بعد أن استولى مسلحو جماعة الحوثي على مدنية عمران ومناطق أخرى قريبة من العاصمة صنعاء تخوض الجماعة حربًا دامية في محافظتي الجوف ومأرب (شمال شرق اليمن) مع قبائل موالية لحزب الإصلاح الإسلامي (الإخوان المسلمين في اليمن) سقط فيها العشرات من القتلى، وعدد غير محدد من الجرحى في ظل تعتيم إعلامي كبير.
بدأت الحرب منذ أربعة أسابيع في منطقة «الغيل» التابعة إداريًا لمحافظة الجوف، وتدخل الأسبوع الثاني في منطقة الصفراء التابعة إداريًا لمحافظة مأرب، وفتحت الجماعة جبهة جديدة -بعد أن أغرتها ما قالت عنها: «انتصارات في عمران»- في محافظتي الجوف ومأرب بعد أن وقفت قبائل موالية لحزب الإصلاح أمام تمددها في المناطق القبلية، خاصة مناطق تقطنها قبائل متفرعة عن قبيلة «بكيل» أكبر قبائل اليمن والتي تدين بعضها للولاء للزعيم القبلي أمين العكيمي، وهو عضو في مجلس نواب عن حزب الإصلاح وتشهد مدينة «الحزم» عاصمة محافظة الجوف وفق مصادر محلية لـ(اليوم) موجة نزوح كبيرة للأهالي خوفًا من تكرار سيناريو عمران.
ولم تعلق السلطات اليمنية على الحرب الدائرة في مناطق من محافظتي الجوف ومأرب، لكنها دعت إلى نزع السلاح من يد الجماعات المسلحة، وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي طالب صراحةً بنزع سلاح جماعة الحوثي.
همدان في خط المواجهة
منطقة همدان القريبة من العاصمة صنعاء من جهة الشمال هى الأخرى وضعها الحوثي في خط المواجهة منذ عدة أشهر مؤخرًا تجدد المواجهات بين مسلحي الحوثي وعدة مواقع عسكرية في همدان، وقالت مصادر قبلية لـ(اليوم): إن الأيام الماضية صدت ثلاثة مواقع يتمركز فيها الجيش هجمات متفرقة لمسلحي الحوثي بهدف السيطرة عليها، وقالت تلك المصادر في حديث عبر الهاتف: إن سقوط عمران في يد مسلحي الجماعة المسلحة دفعهم لمحاولة التمدد المسلح في مناطق أخرى قريبة من العاصمة صنعاء، وقُتل جنديان وأصيب ثلاثة آخرين في إحدى المواجهات مع مسلحي الحوثي خلال الأيام الماضية.
ويتمركز مسلحي الحوثي في مناطق «بني ميمون وسحب»، ومناطق أخرى في مديرية عيال سريح، وجبال في مديرية همدان، بالإضافة إلى جبال في منطقة المعمر، ومنطقة الجائف، ومنطقة ضروان ومنطقة بيت الحداد. وكانت اللجنة الرئاسية والأمنية العليا تسلمت عدة مواقع عسكرية كانت قد سيطرت عليها جماعة الحوثي في عمران في إطار اتفاق بين وزارة الدفاع اليمنية والجماعة المسلحة لتسليم المواقع إلى قيادات عسكرية غير موالية لحزب الإصلاح.