وصف أهالي الأحساء كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ورعاه ـ التي وجهها للأمتين العربية والإسلامية والعالم، بأنها وصية تاريخية للعالم أجمع، ليس لها مثيل، عبرت عن موقف الأمة بأسرها وما يجيش في صدور أبنائها، أتت في مفترق حساس مع استمرار الصمت الدولي عن مذابح غزة، وما يكرسه الإرهاب من فتنة، داعيا لمنع اختطاف الإسلام، كلمة نبعت من القلب صادقة ومسؤولة تجسد المواقف التاريخية للمملكة.
الناشط الاجتماعي حسين الحداد قال: أتى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ أعزه الله ـ كوصية تاريخية وبلاغ للعالم أجمع، مشهدا الله على ذلك البلاغ، الذي جاء واضحا دون غموض أو لبس أسمع الأصم ورآه الضرير، مساندا للقضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية، وهذا هو مبدأ المملكة وقادتها وشعبها لمساندة ونصرة القضية الفلسطينية، كما وقف أيده الله بحزم ضد الإرهاب وفتنه التي تحدق بالأمة الإسلامية، محذرا من خطره المتمدد، خصوصا وأن الأمة تعيش مرحلة حساسة، وفق الله خادم الحرمين لحماية وطننا وأمن شعبنا.
مكانة المملكة أوضح الدكتور خالد الديناوي عميد كلية الشريعة مكانة المملكة وكلمة المليك فإن من الأسباب التي تكسب كلمة خادم الحرمين الشريفين أهمية مكانة المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والإسلامي، فالمملكة لها دور بارز على المستويين، ولطالما شاركت أصقاع المعمورة في الأزمات والصراعات المختلفة.والمملكة رائدة في محاربة الإرهاب، فهي من أوائل الدول التي وقعت على المعاهدات ضد الإرهاب، وأقامت المؤتمرات وعقدت الندوات، وما لجنة المناصحة إلا دليل على ريادتها فالإرهاب عدوان، والإسلام يرفض الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وقد أسهمت المملكة في القضاء على هذا البغي والاعتداء بكل حزم من منطلق عظم حرمة دم المسلم. ولعمري هي رسالة للعالم بأسره مفادها أن الإسلام بريء مما ينسب إليه من إرهاب وعدوان، وما تأكيده على أهمية التسامح إلا ترسية لقواعد التعايش الإنساني، وحري بالمواطنين الالتفاف حول قيادتهم ومساندتها في نبذ الإرهاب والتطرف، ودعمها في مواقفها المنبثقة من ضبط النفس وإيثار المصلحة العامة، وتجنيب البلاد شرور الإرهاب وأخطاره، وعلى علماء البلاد أن ينطقوا بالحق من منطلق شرعي ومنظور إسلامي تتجلى فيه صورة الإسلام المشرقة، حفظ الله المملكة وقائدها وولي عهده وولي ولي عهده وشعبها.
أهمية الأمن أكد الدكتور إبراهيم التنم أن الكلمة ركزت على أهمية الأمن، وأنه مشعل الخير والهناء، وأنه لا استقرار ولا تقدم ولا إنتاج إلا في ظل الأمن بمفهومه العام والشامل: الأمن الديني والأخلاقي والاجتماعي، وأنه يجب الوقوف أمام عاديات الزمن، وأمام كل من تسول له نفسه العبث بأمن المجتمع أو الإخلال بمقدراته، والأخذ على يديه، وأطره على الحق أطراً، بل وتأديبه وعقوبته الشرعية، بما يردعه ويردع أمثاله ممن يريد التخريب أو الإفساد.
كما تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين الاهتمام بمنهج الوسطية والاعتدال، وسلوك منهج السلف الصالح، المستمد من هدي الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
كلمات صادقة
وعلق الدكتور سعدون السعدون عضو مجلس الشورى بأنها كلمات صادقة صادرة من قلب صادق استشعر الخطر المحدق بالعالمين العربي والإسلامي من جماعات إرهابية أخذت الدين مطية ورسمت بأفعالها الإجرامية صورة مشوهة لدين العدل والسماحة لدى العالم، جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لتدق ناقوس الخطر وتكشف للعالم أجمع الموقف الاسلامي الصحيح لأرض الرسالة المحمدية بقادتها وعلمائها وشعبها من هذا التشويه الذي تنتهجه جماعات عاثت في الارض فسادا وارهابا تحت رداء نصرة الدين وهو منهم براء.
