رفض البرلمان الاسباني أمس الأول طلبا لاقليم الباسك بالاستقلال عن البلاد بأغلبية 313 صوتا مقابل 29 فيما عرض رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو على زعيم الباسك خوان خوسيه إيبارتكس قدرا أكبر من الحكم الذاتي مقابل التخلي عن الاقتراح واتحد الاشتراكيون بزعامة ثاباتيرو والمحافظون المعارضون ضد ما أطلق عليه اسم خطة إيبارتكس التي وضعها رئيس وزراء الاقليم التي تؤيدها الاحزاب السياسية في الباسك والاحزاب الاقليمية الاخرى وتغيب نائبان عن التصويت بالبرلمان. وقال المحللون: إن الصراع حول الخطة لم ينته بعد وأن حزب الباسك القومي بزعامة إيبارتكس يعد حملة دعاية لها مع الانتخابات الاقليمية المقبلة كما يسعى لاجراء استفتاء عليها في الاقليم والخطة أكبر تحد لوحدة أسبانيا منذ وفاة الرئيس السابق فرانشيسكو فرانكو عام 1975. وقال إيبارتكس أمام البرلمان في مدريد: إن خطته فرصة تاريخية لتسوية قضية حقوق الباسك التي ترجع إلى قبل 200 عام التي أكد انها أكثر قدما من حملة العنف التي تشنها جماعة إيتا الانفصالية وأنها حق 2.1 مليون من سكان الباسك في تقرير مستقبلهم واتهم البرلمان في مدريد بالتحايل لعدم مناقشة الخطة بأسلوب مناسب وذلك بطرحها للمناقشة في جلسة برلمانية واحدة بدلا من عدة جلسات مطولة.
وأضاف: ليس هناك طريق عودة وتعهد بإجراء استفتاء على الخطة في الاقليم وقال ثاباتيرو إن خطة إيبارتكس مخالفة للدستور لان ميثاق الحكم الذاتي لمنطقة الباسك لا يمكن تغييره إلا بموافقة أغلبية الاسبان.
كما أوضح أن مجتمع الباسك نفسه منقسم بشأن الخطة وكان برلمان الباسك قد أقر خطة إيبارتكس بأغلبية ضئيلة في 30 ديسمبر الماضي وانقسم الناخبون في الباسك بين مؤيدين لما يسمى الاحزاب القومية مثل إيبارتكس وآخرين يساندون الاحزاب المؤيدة لبقاء الاقليم ضمن الاراضي الاسبانية وتسود التوقعات على نطاق واسع بأن إيبارتكس سيقدم موعد الانتخابات الاقليمية المقرر إجراؤها في مايو المقبل في محاولة للفوز بتأييد الناخبين لرفض قرار البرلمان الاسباني وتتضمن الخطة ما وصف بارتباط حر بين أسبانيا والباسك يتيح للإقليم حرية تشكيل المحاكم وسن قوانين الجنسية وحق التمثيل لدى المؤسسات الدولية مثل الاتحاد الاوروبي ويتمتع إقليم الباسك بأكبر قدر من الحكم الذاتي بين أقاليم أسبانيا السبعة عشر حيث توجد به قوة مستقلة للشرطة وهيئة ضرائب خاصة به.
ويقول إيبارتكس انه لا يريد الانفصال عن أسبانيا لكن المحللين يرون أن خطته باب خلفي للاستقلال وتخشى الحكومة الاسبانية أن تشجع الخطة أقاليم أخرى على المطالبة بإجراءات مماثلة مثل إقليم قطالونيا في شمال شرق البلاد الذي يتطلع لاعادة صياغة قوانين الحكم الذاتي المتعلقة به وتتناقض رغبة ثاباتيرو في إجراء حوار مع أقليم الباسك مع أسلوب سلفه المحافظ خوسيه ماريا أثنار الذي هدد إيبارتكس بالسجن. لكن ثاباتيرو أوضح أن صبره له حدود وهدد إيبارتكس باستخدام قوة القانون إذا حاول تنظيم أي استفتاء كما نفت الحكومة أيضا تقارير ذكرت أنها تجري اتصالات مستمرة مع جماعة إيتا التي أعلنت تأييدها للاقتراح بإجراء محادثات سلام مع حزب باتاسونا الذي يعتقد أنه جناحها السياسي وتقول الحكومة إنها لن تجري أي مباحثات مع إيتا وباتاسونا إلا بعد تخلي الجماعة المسلحة عن العنف.