أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، اكتمال منظومة المشروعات الاقتصادية بالعاصمة المقدسة، وفق خططها الاستراتيجية، وذلك ضمن إطار زمني محدد لها، خاصة وأن المشروعات القائمة الآن ستحقق عوائد اقتصادية كبيرة، تضاف قيمتها إلى الاقتصاد الوطني. وكشف أمين العاصمة المقدسة، خلال حواره الاقتصادي لـ «اليوم»، أن التشغيل لمترو مكة والمحطات التابعة له، سيكون بشكل تدريجي، بدءا من عام 2017م، وذلك على أربع مراحل، ودخوله الخدمة بشكل نهائي مطلع عام 2020م، خاصة وأن المرحلة الأولى تشتمل على الأعمال المدنية والتي يتنافس عليها ستة عشر تحالفا دوليا، وأنه جرى تأهيل عشرة تحالفات، وتم إرسال كراسة الشروط والمواصفات لهذه التحالفات، وذلك لتقديم عروضها للمشروع، تمهيداً لتوقيع العقود بداية أكتوبر المقبل. وأشار أمين العاصمة المقدسة إلى أنه تم تخصيص ٨٨ محطة لقطار المترو، منها ٢٢ أرضية، بعد تأهيل ١٠ تحالفات لشبكة طرق المترو، فيما نالت مشاريع الحافلات ٦ تحالفات. وفند الدكتور البار عدم تراجع خدمات النظافة رغم اتساع كمية الغبار والهدم؛ نتيجة اعمال المشروعات الاقتصادية في مكة القائمة حالياً، موضحا أن وزير البلديات الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز أبرم عقودا لمشاريع النظافة الجديدة؛ لمعالجة الوضع بشكل جذري. وإليكم ثنايا الحوار:
• حدثنا مبدئيا عن مستجدات مشروع إعمار الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعاصمة المقدسة؟
هذا المشروع يهدف لإكمال البنية والنقل لمكة المكرمة، والحركة من خلال المشاريع الدائرية، التي تستكمل فيها الدائري الثاني والثالث والرابع، وتنفذ بدورها شبكة الطرق المحورية بداية من المحور الغربي والشمالي والشرقي والطرق المحورية تأخذ القاصد إلى مكة المكرمة من الأقاليم للمنطقة المركزية مباشرة، وهناك تطوير شامل بالتنسيق، والانتهاء من المحور الجنوبي والبدء في الرفع المساحي وعقب أن تتم الإزالة بعد موسم الحج لهذا العام، مبينا بانه ووفقا للتعداد الأخير للسكان، فقد بلغ عدد سكان مكة المكرمة حوالي 1,8 مليون نسمة، كما تجذب العاصمة المقدسة حوالي مليوني حاج وأكثر من 5 ملايين معتمر (من الخارج) سنوياً، حيث ومن المتوقع أن ينمو عدد سكان مكة المكرمة خلال عشرين عاماً؛ ليصل إلى أكثر من 2,5 مليون نسمة في العام 1451هـ. ونتيجة للنمو المتزايد في عدد المسلمين في العالم، فمن المتوقع أيضاً أن يصل مجموع الحجاج والمعتمرين إلى 16 مليونا بحلول العام نفسه. كما يفد إلى مكة المكرمة العديد من المواطنين والمقيمين من داخل المملكة، مثل جدة والطائف وخارجها، لأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام على مدار العام، وخاصة أيام الجمع. وفي حين أن المدينة تلبي احتياجات زوارها على مدار السنة، فإن فترات الذروة تتركز في شهر رمضان (خاصة العشر الأواخر منه) وفي موسم الحج، ومن أجل تلبية هذا الطلب المتزايد بسرعة، يجري حالياً تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام (جهة الشامية) لتصل سعته الإجمالية إلى 1,6 مليون مصل، والذين لا يمكن إسكانهم جميعهم في المنطقة المركزية ضمن مسافة مشي مقبولة، وهذا يشير إلى الحاجة إلى تطوير مجمعات سكنية خارج المنطقة المركزية، مع توفير سهولة الوصول منها إلى المسجد الحرام، من خلال نظام نقل عالي السعة (بالقطارات). حيث تشير التقديرات إلى ضرورة أن يتمكن نظام النقل في المنطقة المركزية من تلبية أعلى تدفق في ساعة الذروة، المتمثل في خروج حوالي 1,1 مليون مصل من المسجد الحرام بعد انقضاء صلاة التراويح، خلال شهر رمضان. هذا الازدحام الشديد الذي تعاني منه المنطقة المركزية يحتاج إلى معالجة شاملة؛ لتوفير بيئة مناسبة للمشي من وإلى المسجد الحرام مع المحافظة على روحانية المكان.
