حذرت السلطات التركية من النتائج الخطيرة للمحاولات الكردية في مدينة كركوك العراقية لتغيير الديموغرافية السكانية للمدينة مؤكدة تلقيها معلومات عن حدوث هجرة سكانية غير مشروعة نحو مدينة كركوك وأطرافها.
ودعا المتسحدث باسم وزارة الخارجية التركية نامق طان في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة كافة الأطراف المعنية إلى متابعة هذه الممارسات واتخاذ التدابير اللازمة بخصوصها. وقال طان: إن العراق دخل إلى مرحلة جديدة وأن العراقيين ينتظرون في هذه المرحلة إقامة نظام يكون أكثر عدالة واحتراما لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان, معربا عن أمل تركيا في أن تكون الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها يوم الثلاثين من الشهر الجاري فرصة أمام الشعب العراقي لتقرير مصيره ضمن هذه المبادئ. وفي هذا الإطار تقدم تركيا دعمها لهذه المرحلة السياسية في العراق وتشجع كافة أطياف الشعب العراقي على المشاركة الواسعة في الانتخابات العراقية, إلى جانب منحها العراقيين المقيمين فوق أراضيها فرصة التصويت في هذه الانتخابات.
وحذر المتحدث الرسمي التركي من أن عدم تلبية الانتخابات العراقية لآمال ومطالب بعض أطياف الشعب العراقي سيتمخض عنه مشاكل قانونية خطيرة ويضر بوحدة الشعب العراقي وبحالة الاستقرار والسلام في المنطقة, مذكرا أن تركيا كررت مرارا ضرورة عدم السماح بتطورات كهذه. واسترسل المتحدث بقوله: تلقت تركيا معلومات عن حركة هجرات سكانية غير مشروعة من مختلف مناطق شمال العراق نحو مدينة كركوك وضواحيها اعتبارا من أبريل/نيسان من عام 2003. وأكدت المعلومات الواردة حدوث نشاط واسع في حركة الهجرة إلى المدينة خلال عام 2004 ما زالت متواصلة حتى الآن. كما شدد العراقيون المنتسبون إلى مختلف الأطياف من سكان كركوك على أن حملة الهجرة هذه التي تدعهما بعض الأحزاب والجهات ماديا وسياسيا تحت غطاء إصلاح السياسات الخاطئة للنظام السابق تجري بكثافة وحجم لا تتناسبان مع الحقائق التأريخية للمنطقة. ولايمكن أن يقوم طرف بالاستحواذ على أراضي طرف آخر عن طريق إجراءات غير مشروعة. كما لا يمكن القبول بالإجرءات والسياسات الخاطئة التي تنفذها بعض المجموعات تحت غطاء الديقراطية والعدالة والحرية بحجة إصلاح أخطاء النظام السابق. وأعرب سكان كركوك عن قلقهم من أن بعض العناصر منجرفون نحو خطأ فادح ستكون له عواقب وخيمة. ومئات الآلاف من المستوطنين الذين ليست لمعظمهم أية صلات تأريخية بكركوك تم إسكانهم في المدينة .
كما وجه متحدث الخارجية التركية نداء إلى الرأي العام العالمي, بقوله (رسالتنا إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة وإلى كافة العراقيين المطالبين بسيادة العدالة والديمقراطية في العراق هي أن ممارسات كهذه لا تساهم في تأمين الأمن والسلام الدائمين في العراق. ولذلك ينبغي تدقيق ومتابعة هذه الممارسات واتخاذ الاجراءات اللازمة تجاهها, وندعو كافة الأطراف المعنية مجددا إلى التصرف في إطار الشرعية).
ويأتي هذا التصريح التركي ردا على قبول اللجنة المستقلة للانتخابات العراقية تسجيل قرابة 100 ألف كردي تم جلبهم من المناطق الشمالية في قوائم الانتخابات بكركوك.. كما حذر طان من خطورة تسيس حزب العمال الكردستاني في شمال العراق واستغلال الشعب العراقي بالمشاركة في الانتخابات القادمة مشيرا إلى أن أنقرة تراقب هذا الحدث عن كثب. وأضاف (لقد طالبنا السطات العراقية ببدء الاجراءات القانونية ضد مشاركة الأحزاب المنبثقة من حزب العمال الكردستاني في الانتخابات القادمة.. وفي المقابل، حصلنا على وعد من السلطات العراقية على وعد عدم السماح لأي جهة بأن تقوم بحركات معادية لتركيا في الأراضي العراقية).