أغارت طائرات الاحتلال الاسرائيلي 17 غارة متلاحقة فجر الأحد على مناطق متفرقة في قطاع غزة المحاصر وسط تحليق مكثف وحشد عسكري بري وبحري، واستهداف مباشر للجناح العسكري لحركة حماس دون الكشف عن حجم الخسائر.
وقال مصدر أمني فلسطيني: إن طائرات الاحتلال قصفت موقع أبو جراد جنوب مدينة غزة، إضافة إلى أرض خالية قرب سوق السيارات بحي الزيتون شرق المدينة. وأعادت الطائرات وقصف المناطق الشرقية في خان يونس جنوب القطاع وأرضاً فارغة قرب معبر رفح البري، ليرتفع عدد الغارات الجوية إلى سبع غارات. واستهدف الطيران الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في منطقة مصبح شمال مدينة رفح، فيما اغارت طائرات اخرى على مزرعة للدواجن في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة فحولتها إلى دمار محرقة ما فيها من ماشية ودواجن.
113 صاروخاً وادعى قائد ما يسمى الجبهة الداخلية في المنطقة الجنوبية روعي باري أنه سقط منذ يوم الأربعاء الماضي، حتى اليوم الأحد 113 صاروخا، أطلقت من قطاع غزة، مشيراً إلى أن 80 من هذه الصواريخ سقطت في منطقة النقب الغربي في حين استطاعت منظومة «القبة الحديدية» اعتراض 10 صواريخ أخرى. ولم يذكر طبيعة الأضرار والخسائر التي لحقت في المنطقة جراء وقوع الصواريخ، كذلك لم يذكر وقوع إصابات أو عدمها في صفوف السكان والجيش الإسرائيلي. وقال وزير العلوم الإسرائيلي يعقوب بيري من حزب «يوجد مستقبل» ورئيس سابق لجهاز «الشاباك»، أن إسرائيل قد تحتاج لعملية عسكرية في قطاع غزة تشبه العمليات السابقة، مع تفضيله إعطاء الجهود الدبلوماسية الأولوية لإعادة الهدوء على الجبهة الجنوبية.
وهاجم بيري مواقف الوزراء نفتالي بينت وافيغدور ليبرمان وبعض أعضاء الكنيست التي تساهم في تدهور الأوضاع الأمنية، معتبراً أن تصريحاتهم تساهم في هذا التدهور بدلا من المساهمة بتهدئة الأوضاع، وجاء ذلك في معرض تعليقه على الأحداث في مدينة القدس والمدن العربية داخل مناطق عام 48، معتبراً أن ما يحدث سببه فشل الحكومة والجهات الأمنية الاسرائيلية في التعامل مع ما يوصف بـ «دفع الثمن».
إجراءات أمنية
وذكرت صحيفة معاريف أمس أن بلدية أسدود أعلنت عن تعطيل الدراسة في جميع المدارس غير المحصنة، تحسباً من تواصل اطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وقالت بلدية أسدود في بيان لها: «إن زيادة إطلاق الصواريخ على الجنوب يتطلب منا أن نكون يقظين وأكثر حذراً». ويأتي هذا الإعلان بعد تصاعد عمليات إطلاق الصواريخ تجاه تلك المستوطنات رداً على القصف الإسرائيلي والانتهاكات المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني. بدوره دعا رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق «عاموس يدلين» إلى إعادة قوة الردع الإسرائيلية وضرب كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من خلال عملية جوية بالتزامن مع عملية برية محدودة. وقال يدلين في منشور على صفحة على فيسبوك صباح الأحد: إن الإقدام على خطوة احتلال غزة سيكون خطأً استراتيجيًا، «فليس من الصواب العودة للسيطرة على مليون ونصف المليون فلسطيني». وأضاف أن حماس نفسها أعادت مفاتيح القطاع لعباس، و«إسرائيل» ليست بحاجة لتحل محل حماس أو السلطة الفلسطينية في السيطرة على غزة. وأشار إلى أن حماس لم تقم بتفكيك جناحها العسكري، وأطلقت الصواريخ على مستوطنات النقب الغربي وتعد لعمليات خطف وتهدد التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية عبر صواريخها بعيدة المدى، مشددًا على ضرورة نزع «إسرائيل» لهذا التهديد عبر عملية عسكرية واسعة النطاق على أن يكون هدف العملية الجناح العسكري لحماس وقيادة حماس ونظام تصنيع وإطلاق الصواريخ، على حد قوله.
