قال قائد عسكري وسكان: إن القوات الحكومية وطائرات هليكوبتر تحت قيادة لواء ليبي سابق، قصفت مخازن ذخيرة تابعة لمقاتلين يشتبه أنهم إسلاميون في مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وحاولت القوات الإسلامية أن تسترجع المطار العسكري والمدني من القوات الحكومية في المدينة الساحلية في مواجهة هي جزء من مشهد أوسع للفوضى التي تعم البلاد منذ إسقاط معمر القذافي قبل ثلاث سنوات. وتخشى القوى الغربية وجيران ليبيا من تحولها إلى دولة فاشلة مع عجز الحكومة المركزية الضعيفة عن السيطرة على مقاتلين سابقين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي ثم بدأوا بقتال بعضهم البعض للسيطرة على السلطة. وقال العقيد ونيس بوخمادة قائد قوات الصاعقة الخاصة للجيش في بنغازي لرويترز: إن قواته قصفت بالمدفعية عدداً من مخازن الذخيرة في المعسكرات التي يسيطر عليها الإسلاميون في وقت متأخر من يوم الأربعاء. كما سمع السكان أصوات تحليق طائرات هليكوبتر في الأجواء وشاهدوا الانفجارات الضخمة في إحدى ضواحي بنغازي التي أضاءت ليل المدينة. وأمس الخميس، أمكن أيضاً سماع تحليق طائرات حربية في الأجواء. وتشهد بنغازي وبها المقار الرئيسية لشركات النفط المملوكة للدولة جولات قتال منذ أعلن اللواء السابق في الجيش خليفة حفتر في مايو/ أيار الماضي الحرب على الإسلاميين الذين يسيطرون على المنطقة دون منازع. وتحالف حفتر مع قوات الصاعقة الخاصة في الجيش لكن رغم ذلك تمكن الإسلاميون من الاستيلاء على عدد من معسكرات الجيش في بنغازي. وانتقلت الحكومة الليبية والبرلمان المنتخب من طرابلس إلى مدينة طبرق النائية في شرق البلاد بعد أن استولى فصيل مسلح آخر على العاصمة الليبية وعلى جميع المباني الحكومية فيها. وعين الحكام الجدد لطرابلس برلماناً وحكومة لا يعترف بهما المجتمع الدولي. وأعلن المجلس البلدي بمدينة مصراتة الليبية استقباله، أمس الخميس، المبعوث الخاص لملكة بريطانيا " جونثين مارتن "وسفير بريطانيا لدى ليبيا. وقال المجلس، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن مارتن التقى نواب مدينة مصراتة وأعضاء المجلس البلدي للمدينة، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش الأوضاع الراهنة التي تجري في الساحة السياسية، بغية الوصول إلى رؤى مشتركة لحل الأزمة الليبية. يذكر أن وفداً من المملكة المتحدة بدأ زيارة لليبيا الثلاثاء، وأجرى عدة لقاءات في طبرق، إضافة للقائه بأطراف مختلفة في إطار الدعم البريطاني لاستعادة القانون والنظام في البلاد. من جهته، نفى السفير الليبي لدى أنقرة، عبد الرزاق مختار، صحة الادعاءات باستدعائه إلى بلاده، مؤكداً أنه قائم على رأس عمله في السفارة. وأكد مختار في حديث هاتفي مع وكالة أنباء الأناضول،أمس، أن تلك الادعاءات "لا تعكس الحقيقة"، مشيراً إلى أن الذين يقفون وراء مثل هذه الأنباء المغرضة، إنما "يحاولون زرع الفتنة بين البلدين"، واعتبر أن العلاقات التركية الليبية تسير على أفضل مستوى، وستستمر على هذا المنوال. ولفت السفير إلى معالجة كثير من المرضى الليبيين في المستشفيات التركية، في الوقت الراهن، فيما يقصد طلاب ليبيون تركيا للدراسة، ما يعكس حسن العلاقات بين البلدين. وكانت مصادر ليبية قد ذكرت أن مجلس النواب الليبي قرر استدعاء السفير الليبي في أنقرة احتجاجاً على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، عقب مراسم تنصيبه، حول مجلس النواب الليبي المنتخب . يشار الى ان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، اعربت في بيان اصدرته يوم الأحد الماضي عن استغرابها إزاء تصريحات اردوغان بشأن مكان انعقاد مجلس النواب (البرلمان)معتبرة ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية. وطالبت الوزارة الحكومة التركية بتوضيح ما إذا كان هذا التصريح يمثل موقفها الرسمي أو هو موقف شخصي لرئيس تركيا. كان أردوغان قد صرح قائلاً: "أساسا لا يمكن القبول باجتماع البرلمان الليبي في طبرق"، معتبرا أن هذا "خطأ كبير"، وأضاف: "لماذا يجتمع البرلمان في طبرق وليس في العاصمة الليبية طرابلس؟، نحن لا نقبل بهذا أصلا، هذا أمر غير مقبول، هنا نحن في مواجهة وضع غير صحيح، ولهذا فإن ما حصل في طبرق هو عملية نزوح وتشريد للبرلمان".