DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نواجذ من ذهب

نواجذ من ذهب

نواجذ من ذهب
أخبار متعلقة
 
لا تفارق بعضهم، بل ربما كانت سمة من سماته التي يعرف بها، كيف لا وهي لا تحتاج كبير جهد، ولا مشقة فيها أو عناء، وفوق هذا لها فعل السحر في نفوس الآخرين، إنها تفتح القلوب، وتشعر المقابل بالحب والارتياح. ليس هذا فحسب بل إنها تزيد صاحبها بهاءً، وتضفي عليه جمالًا. فكيف إذا اجتمع إلى ذلك حث نبوي، ومكافأة ربانية ففي الحديث عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، وأخبر صاحبه أبا ذر -رضي الله عنه- أنها من المعروف في قوله: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، والصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي -رضي الله عنه- يقول: «ما رآني النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي». فلم يحثنا -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، ولم يفعله إلا لعلمه بما للابتسامة من أثر إيجابي في تأليف القلوب وتصفية النفوس، وإذا كان هذا مشروعًا في حق كل مسلم، فهو بين الزوجين، وبين الوالدين وأولادهما، والإخوة والأقارب من باب أولى. ومؤسف كما قال أحدهم: إن بعض الناس يظن أن أسنانه عورة، فلا يرها إلا طبيب الأسنان في كناية عن تجهمه، وأسوأ منه ذلك الذي يهدي ابتسامته لكل الناس إلا الأقربين. ليحاول كل واحد منا أن يتذكر آخر لقاءاته بوالديه أو زوجه أو ولده أو إخوته، هل كانت الابتسامة تعلو محياه بينهم؟ أم أنها أعز من قطرة ماء في أرض مقفرة؟ ولنحذر أن نكون ممن لا يُرى مبتسمًا إلا عند حاجته، فأصبحت رشوة يقدمها بين يدي من يريد منه شيئًا. لو كانت الابتسامة أكثر مشقة من التجهم لكان حريًا بنا تعويد النفس عليها، واعتيادها فكيف وهي أيسر وأجمل. ومؤلم قول الشاعر: إذا كان الكريم عبوس وجهٍ ** فما أحلى البشاشة في البخيل فإن كانت من طبيعتنا فلنحافظ عليها، وإن لم تكن فلندرب أنفسنا ونروضها، فهي صدقة ومعروف، وسبب في تأليف القلوب، وإزالة الشحناء من النفوس، وأولى الناس بها أقربهم.