تفوح رائحة جيف الحيوانات في الهواء، بينما يتفقد أحمد الكفارنة حطام منزله في قطاع غزة بحثا عن لعبه بعد بدء وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة أيام أمس الثلاثاء.
وقال أحمد البالغ من العمر عشرة أعوام: "كانت غرفتي هي الغرفة الوسطى في المنزل.. عثرت عليها أعني على حطامها.. هذه صوري مع والدي ووالدتي وشقيقاتي ولكني لم أتمكن من جلب لعبي، لقد تحطمت".
وتقع بيت حانون في شمال قطاع غزة قرب الحدود الإسرائيلية، ودمرت خلال أكثر من أربعة أسابيع من القتال بين القوات الإسرائيلية والنشطاء الفلسطينيين.
وبالنسبة لكثيرين يبدو كأن زلزالا ضرب المنطقة الزراعية التي يقطنها 30 ألفا وتتناثر جيف الحمير والخيول والطيور إضافة إلى عتاد إسرائيلي لم ينفجر.
وقال عبد الستار إسماعيل وهو يقف بجوار حطام منزله: "كانت بيت حانون يطلق عليها سلة الفاكهة، أرض الليمون والبرتقال.. إسرائيل حولتها إلى أرض محروقة مثل سراييفو".
وتساءل: "مقاتلونا اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين وجها لوجه وقتلوهم، الإسرائيليون ردوا بقصف مدنيين نائمين في منازلهم، أين شرف إسرائيل؟".
وتقول إسرائيل: إن حماس تتحمل المسؤولية كاملة عن الضحايا المدنيين؛ لأن مقاتليها يطلقون الصواريخ عبر الحدود من المناطق السكنية المكتظة ويخزنون بها السلاح.
ويقول مسؤولون في غزة: إن الحرب أودت بحياة 1867 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، وتقول إسرائيل إن 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا منذ بدء القتال في الثامن من يوليو تموز.
ومنحت الهدنة عمال الاغاثة في بيت حانون فرصة للبحث عن جثث مدفونة تحت الأنقاض. وإلى الشرق أثار رتل من الدبابات الإسرائيلية سحابة من الغبار أثناء انسحابها الذي أنهى عملية برية بدأت في 17 يوليو.
وجمع أيمن الكفارنة والد أحمد بساطا وبعض الملابس والأواني التي تحطمت وألقى بها على جانب الطريق، وقال: إنه يعتزم نصب خيمة والإقامة خارج ما تبقى من منزله لحين عرض منزل بديل عليه.
وتساءل قائلا: "حاليا نقيم في مدرسة تابعة للأمم المتحدة، ولكن سيتحتم علينا قريبا الإجلاء إذ أن العام الدراسي الجديد سيبدأ في وقت لاحق هذا الشهر، إلى أين يمكنني أن أذهب أنا وعائلتي؟".
ويحتمي نحو 260 ألفاً من سكان غزة ومجموعهم 1.8 مليون في منشآت تابعة للأمم المتحدة. وتقول جماعات معنية بحقوق الانسان: إن العدد الإجمالي للنازحين 520 ألفا.
وقال الكفارنة: "العالم ملزم الآن بتوفير منازل جديدة لنا، يجب أن يحيل العالم القادة الإسرائيليين إلى المحاكم بسبب جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبوها".