تواصلت في هونج كونج أمس «مظاهرات المظلات» واشتبك المتظاهرون والشرطة صباح أمس السبت في هونج كونج، مع دخول الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية يومها السابع.
واتهم العديد من المتظاهرين الشرطة بعدم التدخل لإيقاف مجموعة من الغوغاء من الاعتداء عليهم الجمعة.
وقال أحد المتظاهرين «لا نريد من الحكومة سوى أن تناقش سياستها للديمقراطية في انتخابات 2017... لكن الشرطة تتعاون حاليا مع رجال العصابات».
ويطالب المتظاهرون باقتراع عام وترشيحات حرة للمرشحين للقيادة السياسية في المدينة في عام 2017.
وقال بعض المحتجين إنهم يعتقدون أن اشتباك الجمعة شارك فيه بلطجية مأجورون بمساعدة الحكومة. ونفت الشرطة تنفيذها للقانون بشكل انتقائي.
وقرر زعماء الاحتجاج يوم الجمعة تعليق محادثات مقررة مع حكومة المدينة بعد الاشتباك.
واشتبك المتظاهرون صباح أمس مع الشرطة لسعيها فتح ممر لعبور مركبة للشرطة.
وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت 19 رجلا خلال اشتباكات الجمعة في مونج كوك. ويعتقد أن ثمانية رجال من المقبوض عليهم لهم خلفية في العمل مع عصابات الجريمة المنظمة الصينية.
ونقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست» عن كوك باك-تشونج، قائد شرطة المقاطعة، قوله إن المقبوض عليهم يواجهون اتهامات من بينها التجمع غير القانوني والتعدي.
ودمرت جماعات موالية للحكومة مخيمات الاحتجاج في هونج كونج، أمس السبت بعد ليلة من الاشتباكات تردد أنها أسفرت عن إصابة 18 شخصا على الأقل.
واندلعت مناوشات بين نحو مئة شخص من الجانبين المتصارعين بعد ظهر اليوم السبت في حي مونج كوك المكتظ بالسكان بمنطقة كولون.
وقال بيني تاي زعيم جماعة «أوكيوباي سنترال» الاحتجاجية إنه يشتبه في أن عصابات إجرامية وراء الهجمات على المتظاهرين.
وحذر مقال بصحيفة «الشعب» الناطقة بلسان الحكومة الصينية أمس السبت من أن «الاحتجاجات غير القانونية» يمكن أن تسفر عن نظام اجتماعي مضطرب بشكل كبير وخسائر اقتصادية ضخمة وخسائر بشرية محتملة.
وقال أحد الأشخاص خلال الصدامات في حي كوزواي باري الراقي «هذه ليست ديموقراطية نريد أن نطعم أولادنا» مما دفع بعض المارة الى التصفيق له.
وخلال المواجهات، تبادل الجانبان الشتائم والضربات، بينما كان رجال الشرطة الذين تجاوزت الأحداث قدراتهم، يسعون للفصل بينهم وفتح طريق لسيارات الإسعاف.
وهذه أخطر أزمة تشهدها هونج كونج منذ عودتها إلى السيادة الصينية.
وتدهورت العلاقات بين الشرطة والمتظاهرين منذ أن استخدمت بداية من الأحد الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل ضد المحتجين ومعظمهم من الشبان الحاملين فقط مظلات للاحتماء. وزاد من قلق المتظاهرين رؤية شرطيين مساء الخميس وهم يفرغون صناديق رصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع.
وتلقى حركة الاحتجاج في هونج كونج صدى واسعا في الخارج ونظمت تجمعات دعم لها في عدد من البلدان.
ورغم الضغوط الإعلامية والدبلوماسية القوية فإن الصين حذرت الولايات المتحدة من التدخل في هذه الأزمة السياسية في حين أعرب الاتحاد الاوروبي عن «قلقه».
وأبدت اليابان الجمعة «بقوة» أملها في أن تحتفظ هونج كونج بنظامها «الحر والمنفتح».
وتحسب بكين خطواتها في الوقت الذي ضيق فيه الرئيس شي جيبينغ الخناق على التمرد ويسعى بكل الوسائل إلى منع العدوى الديمقراطية.
وظهرت علامات غضب الحزب الشيوعي على المحتجين الذين يحتلون شوارع هونج كونج من خلال تشديده بشكل غير مسبوق الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا تزال المناطق الرئيسية للمدينة التي تعتبر معقلا للرأسمالية المالية الدولية، مغلقة. وعلى غرار وسائط النقل العام شلت الحركة في أحياء كاملة.