ضيفنا شاعر بارز له العديد من المشاركات، يرى أن الساحة الشعرية بالكويت تراجعت وأن الساحة الشعبية بشكل عام مبعثرة وأن فن المحاورة لم يعد يجذب الجمهور ، إضافة إلى ان الشللية حرمت الكثير من المبدعين من البروز واكثر من ذلك في هذا الحوار الصريح .. ضيفنا الشاعر فالح بن علوان :
نرحب بك عبر في وهجير ؟
هلا ومرحبا فيكم وانا سعيد بهذا اللقاء اللي شرفتوني فيه من خلال هذا المنبر الاعلامي ( في وهجير ) المتوهج دائماً ومستمر في توهجه ومتابعة جماهير الساحة الشعبية ضيوفه البارزين.
ما تقييمك للساحة الشعبية في الوقت الحالي ؟
الساحة تعيش في فتور في الوقت الحالي خاصة ان المجلات فقدت متابعين كثرا ما أدى الى تدني عدد القراء لسببين، الاول: عدم حرص الشعراء البارزين على النشر مع العلم بأنها صاحبة الفضل في بدايتهم . والثاني: اعتماد الشعراء على نشر قصائدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر الانستقرام ونزول القصائد في حساباتهم حصرية أولا بأول وما عدا ذالك فلا يوجد إلا تكرار القديم ما ملل المتلقي.
هل مازالت الساحة متوهجة بشعرائها وبرامجها الشعرية ؟ ما الذي تغير؟
ابداً فقدت التوهج بفقدان البرامج فمن ناحية البرامج لا يوجد إلا شاعر المليون واصبح كل عامين والباقي غير ناجحة والسبب ان البرامج التي لا تدعم من قبل الدولة مكلفة والباقي لا تكون على القدر المطلوب من جميع النواحي كإدارة وتنسيق وتوفير ميزات خاصة وحتى مكافآت مالية وكذلك الشعراء فهم حسب البرامج اصبحوا يتشرطون ما المردود؟ أو ما مدى قوة البرنامج؟ أو هل سيضيف للشاعر او لا يضيف له ما جعل المتقدمين شعراء جددا غايتهم البروز بأي شكل وهذا ينعكس على اهتمام الجمهور ومتابعته. فالجمهور به ينجح البرنامج وبه يفقد نجاحه وهذه الحسبة جعلت الساحة تفقد وهجها. ما الذي ينقص أمسيات الشعر لتعود لسابق عهدها؟
ينقص امسيات الشعر اشياء كثيرة ابرزها : أولا: انتقاء الشعراء وهذا شي اساسي.
فالشعراء هم من يستقطب الجمهور وينجح الامسيات ثانيا: الناقل الاعلامي وهو عنصر مهم في اتساع شهرة الامسية على نطاق اوسع. فعندما تنقلها قنوات لها ثقلها الاعلامي والجماهيري ترغب الشاعر أياً كان حجمه، ثالثاً : عندما تكون الامسية تحت رعاية شخصيات لها ثقلها في المجتمع الخليجي وتكريم على مستوى فهذا لا يجعل للشاعر خيارا آخر غير الموافقة. فالمقومات جميعها موجودة.
الساحة الشعرية في الكويت بنفس الوهج السابق ؟ ما السبب؟ وكيف تعود لسابق عهدها؟
الساحة الشعرية في الكويت لم تعد كما كانت في عهدها السابق وتراجعت بشكل ملحوظ السبب عدم توافر الداعمين الاعلاميين وعدم دعم وزارة الاعلام هذه الامسيات حتى وإن كانت تواكب مناسبات اعياد الكويت الوطنية مثل هلا فبراير. ورموز الاعلام تراخوا في اقامة الامسيات ولم يعودوا يهتمون بها كما في السابق مع العلم بأن امسيات الكويت كانت مبتغى وحلما لكل شاعر فإن عاودوا الاهتمام والتفتوا الى الامسيات واهتموا بها فسرعان ما تعود كون الكويت بلدا مليئا بالشعراء والنقاد وجمهور شعري كثيف يتعطش للأمسيات مع العلم بأن الشباب طلبة الجامعات يقيمون اصبوحات شعرية مختصرة نوعاً ماء على سن معينة من الطلبة انفسهم.
