يخيم الضباب على جو الاستقرارِ السياسيِ الذي ساد تركيا عقب الحصول على تاريخ بدء المباحثات الفعلية مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي، نتيجة التغييرات التي طرأت على السياسة الداخلية للبلاد مع بداية العام الجديد. وبدأت أجراس الخطر تدق في حزب العدالة والتنمية الذي حقق نصرا ساحقا عام 2002 ووصل إلى السلطة وحده بعد أن تصادف بالتحديات الجدية بداخله في الفترة الأخيرة بسبب المشكلة القيادية داخل الحزب والحاجة الملحة لإجراء تغييرات وزارية في الحكومة نتيجة عدم نضوج بعض من الوزراء بعد لمناصبهم عقب الفوز في الانتخابات على نقيض توقعات رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان.
تعديل وزاري مرتقب
طبقا للمعلومات الواردة من مصادر دبلوماسية، فقد بدأ إردوغان بعمل جدي لإجراء تغييرات وزارية داخل الحكومة خلال الشهر الجاري. وأفادت هذه المصادر أنه كان من المرتقب إجراء هذه التغييرات خلال الشهر الماضي لكن تم تأجيله إلى الشهر الجاري. وهذا دليل على مدى حساسية الموقف بالنسبة لرئيس الوزراء التركي الذي يحاول الحفاظ على الاستقرار السياسي الحالي في تركيا.
لغز وزير الثقافة والسياحة:
على سبيل المثال، هناك إشاعة حول وزير السياحة والثقافة إركان مومجو الذي له تأييد قوي من الجهات المحافظة للسياسة التركية. إن هناك إشاعات حول تخليه عن حزب العدالة والتنمية والتوجه نحو حزب آخر.
..ولغز وزير التجارة الخارجية:
هناك إشاعة قوية أن يتم إعفاء وزير الدولة المسئول عن التجارة الخارجية كورشاد توزمن المعروف عن سياسته القومية. وهناك احتمال كبير أن يستقيل توزمان من حزب العدالة والتنمية عقب إعفائه من منصبه وينتسب إلى حزب الحركة القومية.
ان الإشاعات المنتشرة في كواليس أنقرة من شأنها التأثير على الاستقرار السياسي الذي حققه حزب العدالة والتنمية بحكم سياسته التي اتسمت بالقوية وبالمجازفة بعض الحين الأمر الذي حذر منه المراقبون أن يؤدي ذلك إلى احتمال انهيار حزب العدالة والتنمية في حالة فقدانه بعض من الشخصيات التي لها ثقلها السياسي أمام الرأي العام التركي.