لم يستطع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم إخفاء امتعاضهما أو دهشتهما من تركيز الصحافيين خلال الندوة الصحفية المشتركة مساء الاثنين في العاصمة الجزائرية على طرح الأسئلة المرتبطة بمسألة تدوير منصب الأمين العام أو مسألة وجود خلاف بين الجزائر والأمانة العامة حول جدول أعمال القمة المرتقبة في 22 و 23 مارس القادم في الجزائر.
ونفى الطرفان أن يكون هناك أي خلاف، واستنكرا ما ورد في الإعلام من تهويل لا سيما في الصحافة الجزائرية، وقال موسى: "صفحة الخلاف طويت وكل ما عدا ذلك يدخل في إطار التأليف !..ولدى حديثي مع الرئيس بوتفليقة لم اسمع منه أن هناك أي خلاف فالمسألة غير قائمة".. فيما شدد بلخادم على أن أقواله قد فُسرت بشكل مقلوب حيث أكد "نحن ندافع عن الأمين العام ومواقفه العروبية.. وأما عن الورقة الجزائرية فهي واحدة من بين أوراق كثيرة قدمتها الدول العربية لإصلاح هياكل الجامعة، ولا يمكن اختصارها في نقطة واحدة وهي تدوير منصب الأمين العام حيث تتحدث الورقة عن مجلس أمن وسلام عربي وعن محكمة عدل عربية وعن كيفية التصويت في الجامعة وآليات تفعيل العمل العربي المشترك والوفاء بالالتزامات.. وللأسف الحديث دوما حول التدوير" وقد حسم موسى وبلخادم قضية التدوير، والحديث عن ترشيح شخصية غير مصرية للمنصب لاحقا بان هذه المسألة في مجملها غير واردة في موعد الجزائر وفقا لما أوضحه موسى قائلا "إن الأمين العام الحالي تنتهي ولايته في سنة 2006 وبالتالي لا يمكن الحديث عن تغيير سكرتير عام الجامعة العربية في قمة الجزائر 2005" وقد وافقه بلخادم مضيفا "ان التداول على المنصب هو تكريس لمبدأ ديمقراطي.. غير أن الحديث عن هذه المسألة سابق لأوانه".
أما عن جملة من الأسئلة المتعلقة في القضايا العربية الراهنة فقد نفى موسى ما تردد من أنباء حول قيام الجامعة العربية بإرسال مراقبين للانتخابات العراقية.
وامتدح موسى مسار الديمقراطية الذي ساد الانتخابات الفلسطينية الأخيرة قائلا "إنها تدل على أن الفلسطينيين قادرون على ممارسة الديمقراطية واختيار طريقهم المستقبلي ومن حقهم قيام دولة فلسطينية مستقلة، فطريق التسوية السلمية يتراءى بوضوح من خلال خارطة الطريق أو من خلال اللجنة الرباعية... ونذكر أن الموقف العربي واضح وهو مؤسس على مبادرة الأمير عبد الله التي تم تبنيها كمبادرة عربية في قمة بيروت للتوصل إلى سلام عربي إسرائيلي".
وفي إجابته حول سؤال عن توقعات بضربة أمريكية ضد سوريا و إيران.. أجاب "أرجو ألا يحدث هذا". وبالنسبة لقرار مجلس الأمن 1559 الداعي لانسحاب سوريا من لبنان أوضح "أن هناك علاقات خاصة بين كل من سوريا ولبنان ويجب مراعاتها ولا يجوز الدخول في التفاصيل الخاصة بين البلدين .. ولكن نحن في الجامعة العربية إجمالا نحترم كافة قرارات مجلس
الأمن".
وقد ذكر عمرو موسى في ختام المؤتمر الصحفي المنعقد في الجزائر بأهمية قمة الجزائر والتي تتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس الجامعة، وأهميتها بالنظر للظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن العربي وقد وصفها بأنها في "أعلى درجات الخطورة والحساسية".