أظهر تقرير حديث أن تدفقات المحفظة في الأسواق الناشئة شهدت تباطؤا حادا خلال شهر أغسطس، وذلك حسب تقديرات المعهد المالي الدولي (IIF) وبلغ صافي تدفقات المحفظة في الأسواق الناشئة 9.3 مليار دولار، وهو أدنى مستوى له منذ يناير 2014.
ووفقا لتقرير صادر عن بنك قطر الوطني «QNB»، فقد كان هذا الانخفاض أكثر حدة في الأسواق الناشئة الأوروبية، كما شهدت إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط تدفقات خارجية. وتباطأت تدفقات رؤوس الأموال بشكل كبير إلى الأسواق الناشئة في آسيا وأميركا اللاتينية. وتشير أحدث البيانات إلى أن تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة تظل متقلبة للغاية من شهر لآخر، لكن الاتجاه العام يبقى سلبيًّا. ويشير هذا الأمر إلى أن المستثمرين لا يزالون يشعرون بالقلق إزاء الأسس الاقتصادية في الأسواق الناشئة ويقللون من توجههم نحو هذه الأسواق بناء على هذا الأمر. وبمقابل المستويات العالية لتداولات أسواق الأسهم مؤخرا في الأسواق الناشئة والاقتصاديات المتقدمة، هناك أيضا قلق من أن يشكل الاتجاه التنازلي لتدفقات المحفظة نقطة تحول قد تؤدي إلى تصحيح محتمل للسوق مستقبلا. وعلاوة على ذلك، يُتوقع أن ينتهي برنامج شراء الأصول في الولايات المتحدة -أو ما يعرف بتخفيض التيسير الكمي- في شهر أكتوبر، وهو ما يؤدي إلى قلق المستثمرين بشأن التأثير الاقتصادي السلبي المحتمل لزيادة تشديد السياسة المالية ولرفع أسعار الفائدة على المستوى العالمي مستقبلا. التدفق وكانت تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة قد ارتفعت بشكل كبير خلال برنامج التيسير الكمي الذي تلي الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، حيث دفعت أسعار الفائدة القريبة من الصفر في الاقتصاديات المتقدمة رؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة المرتفعة العوائد، غير أنه ومنذ إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن نيته في تخفيض برنامج التيسير الكمي خلال شهر مايو 2013، عانت الأسواق الناشئة من موجات هروب رؤوس الأموال، حيث ارتفعت العائدات في الاقتصاديات المتقدمة مما أدى إلى إضعاف عملات الأسواق الناشئة والرفع من عوائد هذه الأخيرة، وهو ما أدى بدوره إلى تقلبات في أسعار الأسهم. وتأكد هذا الاتجاه من خلال آخر المعطيات التي أصدرها المعهد المالي الدولي والتي أظهرت تراجعا كبيرا عن متوسط التدفقات خلال النصف الأول من سنة 2014. الاستقرار ولأول مرة، نشر المعهد المالي الدولي معطيات حول تدفقات المحفظة حسب المناطق، حيث سلطت الضوء على أكثر المناطق التي يخاف منها المستثمرون حاليا، وقد تم تقدير صافي التدفقات الخارجية للمحفظة في الأسواق الناشئة الأوروبية بـ7.3 مليار دولار خلال شهر أغسطس، وهو أكبر تدفق خارجي منذ يناير 2010 عندما بدأ المعهد المالي الدولي إصدار بياناته. وقُدر صافي التدفقات الخارجية من إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط بـ1.5 مليون دولار في شهر أغسطس، لكن التفاصيل التي قدمها المعهد المالي الدولي لا توفر معلومات كثيرة حول البلدان التي شهدت هذه التدفقات، ويؤكد المعهد أن إفريقيا، وليس الشرق الأوسط هي التي شهدت الجزء الأكبر لهروب رؤوس الأموال من المنطقة.