من المتوقع أن يمضي الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدماً في حملته العسكرية ضد دولة البغدادي من دون طلب تفويض خاص من الكونجرس، فيما يعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري غداً في جدة اجتماعاً مع عدد من وزراء الخارجية العرب، لبحث سبل التصدي لـ"داعش"، وبناء تحالف دولي ضده، بحسب ما قال مسؤولون عرب لوكالة "فرانس برس". وقالت "واس": إن المملكة ستستضيف في محافظة جدة غداً الخميس، اجتماعاً إقليمياً يضم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكلا من مصر والأردن وتركيا، وبمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه، وسبل مكافحته.
وأكد مسؤول مصري رفيع أن "وزير الخارجية المصري سامح شكري سيشارك في اجتماع جدة مع كيري، ويضم كذلك وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن، لبحث سبل التصدي للإرهاب" وتنظيم "داعش".
وقال المسؤول المصري: إن بلاده ترحب بالتحرك الأميركي والدولي لمكافحة الإرهاب وتنظيم "داعش"، مؤكداً أنها ستقدم "كل الدعم السياسي لهذا التحرك ولكن فيما يتعلق بمشاركتها في إجراءات عملية أو أمنية، فإنها ينبغي أن تكون في إطار الأمم المتحدة وقرار من مجلس الأمن الدولي".
وفي بيروت، أكد مصدر حكومي أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل سيشارك كذلك في هذا الاجتماع.
وتعهد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ببناء ائتلاف واسع يضم اكثر من اربعين بلدا، ويستمر لسنوات من اجل القضاء على جهاديي تنظيم الدولة الذين يزرعون الرعب في العراق وسوريا.
وفي تصريحات ادلى بها قبل ساعات من مغادرته الى الشرق الاوسط في جولة واسعة الافق تهدف الى توطيد الجبهة ضد تنظيم داعش، رحب كيري بتشكيل حكومة جديدة ائتلافية قي العراق، وهو ما يعتبره الاميركيون شرطا لا بد منه للتصدي بشكل فاعل للتنظيم المتطرف.
وهذه الجولة التي يبدأها كيري اليوم، في الأردن ثم المملكة، تصادف اليوم الذي سيعرض فيه الرئيس باراك اوباما "خطة عمل" ضد هذه المجموعة المسلحة المتطرفة، وفي وقت وسعت واشنطن نطاق ضرباتها الجوية في العراق. وقال كيري: ان الهدف هو تشكيل "اوسع ائتلاف ممكن من الشركاء عبر العالم من اجل التصدي لتنظيم الدولة واضعافه وفي نهاية المطاف دحره".
وتابع: ان "جميع الدول تقريبا لديها دور تلعبه من اجل القضاء على التهديد الذي يطرحه تنظيم داعش والشر الذي يجسده".
وبذلك تمضي الولايات المتحدة خطوة ابعد بعد قمة الحلف الاطلسي، الجمعة، التي شهدت بوادر ائتلاف ضد داعش بين عشر بلدان هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وتركيا وبولندا والدنمارك وكندا واستراليا، لا يزال يترتب توضيح معالمه.
وتقدر واشنطن عديد مقاتلي تنظيم الدولة الذي اعلن "الخلافة الاسلامية" على مناطق سيطرته من جانبي الحدود بين العراق وسوريا، بحوالى عشرة الاف عنصر متهمين بارتكاب أسوأ التجاوزات وقد تبنى التنظيم في الاسابيع الماضية قطع رأس صحافيين اميركيين اثنين.
وبعدما أقر كيري خلال قمة الحلف الاطلسي، الجمعة، بأن هذه المعركة "قد تستغرق عاما او عامين او ثلاثة اعوام"، اكد مجددا، الاثنين، ان الائتلاف المزمع يفترض ان "يدوم أشهرا، وربما ايضا سنوات".
غير ان التحالف لن يمت بصلة الى الائتلاف الذي شكلته الولايات المتحدة لاجتياح العراق عام 2003 وقد استبعد اوباما ارسال قوات برية على الارض.
تحالف بلا إيران وأوضحت وزارة الخارجية الامريكية ان واشنطن تعتزم الاستناد الى "اكثر من اربعين بلدا" لتنفيذ مهام مختلفة تتراوح بين "تقديم دعم عسكري للعراق" و"وقف تدفق الجهاديين الاجانب" و"قطع التمويل عن الدولة " وصولا الى "ايجاد حل للازمة الانسانية" الناجمة عن النزاع.
ورفضت المتحدثة باسم الوزارة جنيفر بساكي تعداد الدول التي ستنضم الى الائتلاف، مشيرة الى ان بعضها مثل الدول العشر التي اعلن عنها في قمة الحلف الاطلسي والامارات العربية المتحدة بات معروفا في حين ان البعض الآخر لا يود أن يعرف.
