وثق المكتب الحقوقي لاتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا 52 مجزرة ارتكبتها قوات نظام بشار الأسد، ضد المواطنين خلال سبتمبر الماضي، ودعت الجامعة العربية لهدنة إنسانية بعيد الأضحى، فيما قال الجنرال الأميركي جون آلن -الذي يتولى منذ منتصف الشهر الماضي تنسيق تحرك الائتلاف الدولي ضد داعش- إن تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيكون عملية طويلة الأمد، وإن الأمر سيستغرق وقتا، ربما سنوات في الواقع، مؤكدا أن عملية التدريب بدأت.
وقال الاتحاد في إحصائية أصدرها الأربعاء: إن القوات التابعة لنظام الأسد ارتكبت 11 مجزرة في ريف دمشق، ومثلها في محافظة حلب وريفها شمال سوريا، إضافة إلى ثماني مجازر في محافظة إدلب، وست مجازر في دير الزور شرق سوريا، إضافة إلى عدة مجازر في درعا والحسكة وحماة والرقة وريف اللاذقية.
وتعتبر مدينة دوما بريف دمشق، أكثر المناطق التي ارتكبت فيها المجازر لهذا الشهر، حيث ارتكب النظام ثماني مجازر فيها وحدها.
وتعتبر مجزرة دوما يوم 11 أيلول الماضي أكبر المجازر في سوريا لهذا الشهر، إثر غارات جوية شنها طيران النظام على المدينة أدت إلى مقتل 61 مدنيا، وتأتي بعدها مجزرة مدينة الباب بريف حلب، والتي راح ضحيتها 55 قتيلا إثر قصف مخبز.
ميدانيا قتل عدد من عناصر قوات النظام واثنين من مقاتلي كتائب إسلامية ليل الأربعاء - الخميس، خلال اشتباكات عند قمة جبل دورين في ريف اللاذقية.
ودارت اشتباكات عند موقع "دشمة الصخرة" في جبل دورين الأربعاء، قتل فيها عدد من عناصر قوات النظام، فيما سقط قتيل من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، وآخر من كتيبة "المعتز بالله"، وقصفت قوات النظام بالصواريخ صباح أمس طريقي قريتي عطيرة ونبع المر، من مقارها في مدينة كسب، فيما شهد طريق قرية كنسبا في جبل الأكراد قصفاً مماثلاً، من قمة النبي يونس.
وفي ريف درعا، جرح ثلاثة مدنيين صباح الخميس، جرّاء قصف جويّ على مدينة الحراك، وألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على الحراك، ما أوقع ثلاثة جرحى، فيما سقط برميل على بلدة عتمان، دون وقوع إصابات. وقصفت قوات النظام بلدة دير العدس، من في تل غرابة، وسط قصف مماثل على بلدة عقربا، من تل الحارة، دون وقوع ضحايا. وفي الأثناء، قضى مقاتل من الجيش الحر متأثراً بجراح أصيب بها في معارك مع قوات النظام بريف القنيطرة حسب وكالة سمارت للانباء.
على صعيد آخر، أطلقت وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم برنامج «لأتعلم»، بهدف تقديم خدمات تعليمية في عدة مناطق داخل سوريا، حسب ما جاء في الموقع الرسمي للحكومة، وذكر مسؤول برنامج التعليم في وحدة تنسيق الدعم، أنه أجري إحصاء في 70 % من المناطق "المحررة"، التي يمكن الوصول إليها، و63 % من المدارس العاملة، وأوضح نور الدين محاميد، مسؤول متابعة عمل مديريات التربية في سوريا، أن البرنامج يغطي محافظات حماة وحلب وإدلب واللاذقية، وبدأت دفعات المساعدة بالوصول وتسلمتها لجنة حلب، ووصلت نسبة الأطفال غير الملتحقين بالتعليم الأساسي إلى 51,8 %، وتصل النسبة إلى أكثر من 90 % في الرقة وحلب، وإلى 68 % في ريف دمشق، حسب تقرير منظمة "هدر" الإنسانية.
من جهته، قال الجنرال الأميركي المتقاعد جون آلن -الذي يتولى منذ منتصف الشهر الماضي تنسيق تحرك الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش- إن تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيكون عملية طويلة الأمد.
وقال الجنرال آلن -القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان- في مقابلة أجرتها معه شبكة سي أن أن الأربعاء: "إن الأمر سيستغرق وقتا، ربما سنوات في الواقع"، مؤكدا أن عملية التدريب بدأت.
وقال الجنرال آلن: إن العملية بدأت مع تحديد مواقع لمعسكرات التدريب والشروع في جمع السوريين الذين سيذهبون إلى هذه المعسكرات. وأوضح الجنرال آلن، أن الرد الدولي على تقدم مقاتلي داعش أتاح قيام شراكات جديدة.
وقال "إنه في الحقيقة ظرف مهم، حيث تتقاسم دول كثيرة من خلفيات مختلفة وجهة نظر بأن هناك فرصة لإقامة شراكة يمكنها أن تأتي بتأثير فعلي".
وتطرق آلن خلال المقابلة إلى دور إيران في التصدي لمقالتي داعش، وقال: "لن نفكر في ائتلاف ثنائي مع إيران"
من جانب آخر، ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، جميع الأطراف المتحاربة في سوريا الالتزام بهدنة إنسانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وحث العربي في بيان له أمس "الجميع على الوقف الشامل لإطلاق النار، وجميع أعمال العنف والقتال بكافة أشكالها حقناً لدماء السوريين، وللتخفيف من معاناتهم القاسية ولإفساح المجال أمام منظمات الإغاثة القيام بواجباتها، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمناطق المنكوبة والمحاصرة في جميع الأراضي السورية"، ودعا الأمين العام "جميع الأطراف والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة المعنية بمجريات الأزمة السورية إلى دعم هذا النداء، وتضافر الجهود لحث النظام السوري، وجميع الأطراف العسكرية المتحاربة على الالتزام بإعلان هدنة إنسانية والوقف الشامل لجميع العمليات العسكرية".