د ب أ - مونروفيا
أغلقت ليبريا الاثنين جميع حدودها تقريبا، في محاولة منها لوقف انتشار مرض الايبولا، وذلك بعدما أصيب طبيب ثالث يعمل على احتواء الايبولا في غرب أفريقيا، بالمرض المميت. وقالت الرئيسة إلين جونسون سيرليف: إن خمس نقاط دخول فقط هي التي ما زالت مفتوحة، ومن بينها "مطار جيمس سبريجس باين" الواقع في العاصمة مونروفيا، بالاضافة إلى "مطار روبرتس الدولي" الواقع على بعد 50 كيلو مترا فى شرق البلاد. وأضافت الرئيسة: إنه سيتم إنشاء مراكز للوقاية والفحص عند نقاط الدخول الخمس، لجميع المسافرين من وإلى البلاد، واصفة تفشي المرض بأنه "حالة طوارئ وطنية".
كما أعلنت سيرليف فرض قيود على التجمعات العامة، حيث طالبت الفنادق والمطاعم ومراكز الترفيه ونوادي الفيديو بعرض مقاطع فيديو تعليمية للوقاية من المرض.
وتعتزم ليبريا إنشاء مرافق لغسل الايدي في المنشآت الحكومية والاماكن العامة في أنحاء البلاد.
وأضافت سيرليف: إن المجتمعات التي تضررت بشدة من تفشي الايبولا سيتم عزلها. وفي ليبريا، أصيب الطبيب الامريكي كينت برانتلي - الذي يعمل فى انشطة وقف تفشي الايبولا - بالمرض، وهو يعالج حاليا في مركز للعزل.
ويشار إلى أن برانتلي هو الطبيب الثالث الذي يصاب بالفيروس خلال أقل من أسبوع. وكان الطبيب الليبيري صامويل بريسبان توفي السبت في إحدى عيادات مونروفيا.
ويقول مسؤولو منظمة الصحة العالمية: إن حالة تفشي المرض حاليا في ثلاث دول في غرب أفريقيا هي الاخطر على الاطلاق. وتفشى المرض حاليا في دول غينيا وسيراليون وليبريا.
وتقول منظمة الصحة العالمية: إن هناك 1093 حالة تم تأكيد إصابتها أو كان من المحتمل إصابتها أو يشتبه في إصابتها بالمرض منذ 20 من يوليو الجاري، توفي من بينهم 660 شخصا.
إصابة أولى
كما اكدت سيراليون انها سجلت اصابة اولى مؤكدة بحمى ايبولا في العاصمة فريتاون التي كانت في منأى عن المرض.
واعلن الناطق باسم وزارة الصحة في سيراليون سيدي يحيى تونس الاحد وفاة سوداتو كوروما (32 عاما) العاملة في محل لتصفيف الشعر السبت جراء اصابتها بالمرض.
واضاف: انها دخلت المستشفى الاربعاء في الضاحية الغربية لفريتاون، لكن والديها "اقتاداها منه بالقوة"، مما دفع السلطات الى اصدار مذكرة بحث عنها في الاذاعة والتليفزيون. وتابع: ان هذا الامر اقنعها بالعودة الى المستشفى لكنها توفيت في الطريق.
وتابع تونس: ان "عينات من دم الام والاب اخذت ويجري تحليلها"، موضحا ان المنزل الذي كانت تسكن فيه في شرق فريتاون وكل سكانه وضعوا في الحجر الصحي لـ21 يوما، المدة القصوى لحضانة المرض. وحتى الآن، كانت الحمى النزفية منتشرة في منطقتي كينيما وكايلاهون شرق البلاد.
وفي فريتاون لم تلحظ اي اجراءات واضحة الاحد، بينما يبدو السكان غير مكترثين بالامر، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
لكن وزارة الصحة الليبيرية تؤكد ان العاصمة تخضع لمراقبة متزايدة وتم تكثيف حملات التوعية، وتجري اقامة مركز مخصص لمعالجة المصابين بفيروس ايبولا في مستشفى لاكا في الضاحية الغربية للعاصمة.
وكانت الوزارة اعلنت في 23 يوليو ان الطبيب في مركز مكافحة ايبولا في كينيما عمر خان اصيب بالمرض الذي ادى الى وفاة ثلاث ممرضات حتى الآن. وقال مسؤول في وزارة الصحة ابو بكر فوفانا: ان خان ما زال في المستشفى و"يستجيب للعلاج".
ولخص ناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق يازاريفيتس الوضع بالقول: ان "مجموعتين هما الاكثر تعرضا للاصابة بالمرض: الاقرباء (للمرضى) والطواقم الطبية".
واعلنت نيجيريا الجمعة ان مواطنا ليبيريا توفي بحمى ايبولا في لاغوس كبرى مدن افريقيا ويبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. وهي تعاني من قدم منشآتها الصحية ونظامها الطبي الحكومي الضعيف.
وهي اول اصابة تسجل في نيجيريا التي يبلغ عدد سكانها حوالى 180 مليون نسمة، وقد وضعت كل مرافئها ومطاراتها في حالة انذار.
وقال طارق يازاريفيتس: ان "الرد (الطبي) واحد" في المدينة والريف، اذ "يجب العثور على الذين كانوا على اتصال" بالمرضى. واضاف: "لكن الصعوبة الاضافية في المدن هي ان هناك الكثير من الناس لذلك الامر اكثر تعقيدا".
ويحمل فيروس ايبولا الذي يؤدي في غضون ايام الى "حمى نزفية" يليها تقيؤ واسهال، اسم نهر في شمال الكونغو الديموقراطية (زائير سابقا)، حيث رصد للمرة الاولى عام 1976.
وأعراض المرض هي النزف والتقيؤ والاسهال، ولا لقاح لهذا المرض الذي قد تبلغ نسبة الوفيات بسببه بين 25 و90% بين البشر.
وينتقل هذا الفيروس بالاتصال بالمباشر مع الدم او السوائل الحيوية او انسجة الاشخاص او الحيوانات المصابة، وتشكل مراسم الدفن حيث يحتك الاهل والاقارب بجثة المصاب عنصرا مهما في انتقال المرض.
وقال الناطق باسم منظمة الصحة: ان "ايبولا معد لكنه لا ينتقل بالمياه ولا بالجو (...)، والاهم هو عدم لمس الاشخاص الذين تظهر عليهم اعراض المرض".
وشدد على اهمية "اجراءات دفن آمنة" لأنه "في كثير من الثقافات يلمس اعضاء الاسرة الجثمان خلال الجنازة، وفي هذه اللحظة ينتقل اليهم المرض".