من المعروف قيام عالم المعادن الباكستاني أيه . كيو . خان ببيع أسرار نووية لكل من إيران و كوريا الشمالية وغيرهما .ولكن ما ليس معروفاً - على الأقل لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية - هو ما فعله خان أثناء زيارته لدول مثل أفغانستان ، ساحل العاج ، كازاخستان،كينيا ، ونيجيريا .
تعتبر رحلات عمل خان موضع اهتمام لأنها قد تسبب مهمة ملحة لوكالة الاستخبارات الأمريكية بدلاً من اكتشاف دول أخرى- غير إيران وكوريا الشمالية - تلقت مساعدة من شبكة خان لتطوير الأسلحة النووية بها.وحيث أن بعض علماء الذرة الذين يعملون في مختبرات خان قد زاروا أسامه بن لادن في أفغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، فإن " تنظيم القاعدة " لابد أن يكون مضافاً إلى القائمة .
لقد باع خان أجهزة معدنية وتكنولوجيا طرد مركزي وأفشى أسراراً عن هذه التكنولوجيا في ثلاث دول ، من بينها على الأقل ليبيا ، وقدم تصميماً عن قنابل نووية .
ولكن تبقى أسئلة هامة ، بحاجة لإجابة ، عن مدى أنشطة خان المتزايدة لأن رئيس الحكومة الباكستانية بيرويز مشرف ، بعد اعتقال خان ثم العفو عنه منذ أكثر من ثلاث سنوات مضت ، رفض السماح له بأن يُسأل مباشرةً بواسطة وكالة الاستخبارات الأمريكية . وسمحت السلطات الباكستانية بأن تقدم إليها الأسئلة لنقلها إليه ، ولكن هذا النوع من التوسط في التحقيق لم يقدم حتى الآن أية معلومات ذات صلة بالموارد الجديدة المحتملة للانتشار النووي .
الستار الذي وضعه مشرف بين خان و وكالة الاستخبارات الأمريكية أو وكالة الطاقة الذرية يثير المخاوف بشأن الأمن العالمي.قد تكون أسباب مشرف للعفو عن خان وعزله عن الأجانب مفهومة ولكنها تضع النفعية السياسية فوق الاهتمام العام للمجتمع الدولي بمنع انتشار الأسلحة النووية .
يتضح أن مشرف ، من خلال حماية أسرار خان ، يحمي حكومة باكستان وجيشها من التورط في قضية الانتشار النووي.وحتى الآن ، يحتمل الرئيس بوش إدعاء مشرف بأن خان عمل بمفرده بدون تواطؤ وعلم الجنرالات الذين سمحوا في الحقيقة بتجارته مع كوريا الشمالية بأن تتم على متن طائرة من الجيش الباكستاني .
يجب وقف هذا المسلسل من الاستمرار فشبكة خان لا يمكن حلها بشكل نهائي كما لا يمكن تحديد برامج الأسلحة النووية الأولية بها ما لم يكف مشرف عن الاحتفاظ بأسرار خان. إن منع انتشار الأسلحة النووية أهم بكثير من الظهور بمظهر خادع من العلاقات الطيبة مع مشرف.