وصف القرآن الكريم أعظم معركة فى تاريخ البشرية بأدوات صياغة الخبر الصحفي. ماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ واين؟ ومتى؟ قمة البلاغة والسلاسة والايجاز، فى سورة الفيل تتجلى عظمة القرآن وقدرة الاله وروعة الوصف يقول تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) وهذا يسمى فى العرف الصحفي مدخل (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) الجرم او الحجم! (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ) الاداة او سلاح المعركة ولم يكن طيراً كباقي الطيور بل قال جل وعلا( طيراً أبابيل) وهبها الله القدرة والدراية على خوض المعركة (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) وهو الطين الذي تحجر وهو ذخيرة المعركة والعدة والعتاد ومكان الصناعة والنوعية، وماهى النتائج (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) والعصف ورق الزرع الذي يبقى بعد الحصاد وتعصفه الرياح فتأكله الماشية، انتهى. لو طلبنا من أساتذة الاعلام ورهط من الأدباء والمثقفين وكتاب الرواية بنوعيها أن يصفو لنا هذه المعركة بشيء من الإيجاز والدقة لكان النتاج مجلدات بعدة أجزاء وقد لا تصل الفكرة!، وهذا هو واقع الخطباء وكتاب الاعمدة الصحفية والمحللين والمسؤولين يعتقدون أن كثرة الكلمات هي الثقافة وتمييع المعاني هي اللطافة والشطح يميناً ويساراً هى الحرافة.
نحن الآن فى زمن السرعة او "الساندويش" زمن النقل الحي والمباشر والتغريد بـ 140 حرفاً، فاكتب فكرتك كما تود أن تقرأ أفكار الغير ولا تكُن كالعصف المأكول، والله المستعان