وجه المعسكران المؤيد والمعارض لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة نداءاتهما الأخيرة إلى الناخبين امس الأربعاء، وذلك قبل يوم واحد من الاستفتاء على إنهاء 300 عام من الوحدة مع بقية المملكة المقرر اليوم. وقال الوزير الأول في اسكتلندا أليكس سالموند في خطاب مفتوح إلى الناخبين: إن الاستفتاء يمثل "أعظم وأقوى لحظة تمكين قد يعيشها أي منا على الإطلاق". ودعا سالموند المصوتين في خطابه إلى تجاهل ما وصفه بـ "قصص رعب ويأس عبثي متزايدة" من جانب الحكومة البريطانية، وأن يثقوا بأنفسهم. وكتب: "اعلموا أن التصويت بنعم سيلقي علينا بمسؤولية هائلة، مسؤولية العمل سويا من أجل اسكتلندا التي نتمناها". على الجانب الآخر، اعتبر أليستر دارلينج زعيم حملة "معا أفضل" المؤيدة لاستمرار الوحدة أن التصويت بنعم سيكون "مأساة"، وأن حملة "نعم" تنطوي على الكثير من المغالطات. كما رأى أن الأمر سيستغرق الكثير من العمل لمعالجة الانقسامات التي خلفها الاستفتاء. وقال: إن رفض الاستقلال سيوفر "فرصة أسرع وأكثر أمانا وأفضل في إطار المملكة المتحدة، بينما سيستغرق الأمر سنوات من الخلاف إذا ما صوتنا على الانفصال". من جهته، قال الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون: إنه يأمل في أن يصوت الاسكتلنديون بالبقاء ضمن المملكة المتحدة، مشيرا إلى مخاوف بشأن الاقتصاد. وقال كلينتون في بيان: "إن الوحدة في ظل أقصى مستوى من الحكم الذاتي تبعث رسالة قوية لعالم تمزقه صراعات الهوية، بحيث من الممكن أن نحترم اختلافاتنا بينما نحيا ونعمل معا". وفي السياق، صدرت مساء الثلاثاء ثلاثة استطلاعات للرأي اشارت الى تقدم المعارضين للاستقلال بأربع نقاط. وجاءت نتائج استطلاعات الرأي الثلاث متشابهة مسجلة تقدما للطرف الرافض للاستقلال في جميع الاحتمالات بحصوله على 52% من الاصوات في مقابل 48% للطرف المؤيد للاستقلال، ولكن بعد استثناء الناخبين المترددين الذين ما زالوا يمثلون شريحة كبيرة. وجرت استطلاعات الرأي اعتبارا من الجمعة، اليوم الذي كثف فيه المعسكران جهودهما لإقناع الناخبين ولا سيما الذين لم يحسموا خيارهم بعد. وفي موقف موحد اصدرت الاحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى الثلاثاء بيانا رسميا مشتركا يعد الاسكتلنديين بتوسيع الحكم الذاتي لمنطقتهم في حال صوتوا لرفض الاستقلال. ونشر هذا الوعد الذي يؤكد على التزامات قطعت سابقا في الصفحة الاولى من كبرى الصحف الاسكتلندية "ديلي ريكورد" تحت عنوان "التعهد". وتشهد ادنبرة حركة محمومة واقبالا من وسائل اعلام العالم بأسره لتغطية الحدث الذي قد يشهد نشأة دولة جديدة يرافقها اضعاف أليم للمملكة.