من المقرر أن تصل العاصمة الالمانية برلين اليوم وزيرة الخارجية الامريكية الجديدة كوندو ليزا رايس لاجراء مباحثات مع المستشارالالمانى جيرهارد شرودر تتعلق بالسياسة الدولية وفى مقدمتها الوضع فى الشرق الاوسط والمسألة العراقية والعلاقات الالمانية الامريكية ومع حلفائها الاوروبيين فى حلف شمال الاطلسى اضافة الى محاربة منظمات الارهاب الدولية ووضع شىء من الحرارة على شرايين التضامن الدولى ضد الارهاب هذا التضامن الذى أصبح هشا بعض الشىء وتأتى زيارة رايس الى برلين من أجل التحضير لزيارة الرئيس الامريكى جورج بوش الى مدينة ماينتس ومن المقرر أن يجتمع مع المستشار الالمانى من أجل محاولة تقريب وجهات نظر البلدين ومناقشة مواضيع مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدولى الذى يعقد الجمعة المقبل سبقت زيارة رايس الى برلين انتقادات ومخاوف من بعض الفعاليات السياسية فى المانيا من خلال التهديد الامريكى الجديد لايران بالرغم من اعلان رايس ان واشنطن تريد التوصل مع ايران الى حل مرض عبر الدبلوماسية الا ان هذا التصريح تعرض لخيبة أمل بعد خطاب بوش أمام مجلس الشيوخ وتأكيده على اتهامه لايران وسوريا بأنهما شوكة فى عين الامن والاستقرار الدولى فى العالم واصرار ايران على انتاج أسلحة ذرية تقلق العالم.
وأشار نائب رئيس الكتلة النيابية عن تجمع الخضر هانس كريستيان شتروبيلله الى أن التهديدات الامريكية واعلان رايس رغبة واشنطن فى التوصل مع ايران وغيرها الى حل سياسى عبر الوساطات الدبلوماسية لا يعتبراشارة ايجابية من واشنطن من أجل تبديد مخاوف وقوع حرب جديدة فقد أعلنت واشنطن قبيل تدخلها العسكرى فى العراق عزمها تقوية الدبلوماسية التى جرت مع النظام العراقى السابق الا انها تدخلت فى العراق ضاربة عرض الحائط بجميع الجهود التى بذلت من أجل الحيلولة دون وقوع حرب فى المنطقة وقال هانس كريستيان شتروبيلله ان واشنطن التى تعانى من مرض الغرور ستنفذ تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية الى ايران والتدخل فى سوريا من أجل المحافظة على سمعتها كأكبر قوة فى العالم معلنا أن محادثات رايس فى برلين ستبوء بالفشل اذ ان الهوة بين برلين وواشنطن لا تزال بعيدة على حد رأيه. أما الناطق بلسان السياسة الخارجية فى الحزب المسيحى الديموقراطى المعارض فريدبيرت فلوجر فكان له رأى اخر عندما أشار لراديو (اينفو) الاخبارى أمس الى ترحيبه بزيارة رايس لبرلين وضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات بين برلين وواشنطن مشيرا الى ان الحكومة الالمانية التى قادت زمام معارضة التدخل العسكرى فى العراق باءت معارضتها بالفشل وعلى برلين مساندة واشنطن فى سياستها فى المنطقة اذ انها تريد بسط الديموقراطية فى منطقة الشرق الاوسط زاعما أن ايران وسوريا بمثابة خطر على استقرار المنطقة بأكملها ومعلنا فى الوقت نفسه أن مصداقية واشنطن تتمثل فى حل دبلوماسى مع ايران مستبعدا فى الوقت نفسه توجيه ضربة عسكرية الى الدول التى تساند الارهاب معربا عن أمله أن تحقق زيارة رايس نجاحا فى توثيق العلاقات الامريكية مع حلفائها فى حلف شمال الاطلسى على حد قوله. وحذر مسئول شئون السياسة الخارجية ونائب رئيس الكتلة النيابية عن تجمع الديموقراطيين الاشتراكيين جيرنوت ايرلر من مغبة حرب جديدة فى المنطقة مشيرا الى ان خطاب الرئيس الامريكى أمام الكونجرس وانتقاداته لايران وسوريا تعتبر بمثابة التحضير لحرب جديدة ستقع فى المنطقة لا محالة متسائلا عن مدى فائدة محادثات وزيرة الخارجية الامريكية رايس فى برلين فى ضوء هذه التهديدات.
كما تدخل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس منعطفا جديدا في عملية صنع السلام الوهمي في الشرق الأوسط خلال اجتماعاتها في بريطانيا مساء اليوم وكما توقع المعارضون لتوليها المهمة تبدأ نغمة الضغط علي الجانب الفلسطيني دون التزام الإسرائيليين بالاتفاقيات ووقف سياستها الاستيطانية وقتل الأبرياء والأطفال ويزداد الأمر صعوبة بتردد بوش في الضغط على إسرائيل مما سيحد من النفوذ الامريكي الا أن بوش يتعهد بالضغط على الإسرائيليين من أجل السلام بين الجانبين خلال ولايته الثانية وارسال رايس الى المنطقة اشارة قوية على ان الولايات المتحدة ستحيي دور وساطة ظل ساكنا الى حد كبير على مدار أربعة اعوام الا ان المعارضين والمؤيدين على السواء يتوقعون ان تتبع رايس موقف البيت الابيض الموالي لإسرائيل من تشجيع الدولة اليهودية دون الارتقاء الى درجة ممارسة ضغوط كافية لارغامها على تقديم تنازلات و تعهد بوش بنشر الديمقراطية وقهر الارهاب في انحاء العالم و من المتوقع ان تضع رايس معظم العبء على الفلسطينيين بالاصرار على أن يبنوا مؤسساتهم ويسيطروا على النشطاء.