قتل 49 مقاتلا كرديا ومن تنظيم "الدولة الاسلامية" في معارك في ريف حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
وقال المرصد في بريد الكتروني "وقعت اشتباكات عنيفة استمرت ساعات الاربعاء بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الغربي لمدينة كوباني (عين العرب)" في محافظة حلب، ما تسبب بمقتل 14 مقاتلا كرديا و35 عنصراً على الأقل من تنظيم "الدولة الإسلامية".
واشار المرصد الى ان الاكراد تمكنوا خلال هذه المعارك من السيطرة على عدد من مواقع وحواجز "الدولة الاسلامية".
ويحاصر تنظيم "داعش" عمليا كوباني بعد سيطرته خلال الاسابيع الاخيرة على قرى عدة في ريفها، ما دفع وحدات حماية الشعب الى استقدام تعزيزات الى المنطقة لمنع الاسلاميين الجهاديين من التقدم نحو المدينة الاستراتيجية الحدودية مع تركيا.
وكوباني هي ثالث كبرى المدن الكردية في سوريا بعد القامشلي (في محافظة الحسكة، شمال شرق) وعفرين (في ريف حلب). وتشكل "جيبا داخل مناطق تواجد الدولة الاسلامية على الحدود السورية التركية"، بحسب ما يقول المرصد.
ويبلغ طول هذه الحدود نحو 700 كلم، وباتت "الدولة الاسلامية" تسيطر على نحو 250 كلم منها، تمتد من اقصى شمال شرق حلب حتى اطراف مدينة راس العين في الحسكة التي تبعد نحو 180 كلم شرق عين العرب.
ويحاول تنظيم "الدولة الاسلامية" ربط هذه المناطق ببعضها.
انتفاضة
في شرق البلاد، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين تنظيم "الدولة الاسلامية" ومسلحين عشائريين سنة. وقال ان "مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية اقدموا الثلاثاء على اعتقال ثلاثة من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الكشكية" في ريف دير الزور، "متجاوزين بذلك الاتفاق الذي تم بين التنظيم وأبناء عشيرة الشعيطات والذي نص على تسليم الأسلحة للدولة الإسلامية والتبرؤ من قتال التنظيم مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات".
وردا على ذلك، شن مسلحون عشائريون من بلدات الكشكية وأبو حمام وغرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات فجر الاربعاء هجوما على دورية لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة أبو حمام، وعلى مقر لتنظيم الدولة في بلدة الكشكية، بحسب المرصد. واندلعت اشتباكات على الاثر بين الطرفين قتل فيها خمسة مقاتلين من "الدولة الإسلامية" على الاقل.
على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، أطلق اعضاء في عشيرة الشعيطات التي تشتبك مع التنظيم المتطرف حملة تحت عنوان "الشعيطات تنتفض على داعش".
وتمكن تنظيم "الدولة الاسلامية" في النصف الثاني من يونيو تدريجيا من السيطرة على مجمل محافظة دير الزور، مع آبارها النفطية، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم "الدولة".
وكانت عشيرة الشعيطات آخر المبايعين، وقد تعهدت بعدم القتال ضد "الدولة" وتسليم اسلحتها شرط عدم التعرض لابنائها.
وبث اعضاء في عشيرة الشعيطات وناشطون صورا لجثث مقاتلين من تنظيم "الدولة الاسلامية" مع تعليقات بينها "الشعيطات تنتفض ضد الدواعش" و"المقاومة الشعبية ضد المرتزقة داعش".
واظهرت صورة رجلا ملتحيا يمسك به مسلحان من الجانبين، مع تعليق "البغاة أزلام البغدادي في قبضة مجاهدي ريف دير الزور الأبطال، ريف دير الزور ينتفض".
مواجهات
على جبهة النظام مع "الدولة الاسلامية"، سقطت سبع قذائف هاون الخميس على مناطق في مدينة الحسكة (شمال شرق) "أطلقها عناصر الدولة الإسلامية المتمركزة في منطقة المشتل على بعد نحو ثلاثة كيلومترات غرب المدينة" ما تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص.
في ريف دمشق، ارتفع إلى 17 بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، عدد الذين قتلوا جراء قصف لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما الاربعاء، بحسب المرصد.
كما ارتفع الى اربعة بينهم ثلاث نساء عدد الذين قتلوا في سقوط قذائف هاون على مناطق في حي الميدان الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب (شمال) مساء الاربعاء.
في المقابل، قتل خمسة مواطنين في قصف بالبراميل المتفجرة القتها قوات النظام على حي الصالحين الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب. وجاء ذلك غداة مقتل ستة اشخاص في قصف مماثل على حي باب النيرب.
في وسط البلاد، قتل مواطنان واصيب 18 آخرون بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في حي وادي الذهب الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية في مدينة حمص.
الانتحاري الأمريكي
على صعيد آخر، كتبت صحيفة نيويورك تايمز الاربعاء ان الانتحاري الاميركي الذي فجر نفسه ضد تمركز للقوات النظامية في شمال غرب سوريا عاد الى الولايات المتحدة بعد تدريبه وقضى فيها عدة اشهر قبل تنفيذ عمليته.
ويعد منير محمد ابو صالحة اول مواطن اميركي يقوم بتنفيذ عملية انتحارية منذ بداية الصراع في سوريا منتصف مارس 2011.
وقام الشاب بتنفيذ تفجير انتحاري في 25 مايو استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة ادلب، واعترفت الولايات المتحدة بعد ستة ايام من العملية بأن المنفذ يحمل الجنسية الاميركية.
وبثت جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا شريط فيديو على الانترنت يظهر فيه الانتحاري الملقب بأبي هريرة الاميركي ويقول بالعربية مترددا "اريد ان ارتاح في الآخرة ... لقد جئت الى سوريا ولم يكن معي مالا لاشتري به بندقية والله اعطاني بندقية وكل شيء واعطاني اكثر".
وذكرت نيويورك تايمز نقلا عن معلومات غير منشورة سابقا مستمدة من تحقيق اجرته الولايات المتحدة ان ابا صالحة الذي خضع لتدريب في سوريا لدى مجموعة اسلامية متطرفة عاد الى الولايات المتحدة لبضعة اشهر قبل ان يغادر البلاد مجددا للمرة الاخيرة.
ورفض متحدث باسم مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) التعليق مباشرة على التحقيق لكنه قال للصحيفة ان "هذا الحادث يكشف عن التحديات التي يواجهها الاف بي اي من اجل رصد المواطنين الاميركيين الذين يسعون للسفر الى سوريا للانضمام الى الجهاد".