على سمعة البلد أثارتني فترجلت من سيارتي وتشابكت معه لأحاول ابعاده عن هذا المكان واكتشفت انني سببت ازدحاما كبيرا وتجمع حولنا الكثير من المارة.. وتدخل (شحاذون مساندون) فتوقعت ان يكون درسا له . ولكني شاهدته اليوم التالي في المكان نفسه وهو بهذه الطريقة يعكس صورة سيئة عن مجتمعنا سواء كان منه او أجنبيا.