صوت الفلسطينيون في قطاع غزة امس لانتخاب مجالس بلدية وهي اول مرة تجرى فيها هذه الانتخابات تحت الاحتلال الاسرائيلي في اختبار لشعبية الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس والجماعات الاسلامية.
وتدفق آلاف الفلسطينيين على عشرة مجالس بلدية في شتى انحاء القطاع الذي تعتزم اسرائيل الانسحاب منه في وقت لاحق من العام والذي احتلته اسرائيل مع الضفة الغربية عام 1967 وهي الاراضي التي يطالب الفلسطينيون باقامة دولتهم عليها بموجب خطة خارطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة.
ويحاول عباس اقناع النشطين الفلسطينيين الذين يقودون انتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ أكثر من اربع سنوات بالالتزام بوقف لاطلاق النار كما يحاول منع حدوث فراغ سلطة يتحول الى حالة من الفوضى بعد انسحاب القوات الاسرائيلية واجلاء المستوطنين اليهود من غزة في وقت لاحق من العام بموجب خطة ارييل شارون رئيس الوزراء لفك الارتباط.
وكسبت حركتا حماس والجهاد الاسلامي شعبية كبيرة خلال الصراع وتشكلان تحديا لحركة فتح كبرى حركات منظمة التحرير الفلسطينية التي تتبنى دبلوماسية لاقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية جنبا الى جنب.
وأظهرت انتخابات مجالس البلدية التي جرت في الضفة الغربية الشهر الماضي ان حماس حققت تقدما كبيرا في الشارع الفلسطيني. ويتمتع الاسلاميون بشعبية اكبر في قطاع غزة الذي يعيش فيه 4ر1 مليون فلسطيني في فقر وظروف بالغة الصعوبة.
من جهته، صرح مسؤول ملف الانتخابات في حركة المقاومة الإسلامية حماس، سامي أبو زهري، خلال مؤتمر صحفي في غزة أن مشاركة حماس في الانتخابات البلدية تهدف في الأساس إلى التأسيس لحياة كريمة مستقلة وترسيخ نهج الانتخابات كوسيلة وحيدة في اختيار ممثلي الشعب سواء في المجالس البلدية أو التشريعية أو النقابية، معتبرا أن النجاح الحقيقي يتمثل في إجراء هذه الانتخابات واستكمالها ثم إجراء هذه الانتخابات بطريقة تضمن لها النزاهة والشفافية، متطرقاً إلى السياسات العامة التي يتضمنها البرنامج الانتخابي لحركته والخاص بالانتخابات البلدية والذي يركز على خدمة المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم وإصلاح المؤسسات واستقلالية هذه المجالس عن مؤسسات السلطة وإعادة هيكلة الأجهزة الإدارية والقضاء على الترهل الوظيفي وتفعيل العلاقة بين الهيئات المحلية والجماهير والقضاء على الفئوية والتعيينات وإدخال تحسينات في جميع المجالات.
وأوضح أبو زهري أن حركته ستخوض هذه الانتخابات تحت اسم قائمة (التغير والإصلاح) حيث ستشارك في تسع من الدوائر الانتخابية العشر، في حين لن تشارك في دائرة بلدة المصدر، التي يغلب عليها الطابع العائلي وستكون مشاركة في الدوائر التسع.