DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العيال.. الله يصلحهم!!

العيال.. الله يصلحهم!!

العيال.. الله يصلحهم!!
كان الجيران يتأذون كثيراً من سهر أبنائه وإزعاجهم في منتصف الليل، ومدير المدرسة ما لبث أن لفت نظره إلى بعض الإشكاليات السلوكية والأخلاقية لدى الأولاد، وأحد الأقارب الناصحين نقل له خبر اجتماعات أحد أولاده السرية مع بعض المجموعات، التي ربما قذفت به في أحد مواطن الصراع بين ليلة وضحاها؛ ليكون كبش فداء لحرب لا ناقة له فيه ولا جمل!! أما إمام المسجد فيسأل عنهم، فهو لا يراهم ومن شفقته بهم فهو يريدهم في الصفوف الأولى من بيت الله، الذي هو مدرستهم الروحية والحياتية الخالدة. وفي اجتماعات العائلة لا وجود لهم، فهم لا يهتمون كثيراً بالتواصل مع الرحم أو البعد الاجتماعي. كل هذه الأسئلة كانت على طاولة الأب، الذي لا يكف عن ترديد "العيال.. الله يصلحهم" والأم التي كانت تترس خلف "عجزت عنهم". كل ما سبق، يكشف لنا كلمات هي أقرب إلى التبرير منها للتفكير، وشعارات ذات صبغة واضحة الهدف، منها إخلاء المسؤولية من هذا الوضع المتردي للأولاد. الأب يقول دوما ما قصرت «الثلاجة مليانة والإيجار مدفوع ومشاوريكم مقضية!!» ونسي أن هناك فرقا كبيرا بين الرعاية وهي ما سبق، وبين التربية والتي تتضمن التوجيه والإرشاد والمتابعة والحُب والتحفيز والصداقة مع الأولاد والتقرب منهم. نسي أن أولاده يريدون منه أن يكون الحضن الدافئ، وليس شرطي المنزل الذي لا يتوقف عن "أفعل ولا تفعل". أجزم بأن التصور السابق لدى الأب والأم نابع من اجتهاد، فالأم تقول حملت وأرضعت وانتهى دوري، والأب يقول أنفقت وصرفت وانتهى دوري، لكن الدور الأكبر في حياة تلك الأسرة لم يقم به أحد، وهذا ينبئ بمشاكل مستقبلية كبيرة. لدى هذا العائلة نفسية مالية واجتماعية وروحية وأخلاقية، وربما عقدية، فالوقت الذي يوفره الأب والأم في عدم التربية الحقيقية للأبناء سوف تكون فاتورته عالية في المستقبل، وبدل أن يرتاح الأم والأب بعد أن يكبروا ويتقدم بهم السن، حيث يفترض أن يعتمد الأبناء على أنفسهم، تكون أبواب الشر والمشكلات والإخفاقات الخاصة بالأبناء قد انفتحت، وقد لا تُغلق أبداً. الأبناء نعمة من الله، ورعايتهم وتربيتهم بالشكل الجيد تجعل الأبوين يعيشان حالة من النجاح الدائم مع الأولاد، فكل يوم بشرى وخبر وتفوق وارتقاء، وهذا يجعل تأهيل الأبوين ليكونوا مربين بالمعنى المطلوب أمرا مهما من قبل أنفسهم أولاً؛ لأن هذه حياتهم وهم مسؤولون عنها، ثم من قبل محاضن التعليم والإعلام والمسجد، التي يجب أن ترتقي بالمجتمع ووعيه وسلوكه وأفكاره وعلاقاته. أبناؤكم أعظم وأهم استثمار في حياتكم، فلا ترفعوا أيديكم عنهم، فيضعها عليهم من لا يخاف ولا يخجل!!