أعلنت الشرطة الامريكية الاربعاء توقيف 47 شخصا ليلا في فرغسن في ميزوري التي تشهد احتجاجات منذ حوالى عشرة ايام اثر مقتل شاب اسود برصاص الشرطة.
وقال الكابتن في الشرطة رون جونسون المكلف بحفظ الامن: إن المتظاهرين رشقوا الشرطة بزجاجات المياه والبول مع نهاية تظاهرة يوم الثلاثاء السلمية ما تطلب تدخلا من عناصر الامن.
وشرح في مؤتمر صحافي «لدينا 47 موقوفا منذ الساعة الواحدة فجرا»، مشيرا الى ان الشرطة صادرت ايضا ثلاثة مسدسات من المتظاهرين.
وأوضح جونسون انه بعكس ما حصل ليلة الاثنين لم يطلق المتظاهرون هذه المرة النار على الشرطة التي تفادت بدورها استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشد. وقال: «رأينا اليوم ديناميكية جديدة».
وخفضت الشرطة الامريكية من كثافة انتشارها الثلاثاء في فرغسن لفتح المجال امام ليلة من التظاهرات السلمية.
ولم تتحقق الخشية من تجدد التوترات على خلفية حادثة جديدة الثلاثاء قتلت خلالها الشرطة رجلا مسلحا بسكين بعد ايام من الاشتباكات بين محتجين والشرطة في فرغسن بضاحية سانت لويس.
ومنذ مقتل الشاب الاسود «مايكل براون» في التاسع من اغسطس برصاص شرطي ابيض تشهد هذه البلدة اضطرابات وأصبحت بؤرة لتجدد الجدل حول قضية العنصرية في المجتمع الامريكي.
وأمس وصل وزير العدل «اريك هولدر» الى فرغسن في اطار تحقيق حول حصول انتهاكات للحقوق المدنية في قضية الشاب «براون».
وعشية الزيارة قطع هولدر «وعدا» بأن يكون التحقيق في هذه القضية «كاملا ونزيها ومستقلا»، لافتا بالمقابل الى انه «سيستغرق وقتا».
وأضاف: «لكي تبدأ عملية المصالحة يجب قبل كل شيء ان تتوقف اعمال العنف في شوارع فرغسن»، مؤكدا ان هذه الاعمال التي نسبها الى مجموعة صغيرة من الاشخاص الآتين من خارج فرغسن «تسيء كثيرا الى قضية العدالة بدلا من ان تفيدها».
وبدأت هيئة محلفين الاربعاء الاستماع الى شهود في قضية مقتل «براون» وسط دعوات لمحاكمة الشرطي «دارن ويلسون»، الذي اطلق النار على «براون»، بتهمة ارتكاب جريمة قتل.
وتحضر عائلة «براون» لجنازة ابنها التي من المفترض ان تحصل يوم الاثنين بحسب محامي العائلة.
وعاد المئات للتجمع الثلاثاء في جادة ويست فلوريسانت على مقربة من موقع الحادث، وأعربوا عن غضبهم مطالبين بتحقيق العدالة.
وهتف المتظاهرون رافعين ايديهم «الايادي في الهواء، لا تطلقوا النار»، وهو شعار التحركات الاحتجاجية في فرغسن الذي يعكس ما حصل مع «براون».
واتخذت التظاهرة طابعا احتفاليا مع وصول «قطار سلام» من الاطفال للمشاركة مرددين اغنية مارفين غاي «ماذا يحصل».
ولكن بعكس ما حصل في الليالي الماضية، لم تلجأ الشرطة الى الغاز المسيل للدموع بل اتخذت مواقع بعيدة بمدرعاتها وآلياتها لتخفف من انتشارها.
ولم تتدخل الا بشكل محدود حين اشتبك رجلان وسط الحشود، ولكن سرعان ما عاد الوضع الى طبيعته.
وقال المسؤول عن حفظ الامن «أريد أن يعبر الأشخاص الطيبون عن آرائهم». وأدان جونسون، خلال تواجده مع بعض المواطنين على اطراف التظاهرة، «العناصر المجرمة» التي رفضت تلبية طلب الشرطة بالتفرق خلال ليلتين من الاشتباكات الاحد والاثنين.