قتل جنديان تونسيان واصيب اربعة آخرون بجروح في تبادل لإطلاق النار مع "ارهابيين" السبت، على بعد بضعة كيلو مترات من الحدود مع الجزائر، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع التونسية، وذلك بعد عشرة ايام من هجوم قتل فيه 15 جنديا. وقال الامجد الحمامي المتحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس: انه "حصل تبادل لإطلاق النار بين مجموعة ارهابية ودورية عسكرية في غار الطين (شمال غرب)، على بعد اربعة كيلو مترات من الحدود التونسية الجزائرية. سقط اثنان من جنودنا شهيدين واصيب اربعة آخرون بجروح". واضاف: "العملية لا تزال جارية"، موضحا ان الحصيلة لا تزال مؤقتة، وانه لا يمكنه على الفور تقديم المزيد من التفاصيل بشأن المسلحين الذين هاجموا دورية الجيش او عددهم. وأوضح الحمامي ان "الجيش فرض طوقا امنيا حول المنطقة، وهو يقوم حاليا بتمشيطها. نحن نتعقبهم"، في اشارة الى المهاجمين. وأضاف: ان الاشتباكات اسفرت ايضا عن احتراق عربتين للجيش من نوع هامر. ويأتي هذا الهجوم بعد عشرة ايام من هجوم آخر استهدف نقطتي مراقبة للجيش في جبل الشعانبي (وسط غرب)، غير بعيد عن الحدود مع الجزائر، وقتل فيه 15 جنديا في اسوأ هجوم من نوعه يتعرض له الجيش التونسي في تاريخه. وبحسب السلطات، فإن ما بين 40 الى 60 "ارهابيا" من تونسيين وجزائريين و"مرتزقة أجانب" نفذوا في 16 يوليو الجاري هجوما بواسطة مدافع رشاشة وقذائف مضادة للدروع (ار بي جي) استهدفوا فيه في نفس الوقت نقطتي مراقبة تابعتين للجيش في هنشير التلة بجبل الشعانبي، وذلك في موعد الإفطار. ومنذ نهاية 2012 تلاحق أجهزة الجيش والأمن في جبل الشعانبي بولاية القصرين الحدودية مع الجزائر، مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "كتيبة عقبة بن نافع". وتقول السلطات: ان هذه المجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وإنها خططت لإقامة "أول إمارة إسلامية" في شمال افريقيا بتونس عقب "الثورة" التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ومنتصف يونيو 2014 اعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، لأول مرة، أن المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي تابعون له. ورغم القصف الجوي المنتظم والعمليات البرية في جبل الشعانبي، لم تتمكن قوات الامن والجيش حتى الآن من السيطرة على المسلحين المتحصنين بالجبل. وعزت وزارة الدفاع ذلك الى وعورة تضاريس الجبل الذي يمتد على مساحة 100 كلم مربع بينها 70 كلم تغطيها الغابات. وزرع المسلحون ألغاما في جبل الشعانبي ثم في جبال بولايتي جندوبة والكاف (شمال غرب) أدى انفجارها الى مقتل وإصابة عناصر من الجيش والأمن. ويأتي هجوم السبت غداة تعهد قادة تونس بهزيمة الارهاب. وقال مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي خلال جلسة للمجلس لإحياء الذكرى الـ57 لإعلان الجمهورية: ان "معركتنا ضد الارهاب في بداياتها، لذلك يجب علينا الاستعداد لها بتعزيز وحدتنا الوطنية وتهيئة انفسنا لمعركة طويلة ضده". وتابع: "كما تتطلب منا مزيدا من اليقظة الى حد الاستنفار وضبط استراتيجية متكاملة وتعزيز العمل الاستخباراتي لتوجيه ضربات استباقية له، وتفعيل التنسيق الاقليمي لمحاصرته"، مضيفا: "سننتصر على الارهاب". بدوره، اكد رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ان التحدي الاساسي هو كسر شوكة "الارهاب ليس فقط بالقوة العسكرية، بل ايضا في اطار اقرار حقوق الانسان وحرية الضمير والمعتقد". وكانت الحكومة التونسية اعلنت اثر هجوم 16 يوليو اجراءات عاجلة مثل غلق مساجد هيمن عليها متطرفون ووسائل اعلام تحولت الى "فضاءات" للتطرف. من جهة اخرى، اعلنت وزارة الداخلية السبت اعتقال سيف الدين الرايس، المتحدث باسم انصار الشريعة، وهو تنظيم سلفي جهادي محظور تعتبره السلطات تنظيما ارهابيا وتتهمه خصوصا بالمشاركة في تجنيد جهاديين لإرسالهم للقتال في سوريا.