وهذا يؤكد على الحاجة إلى توفير نظام نقل عام عالي الجودة لخدمة المنشآت القائمة، والمشاريع التطويرية الجديدة في المنطقة المركزية، وعلى وجه الخصوص لتسهيل وصول سكان مكة والحجاج والمعتمرين الذين يسكنون خارج المنطقة المركزية إلى المسجد الحرام.
• ماذا عن شراكات الأمانة والتوأمة مع الجهات الحكومية والأهلية؟
ترتكز لهذا المشروع القطار والحافلات وتشمل فيها ٤ خطوط للمترو ا/ ب / ج / د على امتداد ١٨٢ كلم، تحتوي على ٢٢ محطة تحت الأرض وباقي المحطات تكون فوق الجسور وتربط أنحاء العاصمة المقدسة من الشرائع شرقا الى طريق مكة جدة السريع وضاحية البوابة غربا ومن طريق جدة مكة القديم غربا الى العكيشية جنوبا ومن طريق الليث جنوبا الى مسجد السيدة عائشة في التنعيم شمالا وشبكة الخطوط تغطي كافة طرق العاصمة المقدسة، ونأمل أن ترتقي خدمة النقل العام. وبفضل الله تم الانتهاء من الدراسات لمشروع الحافلات والنقل العام، وتم تخصيص ١٢ مسارا منها ٧ مسارات تكون محلية والحافلات تختلط بالسيارات العامة، وهناك ٥ مسارات تكون مغلقة وينطلق من نقطة الى نقطة لضمان حرية التنقل والارتقاء بالحافلات المتطورة، ومدعما بوسائل التقنية لمعلومات الحافلات (موعد وصولها والزمن المتوقع لوصول الحافلة) بحيث الراكب المنتظر على علم للحالة. وأما التشغيل والصيانة، فالمشروع لا زال على قيد التنفيذ، وتم التعاقد مع مكتب استشاري عالمي لإدارة مشروع المترو، وقد وقع العقد أمير منطقة مكة المكرمة في شعبان المنصرم، وتم توقيع عقد تصميم مسارات الحافلات مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية وقد وقعه الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، والآن الاستشاري يقوم بعمله وهناك متابعة من قبل الجهات المشرفة على المشروع، بحيث يتم التعديلات المطلوبة في شبكة الطرق ومن ثم تنفيذ المشروع، وربما يبدأ قبل النظام العام المترو، وبالتأكيد مكة المكرمة تشهد نهضة تنموية وعمرانية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وهو ما نراه من الحراك العمراني والتنموي، سواء من إزالة آلاف الدور والمنازل المعترضة للمشاريع، وأيضاً من الاعمال الإنشائية للطرق الدائرية، كما أسلفت آنفا للطرق المحورية، وكل ينبئ بمستقبل ونهضة باهرة للعاصمة المقدسة.
• متى سنرى اكتمال منظومة شبكة قطارات مترو مكة وكيف تتعاملون مع حالات التعثر؟
عام 2017م سيكون التشغيل التدريجي للمترو، وذلك على مراحل واكتمال المنظومة وربط مكة بكل اتجاهاتها سيكون مطلع عام 2020م، حيث إن العاصمة المقدسة وخلال منتصف عام 2015م سينطلق المشروع "الخطة التنفيذية للنقل العام بالقطارات والحافلات لأم القرى، والتي أقرتها اللجنة الوزارية المشرفة على المشروع"، خاصة وأن وتيرة العمل متسارعة، ونأمل، إن شاء الله، أن يجني المواطنون والمقيمون على هذه البقعة الطاهرة، ثمار هذا المشروع، حيث سيكون توقيع عقود التنفيذ بداية أكتوبر، وأن هناك فترة ستة شهور لعملية التجهيز لهذه التحالفات، التي أشرت إليها سابقاً، ولا توجد خطط متعثرة لهذا المشروع؛ كونه يمر بخطط استراتيجية معدة لذلك.
• ننتقل لمشروع اقتصادي هام أطلق عليه «قرية مكة الذكية» إلى أين وصلتم فيه؟
تم إبرام عقد بإنشاء مدينة صناعية متكاملة بمكة المكرمة، تحت اسم «قرية مكة الذكية»، مع شركة صواع السعودية القابضة، وتبلغ مساحتها 8 ملايين متر مربع، وباستثمارات لا تقل عن 3 مليارات ريال، والمشروع يأتي انطلاقا من الرسالة المقدسة للمملكة، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، وامتدادا لهذه الرؤية المتواصلة عبر الأجيال، وليأتي هذا التوجه لإنشاء مدينة صناعية متكاملة بمكة المكرمة، تتوفر بها مختلف الخدمات، حيث مهمة هذه الشركة تخطيط وإنشاء وتشغيل القرية الذكية، باستخدام أفكار مبتكرة وأعمال تطبيقية وإعلاء قيم الاستثمارات الإسلامية، تحت شعار «صنع في مكة»، وتكون رؤيتنا ترسيخا لمكانة العاصمة المقدسة حول العالم، والمشروع يراعي ضمن آليات إنشائه، تطبيق المقاييس العالمية للبيئة الصحية النظيفة، وما يعرف دوليا بـ«المدن الخضراء»، وتهيئة تصميمات البنايات مع المساحات الخضراء بأفضل التصميمات المعمارية والبيئية، وهو ما يسهل انسيابية الحركة المرورية، والتناغم بين المناطق والقطاعات مع تكامل البنية التحتية والربط التكنولوجي بين كافة أركان المشروع.
