ـ (دام عزك يا وطن) هذه العبارة النبيلة هي إحدى الصور التعبيرية التي نتغنى بها في يومنا الوطني السعودي الذي نعيش وهجه وفرحته..
دام: أمنية جميلة يتمناها الجميع للجميع، والفرد للوطن، والقريب للقريب، والمواطن للمقيم..
عزك: لا سُمعة مضيئة ومُشرّفة كسمعة العزِ والمجد والفخر وسمعة البناء والولاء ..
يا وطن: يا وطن الشموخ والحضارة ومهبط الوحي وتدفـّق البحر، وحفيف النخلة ورقصة الأشجار، وأهازيج الطفل، و(عرضة) الحرب السليمة والدفاعية، وكتاب المعرفة وقصيدة الحلم، وفنون الشعب، و(جنادرية) التاريخ، ورجال عبدالعزيز ..
ـ وفي احتفائنا باليوم الوطني يرفرف العـَلـَم السعودي الأخضر المُطرّز بالشهادتين الخالدتين..
وكل شبر مسكون في الوطن المملكة العربية السعودية وفي كل بقعة مأهولة تتلوّن صور ولاة أمورنا: خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولي عهده، وولي ولي عهده، في قصة معاصرة قائمة للتلاحم بين القادة والشعب من البحر إلى البحر، ومن البر إلى البر..
وفي ذلك يتجدد مفهوم الوطن لديّ، وذلك بأن ما يكون في مدينة ما من المملكة خيرا أو شرا هو في الحقيقة يكون لمدينة أخرى من الوطن، بمعنى أن أي مشروع تنموي يتم قيامه وافتتاحه في مدينة جدة ـ مثلا هو مدعاة فرح وفائدة لمدينة الدمام، والمركز الصحي المقام في جيزان هو استفادة للمواطن في تبوك، ومهرجان (للتمور وطن) في الأحساء هو في الواقع مهرجان للرياض وهكذا ..
ـ هذا هو مفهوم الوحدة الوطنية على الصعيد التنموي، وقل الشيء نفسه على الصعيد الإنشائي والثقافي والأمني.
- وكم يؤلمني أن أرى الكثير من المواطنين لا يأخذون معنى (الشعور باليوم الوطني) مأخذ الجد فنراهم يتبادلون في وسائل التواصل الآلي التهكمات والنكات والتعليقات ويتوقفون عند بعض الهفوات والأخطاء التي لا يخلو منها بلد، ولا ينجو منها بشر، فيضعونها تحت المجهر ويرتبون عليها آراء (رمادية) لا تليق بوطن كبير دأب على العطاء المادي والمعنوي كل ساعة فضلاً عن كل يوم والعكس بالعكس ..
- دام عزك يا وطن في يومك الوطني، وفي كل يوم تحت ظل عمود خيمتك رائد الحوار، ومحارب الإرهاب، وباني الوطن، وصديق الشعب، طويل العمر أبو متعب.. أيده الله..
- دام عزك يا وطن ونحن نستعرض انجازاتك ومشاريعك وأعمالك وصورك الإيجابية العديدة الكثيرة التي لا ينكرها إلا جاحد ومكابر، مقارنة بما نراه ونسمعه ونلاحظه ونعيشه عمّا حولنا من بلدان عربية وأجنبية من فتن وقلاقل وكوارث ومؤامرات وخيانات وحوادث وجرائم إرهابية وأمنية وسياسية وغيرها، صحيح أنه ليس هناك شيء كامل، والتقصير والقصور موجودان في كل بلد - كما ذكرنا - ونسبة الولاء والإخلاص في العمل تتفاوت من شخص لآخر، ومن إدارة إلى إدارة لكن ذلك على قلته أحيانا في مناطق معينة، وكثرته في مناطق أخرى لا يعني أن ننكر ما يقدم لنا الوطن من عطاء كثير ودائم.
فقل - يا أخي المواطن -: الحمد لله رب العالمين على ما أنت فيه، ودونك وبين عينيك من الخليج إلى البحر الأحمر هذه المعالم الشاهدة الشاهقة التي تنطق بكل شيء إيجابي.
ولعل السؤال يحضر هنا: ماذا قـَدَّمَ المواطن للوطن مقابل ما يقدم الوطن للمواطن؟.
ـ قد يقول قائل: ليس من الضروري أن أقوم بتقديم شيء للوطن، فالوطن هو المسؤول عني، وهو الذي يجب عليه أن يقدم لي دائمًا دون أن يطلب مني أن أقدم له..
فنقول له: هذه للأسف نظرة الأناني الذي يأخذ ولا يعطي وأرْبأ بك أخي المواطن أن تكون أنانيًا، فبناء الوطن هو عمل مشترك..
وأخيرًا دعني أردد معك: دام عزك يا وطن
- وطني المملكة العربية السعودية..
- خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان، وسمو ولي ولي عهده الأمير مقرن، والحكومة الرشيدة، والشعب العربي السعودي الكريم .. لكم جميعا التهنئة باليوم الوطني.
* شاعر وكاتب - المدير الإداري لنادي الأحساء الأدبي