هل عانيت في بداياتك من الشللية التي كان يتهم بها بعض المسئولين عن الاعلام الشعبي؟
الكل كان يعاني في بداياته ومن يقل غير ذلك فهو يكابر .
الشللية حرمت بعض المبدعين من البروز على حساب مصالحهم الخاصة، فعندما تسمع لبعض الشعراء المغمورين اعلامياً تقول: اين الاعلام الشعبي من هذا المبدع فتجده ضحية الشللية وتبرز هذه الشللية شاعرا لا يمت للشعر بصلة فإما يكسر او يحشو وتجد صوره على غلاف المجلة والصفحات الرئيسة اشبه بعارضات الازياء.
نشاهد عددا من الشعراء توجهوا للعمل الاعلامي، ألم تفكر في العمل الاعلامي ؟
لا لم افكر في العمل الاعلامي اطلاقاً انا شاعر كما انا وكما قيل : صاحب البالين كذاب.
والامثال تضرب ولا تقاس فالعمل الاعلامي يشغل الشاعر عن مسيرته الشعرية والدليل تجد الشعر الذي توجه للعمل الاعلامي انتهى كشاعر.
- ماذا ينقص الساحة الإعلامية الشعبية؟
ينقصها الترتيب فهي مبعثرة وينقصها الامسيات الكبرى المدعومة فهي أهم مقومات الساحة ويرتبط بها النقل الاعلامي والقنوات والصحف والاعلاميين. ان نجحت الامسيات نجح الاعلام الشعبي وارتقت الساحة واكتمل وهجها وينقصها رعاة اعلاميون وهم كثر يريدون من يحركهم فقط ولو بتلميع اعلامي.
هناك احاديث عن ان ساحة المحاورة لم تعد تجذب الشعراء والمتابعين .. هل تتفق معهم؟ ولماذا؟
نعم أتفق على ان ساحة المحاورة لم تعد تجذب الشعراء والمتابعين فتغير مسار الشعر وحداثة المفردة في الشعر أنحى بالشعراء والمتابعين وأبعدهم عن مفردات المحاورة المتكررة والشعوب الخليجية تغيروا بطبيعتهم فلم يعد تعجبهم القصيدة التقليدية فما بالك القلطة، انا اتوقع ان التطور الزمني هو ما جعل المتابعين للمحاورة اصبحوا قلة جداً. ما رأيك فيما تقدمه الفضائيات الشعبية؟ وهل خدمت الشعر والشعراء؟
خدمت الشعراء ولم تخدم الشعر وتكراره الشاعر والقصيدة اقرف المتابع فكم من قصيدة تمر مرور الكرام فمجرد ان تجد في القناة قصيدة تعرض سرعان ما تغير المحطة السبب هو التكرار المستمر وعدم الترتيب فلو كان هناك وقت محدد لعرض القصائد وعدم عرض اي قصيدة لقلنا إنها خدمت الشعر. أما ما يحدث فهو اعرض القصيدة وكفى دون تقييم مستواها وزاد ذلك عروض الاعراس وقصائدها المنبرية التى لا تعنيني كمتلق انا اريد قصيدة عامة اولها موضوعها او غزلية او اجتماعية . لا يعنيني الشاعر فلان يمتدح فلانا في زواجه وكلما دخلت محطة وجدت قصائد الاعراس على مدار اليوم.
هل تعتقد ان وسائل التواصل الاجتماعي أغنت الشاعر عن الاعلام ؟ ولماذا؟
وسائل التواصل الاجتماعي منبر من لا منبر له والانتشار للأفضل والاجزل.
واغنت اغلب الشعراء عن الاعلام فمجرد يكون لديك فولورز كثير ويعمل لك رتويت اشخاص يملكون متابعين سرعان ما تنهال عليك اساليب الاعجاب المتعددة.
