تبنى تنظيم "داعش" في تسجيل فيديو إعدام رهينة رابع بقطع الرأس هو البريطاني آلان هينينغ ردًا على الضربات الجوية البريطانية ضد هذا التنظيم في العراق، وهدد بإعدام رهينة آخر امريكي، وسط سخط وتنديد غربيين، وتعهّد بمحاسبة القتلة.
وقال التنظيم في تسجيل بعنوان "رسالة اخرى الى امريكا وحلفائها" بثته مواقع جهادية ان دماء آلن هينينغ هي "على ايدي البرلمان البريطاني" الذي صوّت لصالح ضرب التنظيم المتطرف في العراق.
وبعد ذلك عمد مسلح ملثم من التنظيم الى قطع رأس الرهينة بسكين على غرار ما حصل مع الرهائن الغربيين الثلاثة السابقين، وهم امريكيان وبريطاني.
وهينينغ (47 عامًا) سائق سيارة اجرة متحدر من مانشستر شمال غرب بريطانيا. وهو اب لولدين في سن المراهقة وكان متطوعًا انسانيًا في سوريا. وقد خطف في كانون الاول/ ديسمبر بينما كان يقود شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية متوجّهة الى مخيم للاجئين السوريين.
ويبدأ الشريط ومدته 71 ثانية بمقطع من نشرة اخبار باللغة الانجليزية يعلن فيها المذيع ان البرلمان البريطاني صوّت لصالح شن ضربات جوية ضد "داعش" في العراق. وبعدها يظهر الرهينة هينيغ راكعًا في منطقة صحراوية أمام جلاده الملثم ومرتديًا زيًا برتقاليًا يذكّر بمعتقلي غوانتانامو.
وفي الشريط الذي بدا وكأنه نسخة طبق الأصل عن اشرطة الاعدامات الثلاثة السابقة، يخاطب الرجل الملثم كعادته وبلكنة انجليزية شبيهة بلكنة الرجل الذي اعدم الرهينة البريطاني السابق ديفيد هينز، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
ويقول ان "دماء ديفيد هينز على يديك يا كاميرون وآلن هينينغ سيذبح أيضًا لكن دماءه على أيدي البرلمان البريطاني".
وينتهي الشريط بإظهار عامل الاغاثة الامريكي بيتر كاسيغ راكعًا بدوره امام الرجل الملثم الذي يخاطب الرئيس الامريكي باراك اوباما بقوله "اوباما انت بدأت القصف الجوي على الشام الذي لا يزال يستهدف اهلنا فيها لذا سنستمر في ضرب رقاب اهلك".
وأكد رئيس الوزراء البريطاني "الإعدام الوحشي" لمواطنه متعهدًا محاسبة القتلة.. وقال في بيان اصدرته رئاسة الوزراء ان "القتل الوحشي لالن هينينغ بيد داعش يظهر مدى الهمجية التي بلغها هؤلاء الإرهابيون".
واضاف: "سنبذل ما في وسعنا لملاحقة هؤلاء القتلة وإحالتهم أمام القضاء"، مؤكدًا أن خطف هينينغ وقتله فيما كان يحاول مساعدة الآخرين "يثبت أنه ليس هناك حدود لانحراف إرهابيي داعش".
وآلن هينينغ هو رابع رهينة غربي يعدمه تنظيم داعش، ويصور إعدامه في شريط فيديو. وقد سبقه الصحافيان الامريكيان جيمس فولي (بث شريط فيديو إعدامه في 19 آب/ أغسطس) وستيفن سوتلوف (2 ايلول/ سبتمبر)، وعامل الاغاثة البريطاني ديفيد هينز (13 ايلول/ سبتمبر).
وهناك ايضًا رهينة فرنسي لقي المصير نفسه هو الدليل السياحي ايرفيه غورديل، ولكنه ذبح في الجزائر على أيدي عناصر من جماعة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم داعش (بث شريط فيديو إعدامه في 24 ايلول/ سبتمبر).
اما بيتر كاسيغ الرهينة الامريكي الذي هدد تنظيم داعش بإعدامه فهو جندي سابق في الجيش الامريكي خدم في العراق قبل ان يترك الجيش في 2012.
وأدان الرئيس الامريكي باراك اوباما الإعدام "الهمجي" للرهينة البريطاني على أيدي "تنظيم داعش الإرهابي"، مؤكدًا ان الولايات المتحدة ستحاسب مرتكبي هذه الجريمة امام القضاء.
من جهته، أبدى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "سخطه" حيال "الجريمة الشنيعة". وقال في بيان ان "هذه الجريمة، كما سابقاتها، لن تبقى من دون عقاب"، مؤكدًا ان "فرنسا ستواصل دعم الشعب والسلطة العراقيين في معركتهما ضد الارهاب".
من جهتها أدانت كريستالينا جورجيفا المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية قطع رأس المتطوع البريطاني الان هينينج على ايدى تنظيم داعش فى سوريا ووصفته بأنه "جريمة مروعة في حق الإنسانية".
وقالت المفوضة الجديدة في بيان نشر في ساعة مبكرة من صباح امس السبت إن ما فعله التنظيم "دعاية بربرية".
وأضافت جورجيفا إن ما حدث "اعتداء على كل من يرغب في مساعدة المدنيين الأبرياء الذين سقطوا في جنون حرب مروعة" مشيرة إلى أن الجناة يريدون بذلك أن يقتلوا روح الإنسانية والتضامن مع الشعب السوري الذي يعاني من هذه الحرب.
وعن هينينج، قالت جورجيفا: "يمكننا أن ندلل على احترامنا الدائم لهذا الرجل الطيب من خلال عدم تخلّينا لا عن تعاطفنا ولا عزمنا على إطلاق ضوء في الظلام الذي طمس حياة الناس الذين دفع هنينج حياته من أجلهم".