ولفت إلى ضرورة القيام بهذه العملية من خلال استغلال القدرات الاستخباراتية والنارية من الجو بالإضافة للدخول البري المحدود والتمركز في نقاط استراتيجية في القطاع.
وواصل حديثه قائلاً: "عملية كهذه لن تكون دون ثمن، وستمس بحياة السكان في إسرائيل كما ستضر بالاقتصاد والأرواح، ولكنها اضطرارية وثمن عدم تنفيذها يكون أكبر من ثمن تنفيذها، وهو مواصلة إطلاق الصواريخ على النقب ومواصلة تعاظم قوة حماس الأمر الذي سيجبرنا في نهاية المطاف للخروج لعملية في توقيت لا يناسبنا ومقابل عدو يمتلك قدرات جديدة لا تتوافر لديه اليوم».
اعتقالات
من جهة أخرى، قال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو 22 مقدسيًا منذ الأحداث التي أعقبت استشهاد الفتى محمد أبو خضير في حي شعفاط بالقدس المحتلة الأربعاء الماضي. وأوضح أبو عصب الأحد، أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال المواجهات التي اندلعت مساء السبت، ثمانية شبان مقدسيين، حيث تركزت الاعتقالات في مخيم شعفاط وحي الصوانة وواد الجوز.
وأشار إلى أن غالبية المعتقلين تعرضوا للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال الخاصة، لافتًا إلى أنه سيتم اليوم عرض ثمانية من المعتقلين على محكمة الصلح الإسرائيلية بالمدينة.
ولفت أبو عصب الاعتداء الوحشي على الفتى طارق أبو خضير (15عامًا) الذي اعتقلته قوات الاحتلال، واعتدت عليه بالضرب المبرح، لافتًا إلى أنه تم تعيين ثلاثة محامين للدفاع عنه، علمًا أن الفتى وصل من أمريكا قبل عشرة أيام، وهو ابن عم الشهيد محمد.
وأوضح أن حملة الاعتقالات بالقدس تعبر عن غطرسة الاحتلال واستمرار بطشه وقمعه، خاصة أن رود الفعل التي أعقبت استشهاد أبو خضير وقعت كالصاعقة على الاحتلال.
وكانت المواجهات تجددت مساء السبت، بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال في أحياء واد الجوز ورأس العمود وحي الطور ومخيم شعفاط وحي شعفاط وحارات القدس القديمة، حيث أطلقت تلك القوات القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية في الأحياء.
فيما صرح عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع» أبو العلاء» ان حجم المعاناة التي يتعرض لها المقدسيون بات لا يطاق، ولابد من وقفها، مبينا بأن الهولوكست الذي مارسه النازيون، وهو نفسه الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بل وأكثر حيث يتم اختطافهم ومحاربتهم في بيوتهم وأماكن عباداتهم وحرق مزروعاتهم وممارسة أبشع انتهاكات حقوقه الانسان ضدهم.
وطالب قريع في حديث له خلال تقديم واجب العزاء في ديوان ال أبو خضير في شعفاط بوقف جرائم الاحتلال واعتبار الاستيطان والمستوطنين والمنظمات الاستيطانية إرهاب يجب مقاطعته ومحاربته.
مشتبه بهم
وفي سياق متصل اعتقلت الشرطة الاسرائيلية "متطرفين يهود" في اطار عملية التحقيق في خطف وقتل الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير في القدس الشرقية الاسبوع الماضي، بحسب ما اعلن مسؤول اسرائيلي.
وقال المسؤول الاسرائيلي الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس: "يبدو ان الاشخاص الذين اعتقلوا في القضية ينتمون الى جهات يهودية متطرفة" بينما ذكر موقع صحيفة هارتس الالكتروني انه تم اعتقال ستة اشخاص لعلاقتهم بمقتل الشاب.
ولم ينشر الموقع اي تفاصيل اضافية حول هويات المعتقلين ولكنه وصف الاعتقال "".
وما زالت تفاصيل القضية تخضع لامر حظر نشر مشدد.
وكانت الشرطة الاسرائيلية اكدت الاحد ان "هناك مؤشرات وعلامات تعزز وجود دوافع قومية وراء مقتل الفتى ابو خضير" دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وكان الفتى محمد 16 عاما، اختطف فجر الاربعاء، ثم عثر على جثته وهي محروقة، الامر الذي ادى الى اندلاع مواجهات عنيفة بين فلسطينيين غاضبين والجيش الاسرائيلي في مختلف احياء مدينة القدس.