هذا غير من يأخذها ويضعها في تصميم مميز وغير المنشدين الذين يضيفونه لألبوماتهم الصوتية فوسائل التواصل خالية من الشللية والشاعر نفسه من يثبت شاعريته ويكتسب شهرته بإبداعه اعرف الكثير من الشعراء شهروا وعرفهم الجمهور وهو لم يطلع على اي شاشة تلفزيون في حياته وبعدها اصبح مطلوبا بشكل غير طبيعي. ما رأيك في المسابقات الشعرية؟ وهل تعتقد انها بشكل عام مفيدة للشعر والشاعر؟
المسابقات الشعرية تبرز الشاعر في وقت محدود بعدها الشاعر نفسه إما ان يستمر او يغيب عن الانظار فينساه الجميع، فالمسابقات الشعرية إن نجحت اضافة للشاعر، والشاعر إما أن يستمر في البروز ويكثف تواجده وإلا طواه عامل النسيان.
ما رأيك في اتجاه اغلب الشعراء لطرح قصائدهم من خلال الشلات والأناشيد؟
الشلات والاناشيد تخفي عيوب القصيدة وتجذب المتلقي لسماعها. فبعض الشعراء تكون قصيدته جميلة جداً لكن القاءه لها يخفي جمالياتها فيلجأ الى الشيلة انا ارى ان الشيلات الحماسية فقط كالوطنية على سبيل المثال هي المتابعة التي يحرص عليها المتلقي والشيلة بشكل عام ترقى بقصيدة عادية وتدمر قصيدة جميلة أي حسب اللحن.
من هم ابرز شعراء المحاورة حاليا؟
الشعراء القدامى مازال بعضهم على القمة وهناك شعراء اتوا بعدهم واعتلوا القمة في مدة وجيزة. فالبارز - من وجهة نظري - سفر الدغيلبي ومحمد السنان وسلطان الهاجري وغيرهم من الشعراء لا تحضرني اسماؤهم. كلمة أخيرة
أتمنى ان تعود الساحة الشعبية لعهدها السابق المتوهج وان ينتهي عصر الشللية في الساحة الشعبية رغم اني لا أعاني من تلك الشللية في الوقت الحالي. فأبوظبي لم تجعل فالح بن علوان يتعطش للبروز الاعلامي او يعاني الشللية لكن اقولها بشكل عام أشكر ملتقى “في وهجير” على اتاحة هذه الفرصة التي عبرت فيها عن وجهة نظري المتواضعة.
مسك الختام :
شيخة رغبة خاطري قبل الكـلام
واكدت لك مايقطع الشك بيقــــين
انك الذ واجمل محطات الــــــغرام
واصعب طموحات الغلابا العاشقين
سرتني الاشواق في جنح الظلام
تدفعني الذكرى على شوق وحنين
هي هـكـذا القصه معاناة وخصام
لــكّن لايمــــكن تفرقــــنا السنــــين
يهيض الذكرى علي سجع الحمام
ويهدي الخاطر مرورك لحظتــــين
اعاتبك لاجيت في احلام المـــــنام
واشتاق لك في الحلم وانتي ترحلــين
يكفيني من الشوق تفسير الحـــلام
انك وانا فـي شعـورنا متبـــــادليــن
لقيت في عيونك لي عـــتاب وكـــلام
إختصرت التعبــير بيت وجملتـــــين
سبة زعلــنا الشك وضنون ومـــلام
وسبة قطاعتنا مــكابرنا الثنـــــــين
لكّن أنا من عــقب تحقيــق المـــرام
رميت شرهات الجفى للــحاقديــن
نرقى على متن السحايب والغمام
نسمو بحاضرنا عن الماضي الدفين
في كل شـيء اقـدر اقـول اني تمام
الا ليا لامست راحـــــــات اليــــدين
ينعش فـــؤادي من ورى عوج العضام
لاماك ياأعـــظم روايــــات السنـــــين
يـا ازكى من الجوري واعف من اللـثام
وازهى من الالماس والعــــقد الثمــــين
أنتي تراك آخـــر محطات الـــــــغرام
واصعب طموحات الغلابا العاشــقين
أنتي وأنا والصبر يامسك الخـتـام
قصة غرامٍ ماظفرها العاذلـــــــين فالح بن علوان