لقي جندي أمريكي حتفه في مياه الخليج العربي ليكون أول قتيل ضمن الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم داعش في العراق وسوريا، وسعى الموفد الأمريكي الجنرال جون آلن ونائبه برت ماكغورك إلى انتزاع التزام من العراقيين بتعيين وزيري دفاع وداخلية مباشرة بعد عيد الأضحى، كما سعى إلى حث العراقيين على البت في قانون "إنشاء الحرس الوطني"، وطالبت واشنطن العراقيين بخطوات عملية لان الغارات لا تكفي، فيما واصل التحالف توسعه، بعد ان اعلنت كندا نيتها المشاركة في التحالف التنظيم.
أول قتيل أمريكي
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي في إيجاز صحفي بواشنطن: إن العريف جوردان سبيرز (21 عاما) من مدينة ممفيس بولاية إنديانا -وهو عنصر من مشاة البحرية (المارينز)- سقط من طائرة حربية أثناء إقلاعها الأربعاء الماضي من على حاملة الطائرات "ماكين آيلاند".
وأضاف: إنه تم إنقاذ جندي آخر سقط مع سبيرز من الطائرة المخصصة لنقل الجنود من طراز "أوسبري"، التي تمكنت لاحقا من العودة إلى الحاملة.
وأوضح المتحدث الأمريكي أن الطائرة تعطلت لدى إقلاعها من الحاملة مما أدى إلى سقوط الجنديين، مشيرا إلى أن قائديها تمكنا من السيطرة عليها، وأعاداها إلى الحاملة.
كندا تشارك
من جهتها، اعلنت كندا نيتها المشاركة في التحالف الدولي لضرب تنظيم "داعش" في العراق بعدما قدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر مذكرة للحصول على دعم البرلمان لارسال مقاتلات الى العراق لستة اشهر.
وفي حال اعطى النواب الضوء الاخضر لهذه المشاركة -كما هو متوقع- ستكون هذه اول مشاركة عسكرية لكندا في الخارج منذ الحملة الجوية على ليبيا في 2011.
وقال هاربر: إنه يطلب من مجلس العموم الكندي -الذي يشكل فيه حزبه المحافظ أغلبية كبيرة فيه- التصويت على مهمة "لمكافحة الارهاب" لمدة ستة اشهر.
وأضاف أمام مجلس العموم: إنه سيتم ارسال مقاتلات وطائرات للتزويد بالوقود في الجو الى المنطقة للمشاركة في ضرب اهداف داخل حدود العراق.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الكندي ان 600 من عناصر القوات الجوية وافراد طواقم اخرى سيتوجهون الى الشرق الاوسط.
وقال هاربر في خطابه: إن الطائرات الكندية يمكن ان تستهدف ناشطين داخل سوريا، لكنه شدد ان هذا لن يحصل الا "بدعم واضح من حكومة هذا البلد".
كما طلب رئيس الوزراء الكندي من البرلمان الموافقة على نشر عدد لا يتجاوز الـ69 مستشارا عسكريا لتقديم المشورة للقوات الامنية التي تقاتل تنظيم "داعش" في الجزء الشمالي من العراق.
وقال هاربر: إنه لن تكون هناك "مهمة للقتال البري".
من جهته، أوضح مكتب رئيس الوزراء الكندي ان المهمة الكندية ستقتصر على نشر ست مقاتلات اف-16 وطائرة تموين في الجو وطائرتي استطلاع وطائرة لنقل الجنود.
وفي دفاعه عن اقتراحه، صرح ان "تهديد داعش حقيقي وجدي وموجه بشكل واضح في جزء منه الى بلدنا". وأضاف: إن "هذا التهديد الارهابي يمكن ان يتفاقم اذا ترك".
واتهم تنظيم "داعش" بالقيام "بحملة لا يمكن وصفها ضد اكثر الناس براءة". وقال: "لقد عذب اطفالا وقطع رؤوسهم واغتصب وباع نساء وارتكب مجازر بحق اقليات واسر ابرياء كانت جريمتهم الوحيدة انهم يفكرون بشكل مختلف عنه".
لكن هاربر اقر ان على التحالف الدولي ألا يتوقع الكثير من هذه الحملة الجوية. وقال: "لنكن واضحين ولنقل ان هذا التدخل لن يسمح بالقضاء على هذه المنظمة الارهابية".
وتابع: "ننوي اضعاف قدرات داعش بشكل كبير، وخصوصا قدرته على التحرك عسكريا على نطاق واسع او اقامة قواعد في مناطق مفتوحة".
ويفترض ان يصادق مجلس العموم الكندي رسميا غدا على هذه المذكرة في تصويت شكلي لان حزب هاربر يتمتع بغالبية كبيرة في البرلمان (165 نائبا من اصل 308).
وتحظى هذه الحملة بدعم 64% من الكنديين فيما يرفضها 36% وفقا لاستطلاع للرأي نشرته صحيفة "غلوب اند ميل" الجمعة.
هروب من الغارات
ميدانيا، أثبت خروج "داعش" من منطقة سد حديثة في العراق ثم دخول عناصر التنظيم إلى هيت، أن الغارات الجوية الأمريكية لا تستطيع حسم المعركة، فالحرب يربحها المشاة ومن يسيطر على الأرض.
ويصف الأمريكيون ما يحدث الآن بأنه نجاح، لكنهم يفسرون ما يحدث بأن تنظيم "داعش" يضطر الآن للهروب من مناطق استراتيجية تحت ضغط الغارات الجوية، ويبحث في المقابل عن مناطق ضعيفة الحماية، فيهاجمها وتسقط بيده.
ويعتبر الأمريكيون أن هناك قوات كافية لحماية "الحدود الجديدة" بين بغداد وكردستان ومنطقة "داعش"، لكن العراقيين غير قادرين على إرسال قوات إضافية إلى الأنبار، فـ"العاصمة لها الأولوية ولا يمكن السماح بسقوطها"، كما أشار أكثر من مصدر في العاصمة الأمريكية إلى أن التقييم الأمريكي للقوات العراقية، والذي أنجزته وزارة الدفاع الأمريكية، يقول إن نصف القوات العراقية، أي ما يقارب 16 فرقة، غير مؤهل للقيام بمسؤولياته الدفاعية، إما لأنه غير مدرب بشكل صحيح أو لأن عناصره طائفية الانتماء قبل أن تكون وطنية.
ويسعى الأمريكيون مع الحكومة العراقية الجديدة إلى تخطي "مشكلة القوات المسلحة".
تطهير ربيعة
من جهته، أعلن فاضل ميراني عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، تطهير ناحية ربيعة الحدودية من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي بالكامل، مؤكدا أن قوات البيشمركة استطاعت حتى الآن تطهير 145 كم من الأراضي من تنظيم داعش.
وقال ميراني: "هذه الحرب فرضت علينا ولم تكن متوقعة بالنسبة لنا، واجبنا الآن هو تحرير شنكال والمناطق الأخرى من سيطرة الإرهابيين".
وأضاف ميراني الذي يشارك كمتطوع مع قوات البيشمركة في قتال إرهابي داعش: إن "قوات البيشمركة حررت 145 كم من داعش"، مشيرا إلى أن عدداً من مسلحي عشيرة الشمر تعاونوا مع قوات البيشمركة في تحرير بعض المناطق.