الزلزال الذي ضرب منطقة جنوب شرق آسيا وهو الرابع من نوعه خلال
مئات السنوات التي خلت وحصد ما يقرب من (300) ألف فضلا عن مئات الآلاف ممن أصبحوا في العراء بسبب تدمير منازلهم.
وهذه المأساة تطرح تخوفا مما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام المقبلة من انتشار الأمراض والأوبئة لدى تقهقر مياه البحر إلى الوراء.
المهم أن آلافا أخرى ما زالت في قيد الغيب إضافة إلى الأعداد التي تم الإعلان عنها والمأساة الحقيقية تكمن -كما صرح خبراء - في إمكانية إنقاذ أرواح الآلاف من سكان تلك البلاد مثل سريلانكا والهند وتايلند لو أنه كانت هناك أنظمة تحذير كتلك الموجودة للكشف عن تغيرات المحيط الهادي. ويقول مسئولون أمريكيون إنهم كانوا يرغبون في تحذير تلك البلاد ولكن غياب التقنية حال دون ذلك. ويضيف مدير المختبر البيئي البحري للمحيط الهادي إن تأثير موجات سونامي البحرية وصل إلى قمته عقب ساعتين من الزلزال الذي وقع تحت الماء، فلو كانت السلطات تمتلك الفرصة لترحيل السكان لمئات من الأمتار لنجا الكثير.
ولكن الخبراء لم يعولوا على أنظمة التحذير بسبب التقليل من الخطرعلى طول شواطئ المحيط الهندي حيث إن معظم موجات سونامي في القرن الماضي وقعت في أماكن أخرى ويعود سبب وقوع الزلزال إلى أن أندونيسيا كانت عرضة لزلازل وبراكين سبق أن عصفت بها وهذا من شأنه أن يحدث شقوقا في سطح الأرض، وقد تحركت صفائح أرضية ضخمة تحمل الهند وأستراليا إلى الشمال مصطدمة بكتل أرضية أوروبية آسيوية قرب إندونيسيا، وبسبب هذا الضغط الهائل فإن الصفائح الجنوبية اندفعت تحت الشمالية كحفارة الجرافة.
وأما فيما يتعلق بالتنبؤ بهذه الهزات الأرضية فيقول رئيس منظمة جيوهارز الدولية -التي تسعى لتقليل الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في البلاد النامية- "لا أحد يمتلك نظام تنبؤ يعتمد عليه"، مؤكدا أن أكثرها ثقة تكون في إطار الترجيح فقط.
ويضيف خبير جيولوجي يدعى كيري سيه قوله إن أمريكا رفضت تمويل برامج في جزيرة سومطرة بإندونيسيا أو أي برامج خارج البلاد. المعروف ان سونامي هي أمواج مدية خلافا لما يحدث في المحيطات حيث تنجم عن زلازل أو انزلاقات أرضية تحت الماء.