مواقف مشرفة
الدكتور سعد الناجم رئيس جمعية الطرف الخيرية سابقا أشار الى أن ما جاء في خطاب قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رعاه الله ـ يأتي امتدادا لمواقفه المشرفة نحو قضية فلسطين التي يعتبرها القضية المحورية، مبينا تخاذل العالم ومواقفه المخجلة نحو ما يرتكبه العدو بأهل غزة من جرائم وحشية، وهذا يعكس دوره الإنساني البارز المشرف أولا، وما تضطلع به المملكة في سبيل خدمة قضايا الأمة والتنبيه للمخاطر التي تستهدفها، وتصديه بحزم وشدة للإرهاب الذي أساء إلى ديننا الإسلامي الحنيف، داعيا المجتمع الدولي بواجبه التاريخي، من أجل إيقاف جرائم إسرائيل في فلسطين المحتلة.
هموم العالم
الناشطة الاجتماعية والتربوية معصومة العبدالرضا قالت: فاضت كلمة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ بمواقفه المشرفة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، ولا عجب في ذلك حيث حمل على عاتقه هموم العالم، وقلبه النابض والصادق بقضية فلسطين التي أولاها اهتماما خاصا ونصرته للشعب الفلسطيني الذي يتعرض على مدار عقود من الزمن لإرهاب يومي، منتقدا حفظه الله الصمت العالمي غير المبرر تجاه ما يحدث في غزة، إلى جانب تخاذلهم عن محاربة الإرهاب، التي وقفت المملكة أمامه سدا منيعا وأدت مسؤولياتها ولا تزال بغية القضاء على هذه الفتنة الكبرى التي كالنار تحرق جسد الأمة الإسلامية. أما الداعية الاسلامي الدكتور أحمد البوعلي فأوضح أنه كان لكلمة خادم الحرمين الشريفين رعاه الله أصداء عالمية واسعة فكلمته اكتسبت أهمية بالغة، لأنها امتداد لمواقفه الشخصية والمؤسساتية المنحازة للقضايا الإسلامية والعربية إضافة إلى الثقل الاستراتيجي الذي تتمتع به المملكة عالميا. ولعل في هذا الزمن عز مجددون لهذه الامة لكن التضافر بين العلماء والتعاون بريد النجاح والعمل المؤسسي سيكون خير معين لعمل مشترك بين العلماء باذن الله، واما الإرهاب فبلادنا كانت وما زالت لها دور ريادي في مواجهته ابتداء من أراضيها، إلى المساهمة في كبح الإرهاب في كافة المواقع، فالارهاب لا يعرف عاصمة وليست له جنسية، والمنطقة من حولنا تتفجر، والعالم الاسلامي والعربي وصل إلى الخط الأحمر، انني أدعو كافة الجهات الداخلية من دوائر حكومية وقطاع خاص وخيري لبذل المزيد من الجهد لتحصين جيل الغد ومحاربة الإرهاب من خلال عمل مؤسسي منسق، وغرس حب الدين والوطن وحب ولاة الامر وإعطاء العلماء مكانتهم والسماع لهم وتمكينهم والإفادة منهم.
وأشار الباحث السياسي مهنا الحبيل الى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين أعلنت موقفا رسميا من عدوان الصهاينة على غزة وذكّر بمسؤولية محاكمة العدو الصهيوني على جرائمه. وهذا يقتضي من كل الإعلام السعودي الرسمي والتابع أن يعلن ويمارس مساندته للشعب الفلسطيني ولمقاومة غزة البطلة وأن نجسِّر وسائط الدعم المعنوي والإغاثي عن طريق الأنروا والهلال الأحمر والجمعيات التركية ذات النشاط الميداني الدولي المنسق من الأمم المتحدة في غزة والندوة العالمية للشباب الإسلامي.
