احتدم القتال في محيط مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب بين تنظيم داعش، وفصائل كردية، ما دفع الجيش التركي إلى التأهب من خلال نشر دبابات وقوات قبالة المدينة التي فرَّ منها عشرات الآلاف، ونفد التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة أمس، ضربات بالقرب من بلدة عين العرب، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر، وقوات النظام على أطراف حي تشرين بدمشق، وسيطرت المعارضة على نقاط جديدة في القلمون.
تقدم وغارات
وبات مقاتلو تنظيم «داعش» على بعد خمسة كلم فقط من بلدة عين العرب، واستهدفوا بالقذائف الصاروخية مركزها للمرة الأولى منذ أن شنوا هجومهم عليها في منتصف ايلول/سبتمبر.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس "قصفت طائرات تابعة للتحالف العربي - الدولي قريتين يتمركز بهما مقاتلو تنظيم «داعش» إحداهن بالريف الشرقي، والأخرى بالريف الغربي لمدينة عين العرب"، من دون أن يوضح المقرات التي استهدفتها الضربات.
قصف عنيف
وتعرضت مدينة عين العرب، لقصف مدفعي عنيف من مقاتلي تنظيم داعش، الذين يحاصرونها من ثلاث جهات، وأدى القصف إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح العشرات، ودفع السكان إلى النزوح نحو الأراضي التركية، وأضاف: إن التنظيم يسعى إلى السيطرة على تلة إستراتيجية تقع على بعد بضعة كيلومترات من المدينة، وهي الآن خط الدفاع الرئيسي للفصائل الكردية التي تقودها وحدات حماية الشعب، وتضم أيضا مقاتلين من حزب العمال الكردستاني التركي.
رفض الاستسلام
وتابع أن الفصائل الكردية المقاتلة، ترفض الاستسلام لتنظيم داعش الذي يتفوق عليها بالسلاح الثقيل من دبابات ومدافع، ونقل عن مصادر كردية أن نحو 15% فقط من السكان -ومعظمهم من الشباب- ظلوا في عين العرب التي فرّ معظم سكانها إلى تركيا الأسبوعين الماضيين، وقال ناشطون: إن المدينة تعاني نقصا حادا في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، وإن المساعدات اقتصرت على مساهمات فردية، معظمُها يأتي من جانب الأكراد الأتراك.
ويسعى التنظيم إلى الاستيلاء على البلدة من أجل تأمين تواصل جغرافي بين المناطق التي يسيطر عليها والحدود التركية.
من جانبه، قال مصطفى بالي مسؤول اتحاد الإعلام الحر في مدينة عين العرب بسوريا: «إن قوات حماية الشعب في المنطقة قررت الانسحاب إلى محيط مدينة عين العرب، خوفا من سقوط عدد كبير من القتلى»، وأضاف مصطفى بالي: إن المعارك مستمرة مع تنظيم داعش في أطراف المدينة، وقد دمرت بعض الآليات التي تتبع التنظيم.
اغتيال
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مسلحين مجهولين اغتالوا قائد لواء إسلامي في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق.
وقال المرصد في بيان أمس: "اغتال مسلحون مجهولون، نائب قائد جيش الأمة، وهو قائد لواء إسلامي، وذلك بإطلاق النار عليه في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية".
وكانت عبوتان ناسفتان انفجرتا الاثنين، في سيارة قائد جيش الأمة بمدينة دوما، ما أدى لإصابة مرافقه بجراح خطرة، كما اغتال مسلحون مجهولون قيادياً في لواء مقاتل تابع لجيش الأمة، في 21 سبتمبر الجاري.
من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة: إن كتائب المعارضة سيطرت على نقاط جديدة في محيط بلدة عسال الورد في القلمون بريف دمشق، فيما وقعت اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام وميليشيات حزب الله في جرود القلمون الغربي في ريف دمشق، كما دارات اشتباكات بين كتائب الثوار، وجيش النظام على المتحلق الجنوبي على أطراف حي جوبر شرق دمشق، وأخرى في حي تشرين شمال شرقي دمشق، وتعرضت عين ترما في ريف دمشق لقصف عنيف بالصواريخ من قبل قوات النظام.
وفي منطقة الشنداخيات بريف حمص الشرقي، تعرضت منازل المدنيين لأضرار واسعة بعد قصفها بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام.
وأكدت سوريا مباشر، شن قوات النظام غارتين جويتين على مورك وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا، عن وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر، وقوات النظام على جبهه عربين، حرستا.
وفي درعا استهدف قصف مدفعي عنيف أحياء درعا البلد، وحي الجبيلة في دير الزور.
دعوات لهدنة
ودعا معارضون وعلماء دين سوريون بارزون، جميع أطراف الصراع في سوريا بما فيها تنظيم داعش، والتحالف الدولي ضده إلى هدنة ووقف إطلاق النار بمناسبة عيد الأضحى مدتها خمسة أيام.
وجاءت الدعوة في بيان مشترك أصدره 23 شخصا من علماء الدين، والمعارضين ونشره رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق معاذ الخطيب على صفحته الشخصية على فيسبوك يوم الثلاثاء.
ووجه الموقعون على البيان نداءً إلى "قوى الثورة العسكرية، وإلى النظام في دمشق لتخفيف المعاناة عن شعبنا وأهلنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا جميعا، وذلك من خلال وقف لإطلاق النار على كافة الأراضي السورية، بدءا من الساعة السادسة من صباح الجمعة المقبل بتوقيت دمشق، ولغاية الساعة السادسة من صباح الأربعاء المقبل"، كما دعوا القوى العسكرية الأخرى التي دخلت البلاد، وذكروا منها تنظيم داعش، وحزب الله اللبناني، والتحالف الدولي إلى "الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، واحترام خيارات شعبنا وإرادته".
وأطلق الموقعون بهذا الشأن حملة أسموها "لأمان شعبنا مدوا يدا"، طالبين التأييد من جميع الأطراف.
انتشار تركي
ونشر الجيش التركي، دبابات بعضها مزود بصواريخ في تلال مقابلة لمدينة عين العرب، تحسبا لتفاقم الوضع الأمني في الشريط الحدودي.
وأشار إلى سقوط قذائف لم تعرف الجهة التي أطلقتها قرب مخيم للاجئين السوريين في مدينة سروتش التركية، المقابلة لمدينة عين العرب السورية، دون وقوع إصابات.
دمار في حلب بقصف وغارات أسدية