في الليلة الرابعة من فعاليات خيمة ابن المقرب العيوني الثقافية في نادي الأحساء الأدبي وفي برنامجها الثقافي الرمضاني، اقيمت امس الاول أمسية أدبية تناولت الشعر والنثر وعلاقتهما بالإنترنت، وذلك من خلال تجربتين ثقافيتين عاصرتا الإنترنت منذ بداية دخولها المملكة في أواخر 1997م وهما الشاعر د. فيصل الغريب أستاذ التخاطب العقلي والاتصال، والروائي القاص عبدالله النصر، فيما أدار الأمسية القاص عبدالجليل الحافظ.
وكانت البداية للدكتور الغريب الذي أكد أن السيطرة في العالم اصبحت لمن يسيطر على عالم الإنترنت، فيما ذكر أن موضوع الشعر والأدب عنده سليقة منذ نعومة أظفاره حيث ترعرع في مكتبة والده المؤرخ خالد الغريب والذي عوده على قراءة الكتب منذ صغره، فيما كان يحاكي المذيعين من خلال استماعه للإذاعات ومن ثم مقدمي البرامج التلفزيونية خصوصا الملتزمين باللغة العربية الفصحى، إضافة لمحاولته محاكاة المؤلفين من خلال قراءته لكتاباتهم وقصصهم.
وكانت المقامات التي يكتبها الغريب تمتاز بالجدلية والمحاورات الشعرية، وهي تدور حول شخصية سماها «ابن سنجار» تجمع علومًا شتى داخلها لكنها تظهر في صورة ذات قيمة أقل، فيما ذكر أنه لا يمتلك مجموعة داعمة له تؤازره داخل وسطه المجتمعي، لهذا كان نجاحه خارج السور وذلك من خلال علاقته بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية الاخيرة.
وتحدث القاص عبدالله النصر عن تجربته القصصية منذ بداياتها عام 1409هـ عندما كان يقرأ الكتب الدينية والتي كان يستعيرها من الأصدقاء ومن أحد علماء بلدته الجبيل وكان لهذا الرجل دور في بروز جانبه الأدبي حيث دس له بين الكتب رواية لنجيب الكيلاني، فقرأها بعمق ونهم واستهوى هذا الفن كثيرًا فطلب المزيد منه، ليأخذ روايات أخرى للكيلاني ولمحفوظ ولغيره من الروائيين العرب، وكتب بعدها أول كتاباته والتي حملت عنوان «مأساة امرأة» وروايتي «الندم» و «من المسؤول» التي حولها بعض الشباب لافلام مصورة.
وتطورت تجربته خلال كتابته لصحيفة «اليوم» وتواصله مع نادي الشرقية الادبي لتطبع له مجموعة قصصية بعنوان «بعث في خلايا مستقيلة»، أما عن الإنترنت وهي المكان الأرحب للنشر والتواصل، فقد شارك فيها قاصًا وناقدًا، ثم أصبح مشرفًا على كثير من مواقع الأدب في الشبكة العنكبوتية لمنتديات ومجلات إلكترونية وأصبح يقدم دورات تدريبية في كتابة القصة من خلال الإنترنت من خلال الموضوعات التي تطرح في المنتديات ومن خلال الإيميلات الجماعية، وللنصر عدة اصدارات منها المجموعة القصصية «من قاع النسيان» ومجموعة «إحساس» ورواية «مرآة تطلق الرصاص».