كما أني بهذه المناسبة أدين تلك الأقلام السعودية المسمومة التي طعنت في شعب ومقاومة غزة وأطالب جميع الإعلاميين بالتزام مفهوم هذا الموقف المعلن في كلمة المليك.
وأوضح الدكتور محمد العقيل رئيس قسم الأنظمة بكلية الشريعة بالأحساء أن كلمة خادم الحرمين جاءت بالغة الأهميَّة في وقتٍ أشد ما تكون الأمَّة حاجةً إليه؛ فقد تكالب علينا الأعداء وأهل الأهواء، ولا مخرج إلا بلزوم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. كلمة ولي أمرٍ أهمَّه جدًا ما يحدثه المحدثون من بدعٍ وتشويه للإسلام الصحيح. واتضح فيها حبُّه لأمته، وشفقته عليهم، ونصحه لهم، وإرادته الخير لهم، وتحذيرهم من المخاطر، فجزاه الله عنا خير الجزاء وأوفاه وأتمه. كشف فيها أيَّده الله خيانة الخائنين للدين بتحزباتهم وانتماءاتهم الأفينة التي أضرّت المسلمين وسرَّت الكافرين، حذَّر فيها من الفتن التي لا يقتصر شرها وأذاها على الظالم وحده، بل تعم الظالم وغيره. وللأسف الشديد ما زال بعض دعاة الفتنة والتحزب في بلادنا وخليجنا ووطن الإسلام كله يسقون تلك النبتات بنَهمٍ شديد وحرص أكيد! وسهل لهؤلاء الزارعين للفتن الملغمة الحاقدين على الأمة الإسلامية من المنافقين والكافرين؛ إذ تحقق أهدافهم من تفريق المسلمين. وتضمنت كلمته رعاه الله دعوةً صريحة لقادة وعلماء العالم الإسلامي بالقيام بواجبهم أمام الله جل جلاله والوقوف في وجه من يشوهون الإسلام بمنكراتهم؛ إذ لا وقت للصمت، ولا عذر في السكوت، ومن ادعى النصيحة فعليه البيان الواضح الجلي لهذه الجماعات الإرهابية وكشف أضرارها للناس، وبيان تلك الأدوات التي ساهمت في تفريق وتمزيق الأمة، وما أشد ضرر هؤلاء الأدوات، كفانا الله شر كل حزبي أفين، ووجَّه كلمة لكل المتخاذلين عن أداء مسؤولياتهم ضد الإرهاب، وحمَّلهم مسؤولية هذا التخاذل وجنايته.
وبين الشيخ إبراهيم البوبشيت أن هذا الخطاب خطاب الوفاء بل خطاب الأمة الذي تلمس ما بالنفوس ونطق بما تريد أن تنطق به الأنفس شكرا خادم الحرمين، هذا الخطاب يذكرني بالدعوة إلى الوحدة وإقامة العدل والقسط، فالإسلام حريص على الصلح والألفة والمحبة لا إلى الحرب والنزاع والقتل والإرهاب، فإننا اليوم في بلد أمين وهذه نعمة كبيرة، وحاكمنا يحمل هم هذه الأمة وأحزانها ونبذ التطرف والغلو بفكر الخوارج والأفكار الدخيلة، ففي هذا الخطاب امر بأن لا نشوه الإسلام لأننا بأمس الحاجة إلى التكاتف والتعاون، والحرص على نبذ التطرف الفكري والمنهجي وذلك ينم عن صاحب فكر واسع ومتابعة دقيقة، فالشعوب في هذه الأيام في أمس الحاجة لهذا الخطاب وقت الفتن والحرب ولا يعيش الناس في هرج ومرج فالعالم تصله المعلومة من مواقع التواصل الاجتماعي غير الموثوقة، فلذلك أكد خادم الحرمين الشريفين على أهمية التأكد ودعم الشعب الفلسطيني وخاصة العلماء بعدم الصمت والدعوة ونشر المعرفة.