ودعت مدينة الخبر قبل أيام وبصمت، المربي الفاضل الأستاذ «محمد الثميري» إلى مثواه الأخير بعد معاناة من المرض، والراحل بحق يعتبر أحد رواد العلم والمعرفة في مدينة الخبر منذ أكثر من 50 عاما، عين الأستاذ محمد الثميري في مدرسة الخبر المتوسطة في عام 1976م، تقريبا في أول محطة عمل له بعد تخرجه من الجامعة، وكان يصحبه اثنان من رفقاء دربه هما الأستاذ فهد الشلهوب، والاستاذ عساف العساف، وحين التحدث عن المعلم السعودي قبل 50 عاما فإنك تتحدث عن عملة نادرة.
دخل المدرس محمد الثميري مدرس الدين حقل التعليم، وهو يزهو فخرا وشرفا بهذه المهنة، حيث كان الحماس لتحمل المسؤولية في تربية النشء هو المرتكز الذي اعتمد عليه، لا أزال أذكر النشاط والحيوية، وحب المهنة، والإخلاص والتفاني الذي بدأ به أستاذنا الفاضل مسيرته التربوية.
من الصعب جدا تجاهل شخصية محمد الثميري صاحب القلب الكبير، والأخلاق العالية، حيث تميز المرحوم بهدوئه في الكلام والحركة، مما يجبرك على احترامه وتقديره حتى لو لم تكن تعرفه، كان يحب الشعر والأدب عامة، واستطاع أن يغرس هذا الحب في قلوب الكثير من تلاميذه آن ذاك، لقد كان -رحمه الله- صاحب عطاء إنساني واجتماعي مميز.
عمل المرحوم في أكثر من نشاط، وحقق نجاحا في أكثر من مجال إلا أن ذلك لم يزده إلا تواضعا وتواصلا مع الجميع، أحب الآخرين ممن عمل وتعامل معهم فأحبوه واحترموه، عرف عنه الأمانة والصدق والتواضع وتقدير الآخرين.
رحل أبو نوفل وكثير هم الذين يرحلون.. ولكن الذين يتركون بصمات واضحة في الجانب الإنساني والاجتماعي والتربوي عددهم قليل، رحل أبو نوفل بعد سنين من العطاء تمثل في آلاف من الكوادر الذين يتربعون الآن في مناصب قيادية في مرافق الدولة وغيرها من المؤسسات القيادية في المملكة.
رحم الله أستاذنا الكبير محمد الثميري، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، لقد ترك أبناء بررة هكذا أحسبهم، وإنهم على نهجه إن شاء الله سائرون.