تطل علينا الذكرى الرابعة والثمانون لتوحيد المملكة العربية السعودية، ذكرى ملحمة بطولية لأكبر وحدة عرفها العصر الحديث، وحدة جمعت شتات مئات القبائل في أصقاع الجزيرة العربية تحت راية التوحيد، ثم وحدة المصير. رغم ما قابل الملك عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- من مصاعب كبيرة في مسيرة التأسيس.
نعيش في هذا اليوم مقارنة بين زمنين، من العام 1351هـ إلى هذا العام 1436هـ، فمن بدو رحل، وقبائل متناحرة، إلى دولة مرموقة في مصاف الدول المتقدمة، تشارك الكبار في صناعة القرار الدولي، ولها حضور فاعل في جميع المحافل الدولية.. دولة عصرية متجددة في الداخل، في سباق مع الزمن لبناء متزامن للإنسان والمكان.
نحتفل باليوم الوطني وعقولنا وأسماعنا وأبصارنا وكل مقوماتنا موحدة نحو هدف واحد وهو حماية ما تم إنجازه خلال (84) عاماً من البناء والتشييد والتطور والإصلاح، وبناء دولة عصرية مدعمة بوحدة وطنية أثبتت على مر الزمن قوتها وتماسكها وهي تثبت اليوم قوة تماسكها أكثر من أي وقت مضى وسط سحب متراكمة من الفوضى وعدم الاستقرار تضرب دولا هنا وهناك.
لقد تحقق الكثير من الإنجازات في مجالات التعليم والصحة والمواصلات والاتصالات والأمن والدفاع والإسكان وتوظيف الشباب ومحاربة الفساد والإصلاح والاهتمام بالكم والكيف.. نعم نحن نفخر باليوم الوطني ونفخر بإنجازاته على كل المستويات، وعقولنا وأسماعنا وأبصارنا وكل مقوماتنا موحدة نحو هدف واحد وهو حماية ما تم إنجازه..
ونحن نعيش هذه الذكرى العظيمة فإن واجباً لهذا الوطن يجب تأديته، من كل مواطن على اختلاف وظيفته ومسؤوليته، فماذا قدمنا لهذا الوطن؟ وأين ما قدمناه مع ما قدمه أولئك الأفذاذ، الذين حملوا أرواحهم على كفوفهم، وورثوا لنا وطناً معطاء، احتضننا صغاراً وكباراً، وعشنا في ربوعه آمنين على أنفسنا وأهلينا وأموالنا، في وطن اتخذ من راية التوحيد راية لمسيرته، في وطن التوحيد الخالص، والعقيدة الصحيحة، لنسأل أنفسنا بأمانة: ماذا قدمنا لهذا الوطن؟ وماذا سنهديه في هذا اليوم؟ وكيف سنرد الجميل؟
حمى الله مملكتنا الفتية بقيادة ربانها خادم الحرمين الشريفين ومعاضده سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله– وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.