أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) وصول مسبار الفضاء (مافن) إلى مدار كوكب المريخ بهدف الإجابة عن أسئلة حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
وذكرت ناسا أن المسبار المعروف باسم "مسبار تقييم مناخ المريخ وتقلباته" (مافن) وصل إلى مدار المريخ مساء أمس الأحد بعد رحلة استمرت عشرة أشهر قطع خلالها 711 مليون كيلومتر.
وسيمضي العلماء ستة أسابيع في إجراء اختبارات لأجهزة المسبار البالغ طوله 11 متراً قبل دخوله في المدار القريب للكوكب لكي يبدأ الدوران حوله لمدة عام.
ويعتقد الباحثون أن المريخ كان له غلاف جوي أكثر سمكا ومياه على سطحه، ويأملون في أن يسلط (مافن) الضوء على سبب تغير مناخ المريخ إلى مناخ أقل قابلية للحياة.
وسيدور المسبار (مافن) حول المريخ في مدار بيضاوي الشكل على ارتفاع يتراوح بين 150 و600 كيلومتر فوق سطح الكوكب وسيقوم بخمس عمليات (انخفاض عميق) للاقتراب أكثر من المريخ.
وبعد رحلة بلغت 711 مليون كيلومتر من الأرض يواجه المسبار مافن احتمالات نجاح أو فشل اطلاق صواريخ الكوابح الستة بدءا من الساعة 9.37 مساء (0137 بتوقيت شرق الولايات المتحدة).
وفي حالة النجاح فسوف يهيئ ذلك السرعة الكافية للمسبار لالتقاطه بواسطة جاذبية المريخ والدخول في مداره. وسيضع المسبار خلال الأسابيع الستة القادمة نفسه في مدارين أحدهما لارتفاع 150 كيلومترا والآخر 6200 كيلومتر عن سطح الكوكب.
وخلافاً لمهمات المركبات الفضائية السابقة إلى المريخ فسوف تركز مهمة مافن على الغلاف الجوي للمريخ الذي يعتقد العلماء انه كان اكثر سمكا ذات يوم من الغلاف الضئيل المحيط به حاليا والذي يتكون في الأغلب من غاز ثاني اكسيد الكربون.
وكان الأمر سيحتاج إلى هواء اكثر كثافة لتجميع المياه على السطح.
وفي حين لا توجد مياه هناك على ما يبدو اليوم فإن المريخ مغطى بقنوات نهرية قديمة وقيعان بحيرات وأدلة كيميائية على انه كان اكثر دفئا ورطوبة في الماضي.
وسأل قائد المهمة العالم بروس جاكوكسي من جامعة كولورادو الصحفيين الاسبوع الماضي قائلا "أين ذهبت المياه؟ اين ذهب ثاني اكسيد الكربون من تلك البيئة الأولى".
وأضاف "يمكن ان تذهب إلى مكانين: اسفل في القشرة أو أعلى إلى قمة الغلاف الجوي حيث يمكن ان تضيع في الفضاء".
وستقضي المركبة عاماً لرصد ما يحدث عندما تضرب الرياح الشمسية والجسيمات المشحونة الاخرى الطبقات العليا من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ومن خلال دراسة الغلاف الجوي اليوم يتوقع العلماء ان يتعرفوا على العمليات الجارية هناك ثم يستخدمون نماذج الكمبيوتر لارسال تقديرات في حينه. ويريد العلماء في نهاية الأمر معرفة ما اذا كان المريخ قد توافرت له يوما مقومات الحياة على سطحه.