قطع اياد علاوي رجل امريكا القوي في العراق شوطا كبيرا بالنسبة لرجل لم يكن معروفا لدى الكثير من العراقيين حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على البلاد حتى انه يمكن أن يحتفظ بمنصبه بعد الانتخابات المقررة بعد غد الأحد.
وأصبح علاوي البعثي السابق الذي كان يقيم في المنفي ويتعاون مع مخابرات اجنبية وعاد مع الغزو الامريكي للعراق ليصبح رئيسا للوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة منذ سبعة أشهر معروفا لدرجة أن ملصقات الدعاية الانتخابية لائتلافه العلماني تكتفي بصورة لعينيه.
واكتسب علاوي صورة رجل صارم وجدت صدى بين العديد من العراقيين الذين سئموا العنف وغياب القانون الذي ساد البلاد منذ أن أطاحت القوات الامريكية بالرئيس السابق صدام حسين في ابريل عام 2003.
لكن مازال يتعين على طبيب الاعصاب الذي اختلف مع صدام وعارضه بمساعدة وكالة المخابرات المركزية الامريكية /سي.اي.ايه/ والمخابرات البريطانية اقناع العديد من العراقيين بأنه ليس أداة في ايدي حلفائه الغربيين.
ومع ذلك صعد نجم هذا السياسي الشيعي ورغم أن قائمته الانتخابية قد لا تتمكن من هزيمة التحالف الشيعي الأساسي الذي يضم الاحزاب القائمة على أساس طائفي الا أن الكثيرين يعتبرونه مرشحا قويا لان يبقى في منصب رئيس الوزراء.
وعلاوي مصمم على البقاء في سدة الحكم ولم يتردد في استغلال منصبه للترويج لطموحات الائتلاف الذي يمثله وهو القائمة العراقية.
وطالب علاوي هذا الاسبوع بعد مؤتمر صحفي لوضع خطط لنقل السلطة من القوات الامريكية الى العراقيين بأن يدلوا بأصواتهم لصالح القائمة العراقية لانها القائمة الوحيدة القادرة على بناء أمة حرة ومستقلة وقوية.
ويرى العراقيون العلمانيون ومن بينهم العديد من الشيعة علاوي باعتباره عائقا أمام أي محاولة لفرض الشريعة الاسلامية على البلاد أو زيادة تقاربها من ايران التي تخضع لحكم رجال الدين.
وقد يكون علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في العراق قد وجه بتشكيل القائمة الشيعية الاساسية لكنه لم يتبناها ولم يظهر خلافا علنيا مع علاوي.
وعلاوي وجه مقبول كذلك بشكل واضح لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش والعديد من حكومات المنطقة رغم أن العديد من المواطنين العرب يكرهون ترحيبه بالتعاون مع الامريكيين.
فقد أقر علاوي العمليات الامريكية التي مزقت أجزاء من مدن مثل الفلوجة وسامراء والنجف العام الماضي مما أكسبه عداوة العديد من السنة والمتشددين من الشيعة.
لكن بعض العراقيين يعجبهم ما أبداه من حسم في مواجهة المسلحين حتى عندما اختطف مسلحون ثلاثة من أقاربه قبيل الهجوم الامريكي على الفلوجة في نوفمبر الماضي.وأطلق سراحهم في وقت لاحق بعد أن رفض علاوي التفاوض مع الخاطفين.
وتوعد علاوي الذي يستهدف المتشدد الاسلامي الاردني المتحالف مع القاعدة ابو مصعب الزرقاوي قتله بسحق المقاتلين الاجانب وانصار حزب البعث الذين يقول انهم يديرون أنشطتهم من الفلوجة والرمادي. وكان صارما كذلك في احكام الرقابة على حكومته. فعندما تسربت معلومات خاطئة عن القبض على أحد قادة جيش صدام دق علاوي بقبضة يده على الطاولة بعنف محتجا حتى أنه كسر عظاما في كفه كما قال للصحفيين بعد الواقعة.
وحاول علاوي كذلك اقناع الاقلية السنية التي كانت تحظى بامتيازات كبيرة في عهد صدام بأن لها مكانا في العراق الجديد الى جانب الاغلبية الشيعية التي تسعى للسلطة والاقلية الكردية التي تريد التمسك بما حصلت عليه من استقلالية في الشمال.
لكن العديد من الاحزاب السنية تقاطع الانتخابات قائلة انها لا يمكن ان تكون نزيهة في ظل سيطرة القوات الامريكية على العراق وأعمال العنف الدائرة في المناطق السنية. وانتقد علاوي في بعض الاحيان السياسة الامريكية خاصة حل القوات المسلحة العراقية في مايو أيار عام 2003.
وهو يريد ادراج ضباط الجيش السابقين الذين لم تلوث أيديهم مباشرة الاعمال الوحشية التي ارتكبت في عهد صدام بين صفوف الجيش الجديد ومساعدته في قتال المسلحين الذين يعتبرون أفراد قوات الامن العراقية الوليدة (مرتدين) متواطئين مع الامريكيين. وترك علاوي العراق عام 1971 لمواصلة دراسة الطب وانقلب على حزب البعث. ونجا من محاولة اغتيال على يد عملاء ارسلهم صدام الى منزله في لندن في عام 1978. لكنه اسس بمساعدة السي.اي.ايه والمخابرات البريطانية حزب الوفاق الوطني العراقي الذي يضم بعثيين سابقين وضباطا منشقين والذي قام بمحاولة انقلاب فاشلة ضد صدام. وظل في المنفى مقيما في بريطانيا أساسا حتى الاطاحة بصدام.