عيد الفطر المبارك مناسبة عظيمة تتصافى فيها النفوس، وتتصالح القلوب، والشعور بفرحة غفران الذنوب في شهر رمضان المعظم، ولم يخطئ البعض عندما سماه عيد القلوب لانه يأتي بعد ليلة عظيمة وهي ليلة القدر وشهر عظيم هو شهر رمضان.
إن فرحة العيد كبيرة في النفس للكبار قبل الصغار، فهي لا تكتمل الا برؤية ابنائنا الصغار وقد ازدانوا بأجمل الثياب واحلاها، ولا يحلو ذلك اليوم الا بلمة الاهل والاحباب والاقارب، فكل منا انشغل في دوامة الحياة التي أبعدته عن التواصل مع أهله واصدقائه، ولكنه يعود ليحتضنهم ويبارك لهم بالعيد ويجتمع معهم على مائدة واحدة، فالفرحة التي تعم البيوت في هذا اليوم واضحة وجلية وصادرة من القلب الذي تغادره الاحقاد والضغائن، لاسيما ان العيد يأتي عقب شهر الصيام والقيام والقرآن الكريم.
ما أجمل أن نرى في هذا اليوم المهنئين من الرجال يدخلون من بيت لبيت، ومن مجلس لمجلس، والاطفال الذين هم روعة العيد ورونقه نجدهم في كل حي وفي كل قرية يطوفون البيوت مرددين اجمل العبارات التي تناقلتها الاجيال من جيل لآخر.
في هذا اليوم ايضا لا يجب أن ننسى تقديم التهنئة لولاة امورنا الذين يسهرون على راحتنا ويوفرون لنا الامن والامان، ولا ننسى أيضا العدو المتربص بنا والذي يجب علينا مواجهته في نفوسنا باعتبار أن المواطن هو رجل الأمن الأول في هذا الجزء من العالم.
إن الأحداث التي مرت بنا مؤخرا كبيرة، ويجب أن نعي لها جيدا؛ حفاظا على ما نحن فيه من نعمة الأمن والأمان، والتي يفتقدها كثيرون حولنا، بل ويحسدوننا عليها، وهذا ما أشار إليه قادتنا في أكثر من موضع ومناسبة بأن نأخذ حذرنا من أعدائنا في الخارج وأعوانهم في الداخل، بل نحن سيف بتار على هؤلاء وعون للقيادة الحكيمة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الأوطان.
وفي هذا اليوم ايضا لا ننسى كفاح الآباء والاجداد؛ لينعم الوطن بما فيه، لا ننسى شهداء الواجب الذين سقطوا دفاعا عنا ضد قوى الشر والطغيان، ولا ننسى أسرهم ولا أولادهم الذين هم أولادنا جميعا، وعيدكم مبارك، وتقبل الله منكم ومنا وغفر لنا ولكم، وعساكم من عواده.