ينتظر الأهالي في مدينة العيون بفارق الصبر زيارة اللجنة التي سيتم تشكيلها من قبل الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) والتي قررت أن تزورها الاثنين القادم وتحديدا زيارة المدينة الصناعية بالعيون والمواقع المحيطة بها، لتقف على كافة النقاط والأمور التي تمت مناقشتها خلال الزيارة التي قام بها وفد المجلس البلدي بالأحساء إلى (مدن)، يتقدمهم رئيس المجلس ناهض الجبر، والتي تم خلالها عقد لقاء مع ممثلي (مدن) بحضور مدير الأمن والسلامة والصحة والبيئة أحمد الهليل، والمسئول البيئي بالهيئة ريان محمد، حيث قدم المجلس خلال الجلسة خطابه الموجه للهيئة ومناقشة النقاط الهامة التي تناولت كل ما يتعلق بمحافظة الأحساء بشكل عام والعيون بشكل خاص من وجود المدينة الصناعية المجاورة للسكان وما تشكله من هاجس كبير لهم والخطر الذي يحيط بهم ويهددهم خاصة وأن هذه المدينة الصناعية تبعد عن أقرب سكن بجوارها 20 مترا من الجهة الشرقية والجنوبية وأن من يبعدون حتى 2000 متر عن هذه المنطقة يعانون كثيرا من الروائح المنبعثة على مدار اليوم من المصانع الثقيلة والتي منها مصنع القار السائل ومصنع الحديد والأسيد والمواد الكيماوية والبلوسترين والأسمدة وما ينتج عن هذه المصانع من مياه ملوثة تضر وتتسبب في تلوث البيئة بشكل كبير، ومناقشة ما حدث مؤخرا في مدينة العيون وتحديدا المدينة الصناعية خاصة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم وما حدث من تسرب مادة الأسيد الخطيرة من أحد المصانع الكيماوية والتي شكلت معها سحبا كثيفة على الأهالي وتسببت في بعض حالات الاختناق بسبب تلك الروائح الكريهة والتدخل من الدفاع المدني وما شهده من تجمهر لعدد من المواطنين عند هذا المصنع خوفا على أسرهم من هذه الأدخنة، حيث رفع المجلس نقاط هامه في اجتماعه وخطابه ومنها أنه ومنذ تم تأسيس هذه المدينة في 1401هـ وهي في توسع دائم حتى يلغ عدد المصانع فيها قرابة 45 مصنعا ما بين الخفيف والثقيل ومطالب الأهالي بأهمية نقل المصانع الثقيلة التي تنتج منها الأدخنة والروائح الكريهة إلى المدينة الصناعية الثالثة بسلوى، وإنشاء سياج من الأشجار العالية حول أسوار المدينة الصناعية لكي تساهم في امتصاص جميع الأدخنة الصاعدة، وإيقاف المياه الملوثة المكشوفة الملونة والتي تحمل معها أمراضا عديدة، وأهمية ردم المستنقعات داخل المدينة وخارجها وهي التي تسبب التلوث البيئي، ومناقشة إيقاف ونقل مسلخ الدجاج والذي لا تنطبق عليه المعايير الصحية، وحسب تعليمات وزارة الشؤون البلدية أن تبعد عن المدينة 15 كم، ومناقشة ما يخرج من هذا المسلخ من مياه ملوثة وروائح كريهة، والتي معها كثرت الشكاوى من قبل الأهالي، ومناقشة تغطية جميع المصارف المكشوفة داخل المدينة وخارجها وعمل مصرف خاص لنقل هذه المياه الملونة وعدم تصريفها على مصرف الري والصرف؛ لأن ذلك يضر بالنتاج الزراعي وينتقل للمحاصيل الزراعية التي يتناولها المواطن، وتغيير مدخل الصناعية بعد أن أصبح هذا المدخل الحالي يشكل إزعاج على المواطنين الساكنين على هذا الطريق المؤدي للمدينة الصناعية نتيجة الشاحنات الداخلة والخارجة وما تحمله معها من مخاطر تضر بالبيئة في حال حدوث إي انفجار لا سمح الله، والتأكيد على أنه ومنذ أن تم تأسيس هذه المدينة في 1401هـ حتى هذا العام ومدينة العيون لم تحظَ بأي خدمة مجتمعية مثل إنشاء منتزه كبير أو ملاعب رياضية أو مركز حضاري أو مستشفى عام، أسوة بمدن المملكة الأخرى وما تقدمه من خدمات للتخفيف من أعباء المواطنين والتأكيد على ان مدينة العيون تشكل موقعا هاما واستراتيجيا وأنها من المدن الهامة في محافظة الاحساء التي يجب أن تجد الاهتمام الصحي والخدمات التطويرية التي ترتقي بهذه المدينة.
يذكر أن مدير المدينة الصناعية بالاحساء المهندس وليد الحمام دشن مؤخرا محطة المعالجة للصرف الصحي والصناعي التي تم انشاؤها بالمدينة الصناعية الواقعة بمدينة العيون، والتي تعد أول محطة معالجة تعمل بنظام (أغشية التفاعل البيولوجية MBR) والتي تم إنشاؤها بما يقارب الـ15 مليون ريال وتصل سعتها إلى 1800 متر مكعب ويشرف على إنشائها مكتب الخدمات الاستشارية السعودي (سعود.كونسلت).
جاء ذلك تفاعلا مع ما طرحته (اليوم) حول مصرف المياه الخارج من المدينة الصناعية والممتد بطول 3 كم باتجاه طريق العقير ومعاناة أهالي مدينة العيون والسكان المجاورين للمصرف لما يحمله من بقع سوداء وملونه وانبعاث الروائح الكريهة والخانقة التي أصبحت هاجسا كبيرا يؤرق الأهالي وانكشاف هذا المصرف الذي يشكل خطرا كبيرا على الأطفال وعلى البيئة، وما تم توضيحه من مخاطر عديدة ومطالبات من الأهالي بالتدخل العاجل والفوري لما يمكنه الحد من مخاطر هذا المصرف وتغطية وانهاء مشكلة ما يحتويه من مياه ملوثة، وتدخل الجهات المختصة في حماية البيئة.