• ننتقل إلى ملف نقل منح الأراضي إلى وزارة الإسكان.. كيف ترى ذلك وهل سينعكس ايجاباً على أزمة السكن؟
نظام المنح كما هو معروف هناك بلدية، وأخرى تصدر بأوامر سامية، وما نقل فقط هو المنح البلدية، واعتقد إدارة وزارة الإسكان بالإمكانيات التي لديها، سوف تسهم في دفع موضوع المنح، وأيضاً بالأنظمة الموضوعة حديثاً من قبل المسئولين في الوزارة، وتدفع دفعة كبيرة ونأمل ذلك أن ينعكس إيجاباً على انفراج أزمة السكن للمواطنين في المملكة العربية السعودية.
• العاصمة المقدسة تفتقر لبعض المجسمات الجمالية.. هل من مراجعة لهذا الملف؟ الواقع، بالتأكيد هناك أولويات كما ذكرت لإعادة تحديث البنية لمكة المكرمة، هي في طريقها، وتم تنفيذ أول جدارية تحكي البيئة المكية، وسبق أن نظمنا مسابقة إسلامية عالمية لتجميل مكة المكرمة، وكانت هناك العديد من الأعمال الفائزة والتي بدأنا في تنفيذها تباعا، ودشن الجدارية الأولى الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، وتقع في منطقة السليمانية قبل كوبري الحجون، وهناك جداريتان احداهما في منطقة محبس الجن، والأخرى في جسر تقاطع كدي قرب مواقف كدي، وسوف تدشن قريبا بمشيئة الله.
• دائماً ما تكشف الأمطار عن فشل الأمانة في احتواء الموقف.. هل من خطة مستدامة لحل هذه المعضلة؟ طبعا، مدينة مكة الكرمة تقع في أودية وشعاب، وهناك مشاريع لتصريف السيول، والتي نفذت، وحماية شبكة الطرق والوحدات السكنية والمخططات من مخاطر السيول، هي إحدى المهمات المسندة للأجهزة البلدية والأمانات في المملكة، وبالتأكيد أمانة العاصمة المقدسة قطعت شوطا كبيرا ولا تزال تنفذ البقية بحيث تكتمل بمشيئة الله خلال الفترة المقبلة.
• لو طلب مجلس الشورى استدعاءك ومساءلتك.. ماذا تعد العدة لهذا الإجراء.. وكيف ترى هذا النهج؟ نحن مستعدون، ودائما الموظف العام يعمل لمصلحة وخدمة الوطن والمواطن ويعمل بتوجيه من ولاة الأمر، ودائما انا أرحب بأي دعوة سواء كانت من الأندية الأدبية أو جمعية الثقافة والفنون أو أي لقاء مباشر مع المواطنين؛ لأن هذا اللقاء يكشف الحقائق وحجم العمل الذي تقوده أمانة العاصمة المقدسة.
• حول تراجع خدمات النظافة لدى الأمانة وتردي الأسفلت والإنارة.. ما تعليقك؟ ليس هناك تراجع بل بالعكس هناك تقدم كبير، ولكن حجم العمل التي تشهده مكة المكرمة والتوسع الكبير نتيجة للإزالات والمشاريع هذا هو السبب لتراكم كميات الأتربة والغبار، وتجعل الجهاز الذي كان يعمل على النظافة بمكة المكرمة قبل سنوات لا يستطيع استيعاب هذه المهمة.. ولذلك وزير الشئون البلدية والقروية الدكتور الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز سوف يعدل عقود النظافة الجديدة، حيال هذا الموضوع، وتتم معالجته جذرياً..
• مخططات ولي العهد جزء من المستفيدين منها متأخرون حيال عدم استلامهم الصكوك؟ الأراضي حكومية، وهناك من المواطنين من ادعوا ان لديهم وثائق، ونحن في دولة تحكمها الشريعة الإسلامية، وما يحكم به القضاء سوف ينفذ بمشيئة الله.
• في ختام الحوار هل من كلمة أخيرة؟
أشكر صحيفة "اليوم" على استضافتها لي عبر صفحاتها الاقتصادية، وتوعية المجتمع بالمشروعات الاقتصادية بالعاصمة المقدسة؛ لما لها من مردود اقتصادي ضخم، خاصة وأنها تخدم ضيوف الرحمن.