وبحسب دبلوماسيين اميركيين، فإن البانيا واستونيا وبولندا والمملكة واليابان وكوريا الجنوبية وعشر بلدان اخرى "اقترحت تقديم مساعدة انسانية وامنية للعراق".
وأكدت بساكي مرة جديدة ان الائتلاف المزمع تشكيله لن يضم إيران ولا سوريا.
وسيجري كيري محادثات مع نظرائه في عمان ثم في جدة بالسعودية يتناول فيها "سبل تقديم المزيد من الدعم لأمن الحكومة العراقية واستقرارها"، بحسب ما اوضحت وزارة الخارجية تاركة الباب مفتوحا امام محطات اخرى من جولة كيري.
اوباما يضغط
وقال مساعدون في الكونجرس الأمريكي: إن مسؤولين من إدارة الرئيس باراك أوباما سيعقدون لقاءات هذا الأسبوع مع كل أعضاء الكونجرس بينما يعرض الرئيس موقفه بشأن مهاجمة متشددي تنظيم داعش. وقال مساعد في مجلس النواب: إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية سيعقدون لقاء مع جميع أعضاء المجلس البالغ عددهم 435، يوم الخميس. وقال مساعدون في مجلس الشيوخ: إن جلسة مماثلة ستعقد مع جميع أعضاء المجلس المائة، اليوم الأربعاء. ويلقي الرئيس أوباما كلمة للأمريكيين اليوم، يعرض فيها خطته للتصدي للدولة الإسلامية التي سيطرت على مساحات واسعة من العراق وسوريا في حين يسعى لتجنب اثارة قلق عام من اتجاه البلاد إلى حرب شاملة أخرى. وأعلنت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن وزير الدفاع تشاك هاجل والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة سيدليان بشهادتيهما يوم 16 سبتمبر بجلسة استماع تتناول السياسة الأمريكية إزاء العراق وسوريا والخطر الذي تمثله داعش.
ومن المقرر أن يدلي وزير الخارجية جون كيري بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في اليوم نفسه.
بلا تفويض
من المتوقع ان يمضي الرئيس الامريكي باراك اوباما قدما في حملته العسكرية ضد الدولة من دون طلب تفويض خاص من الكونجرس الان لكن مشرعين اعلنوا انهم على الارجح سيوافقون على اي طلب يتقدم به للحصول على أموال اضافية.
وذكروا ان هناك تأييدا واسع النطاق في الكونجرس لهجمات تستهدف وقف تقدم الجماعة السنية المتشددة خاصة بعد بث تسجيلين مصورين لذبح تنظيم الدولة لصحفيين أمريكيين خلال الثلاثة أسابيع الماضية. ويتطلب قرار سلطات الحرب لعام 1973 أن يستشير الرئيس الكونجرس قبل الدفع بالقوات المسلحة الامريكية في أعمال قتالية لكنه يسمح ببقاء هذه القوات شهرين قبل ان يحصل على موافقة الكونجرس على التحرك. ووجد الرئيس الامريكي الذي خاض سباق البيت الابيض عام 2008 ببرنامج يدعو لسحب القوات الامريكية من العراق صعوبة في ان يشرح كيف سيتعامل مع الدولة وقال للصحفيين الشهر الماضي: "لا نملك استراتيجية بعد" للتعامل مع التنظيم. ويعمل اوباما هذا الاسبوع على وضع استراتيجية أكثر همة للقضاء على المتشددين ويعزز حملة جوية على مواقعهم في العراق ويبني تحالفا دوليا مع الحلفاء الاوروبيين والاقليميين. وقال المتحدث باسمه جوش ايرنست: ان اوباما سيبحث الحصول على مزيد من التفويض من الكونجرس اذا وسع عملياته ربما في سوريا. وصرح مشرعون بأن الكونجرس لا يميل الى اجراء اقتراع على مزيد من العمليات العسكرية في الشرق الاوسط قبل انتخابات التجديد النصفي في الرابع من نوفمبر.
تأييد أمريكي
وأظهر استطلاع للرأي أعلنت عنه شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن معظم الأمريكيين يؤيدون زيادة الضربات الجوية العسكرية الأمريكية ضد متشددي داعش ومنح مساعدات عسكرية إضافية للقوات التي تقاتل الجماعة الإرهابية.
وذكر الاستطلاع أن أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص المستطلعة آراؤهم يؤيدون توجيه ضربات جوية إضافية، في حين أن 62 في المائة يؤيدون إرسال المزيد من المساعدات العسكرية. وأيد 83 في المائة إرسال مساعدات إنسانية أكثر إلى المنطقة.
غير أن 61 في المائة يعارضون إرسال قوات برية أمريكية، بينما أيد 38 في المائة هذه الفكرة.
وذكرت الشبكة الإخبارية ان الاستطلاع وجد أن 70 في المائة من الأمريكيين يخشون من أن يمثل داعش تهديداً مباشراً من القدرة على شن هجوم إرهابي في الولايات المتحدة.