لم يكن الأمر سهلاً بل عملا متواصلا ودؤوبا طيلة عام بأكمله، سهر وإرهاق ومعاناة واجتماعات وآراء.. روح الفريق الواحد تسود، والرغبة في التمايز تهيمن على الجميع، والتضحية بالوقت أقل ما يبذل.
استخدام أحدث برامج التصميم الفني وفق أدق المعايير في تصميم شعارات وثوابت الصفحات في محاولة لإخراج شخصية فنية للصحيفة تتمتع بمواصفات وأسس جاذبة وفق منهج يواكب التطورات العصرية كان هدفنا.. استخدمنا خطوطا جديدة صممت خصيصاً وبمواصفات فنية عالمية من قبل شركة متخصصة لتعطي لـ (اليوم) تمايزاً ومغايرة.
ستة أشهر من العمل المتواصل والتجارب الفنية والطباعية حتى وصلنا إلى الشكل المعتمد.
أكواب القهوة والشاي والابتسامات والتشاور تغطي سحب الإرهاق أو بوادر التعب التي تهيمن أحياناً.
التوقف عن العمل لتناول وجبة سريعة يتخللها تقرير سريع عما أنجز وما تبقى يتكرر كل ليلة في العاشرة مساء.
المواقف الرائعة لإخواني في الشئون الفنية كثيرة تثلج الصدر، فهذا يلغي ارتباطاً عائلياً ليساهم معنا.. وذاك يقطع إجازته المرضية حتى لا يفوته فخر المشاركة وثالث يواصل الليل بالنهار حرصاً على إنجاز المهمة في وقتها المحدد.
هكذا كنا نعمل.. وهكذا كنا نحاول أن نجسد هذا الحدث الذي نفتخر به جميعاً وهو الانطلاقة الجديدة لـ (اليوم) مع بداية العام الجديد 2005م.
أدركت أسرتي وأسر الزملاء ما نقوم به فساندتنا الزوجات بالصمت المحايد أحياناً والمشوب بالريبة أحياناً أخرى، وبالمساهمة بالأفكار في بعض الأحيان. أما عن أبنائنا فحدث ولا حرج حيث كان لنا معهم أمر آخر.
كل ذلك من أجل (اليوم) الحبيبة، أو ما تسميها زوجتي العزيزة (الضرة).