يستأنف اليمن الاسبوع القادم برنامج نزع الألغام في 5 محافظات إلى الجنوب والشمال من العاصمة صنعاء فيما تواصل فرق ميدانية من اللجنة الوطنية لنزع الألغام عمليات التطهير في بقية المحافظات لأكثر من مليون لغم كانت قد زرعت في 19 محافظة من أصل 20 خلال 3 فترات من الصراع الدامي الذي شهدته اليمن على مدى 40 عاما .
وقال المهندس فضل غرامة رئيس الوحدة التنفيذية في البرنامج الوطني لنزع الألغام: إن فرق العمل الميدانية التابعة للبرنامج ستواصل عملها خلال العام الجاري لتطهير حقول الألغام والقذائف في محافظات أبين ولحج وأب والضالع وحجة وحضرموت.
وأوضح أن سبع سرايا عمل ميدانية مزودة بكافة التجهيزات الفنية والمعدات والإمكانيات المادية ستتولى استكمال تطهير المناطق عالية التأثير بالألغام والمتفجرات الأخرى والتي تشكل خطرا كبيرا على المواطنين مشيرا إلى أن عمليات التطهير ستطال حقول الألغام التي زرعت خلال عقد السبعينات.
وعلى مدى العقود الماضية التي شهدت اضطرابات سياسية عانت اليمن كارثة حقيقية فيما يتعلق بالألغام الموجهة ضد الافراد ومضادات الدروع والقذائف غير المتفجرة المنتشرة في مناطق عديدة .
وسجلت اللجنة الوطنية لنزع الألغام حوادث موت وإصابات خلال عشر سنوات تصل إلى أكثر من 5 آلاف و76 شخصا ، غير أن تقارير أخرى تؤكد أن عدد الضحايا يتجاوز الثلاثين ألفا.
وبدأت مشكلة الألغام في اليمن منذ العام 1962 ، حيث زرعت آنذاك كمية كبيرة في المناطق الشرقية والشمالية من شمال اليمن سابقاً .. ثم جاءت مرحلة السبعينيات التي شهدت حروبا أهلية وأعمال تمرد لمعارضين في المناطق الوسطى لتزيد من المشكلة بزراعة حقول جيدة علاوة على ما خلفته وراءها من قذائف .
وتقول هيئة التطهير الدولية إن حقول الألغام تتركز في 1294 منطقة وقرية يمنية ويصل عدد التجمعات السكانية المتأثرة بالألغام إلى حوالي 592 تجمعا سكانيا .
وتتركز معظم حقول الألغام في حوالي 129 منطقة رعي و 34 منطقة زراعية و 148 مزرعة منتجات غذائية ونحو 24 منطقة سكنية و128 طريقاً محلية و 103 مواقع أشجار ورعي للمواشي و 54 منبعاً للري و 45 منبع مياه للشرب متأثرة بالألغام في معظم المحافظات.
ويقول المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لنزع الألغام منصور العزي إن تأثير الحقول الملغومة على السكان يتباين بين التأثيرات العالية والمنخفضة حيث يتأثر حوالي 674 ألفاً و 399 مواطناً بالألغام تأثيراً منخفضاً وحوالي 117 ألفاً و 503 مواطنين يتأثرون تأثيراً متوسطاً وحوالي 35 ألفاً و 892 مواطناً متأثرون بالمشكلة تأثيراً عالياً.
ويتعرض الكثير من سكان المناطق اليمنية الملغومة إلى تأثيرات فجائية لاسيما في الأرياف عند محاولتهم الاشتغال بالزراعة أو رعي الماشية وفي اثناء الحصول على المياه من الآبار والينابيع والتي تكون محصورة ضمن طرق ملغومة.. وأن تأثيراتها تزيد بكونها تتخذ شكل العناقيد وتتطلب زمناً لإزالتها.
وتمكن البرنامج الوطني لنزع الألغام خلال مرحلة عمله الأولى من مسح 128 مليوناً و33 ألفاً و58 متراً مربعاً.. فيما لا يزال هناك حوالي 3 ملايين و500 ألف متر مربع تعمل فيها سرايا التطهير.