أفادت مصادر قريبة من حزب الله لوكالة رويترز بارتفاع عدد قتلى عناصر الحزب إلى 10 بعد اشتباكات امس الأحد مع جبهة النصرة في بريتال شرقي لبنان، وسقط صاروخان بعد ظهر امس الاثنين على مدينة الهرمل شرق لبنان، وقطع أهالي العسكريين المخطوفين امس الطرق التي تربط البقاع بالعاصمة بيروت وجبل لبنان، وكذلك طريق القلمون شمال لبنان احتجاجاً على عدم حلّ قضية أبنائهم. «غزوة الثأر»
وإثر تلك الاشتباكات أعلنت جبهة «النصرة» عبر حساب تابع لها على «تويتر» تحت عنوان «مراسل القلمون» أن عناصرها قاموا بصدّ هجوم لـ"حزب الله" في جرود نحلة اللبنانية، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات منهم. كما أشارت إلى أن إصداراً جديداً ستنشره يتناول «غزوة الثأر» من حزب الله.
وتعود اسباب الهجوم الذي شنه مقاتلو جبهة النصرة على جرود بريتال إلى محاولة فتح ممر حيوي بين جرود عرسال ومنطقة الزبداني السورية، باعتبار أن بقاءهم في فصل الشتاء محاصرون في جرود عرسال سيؤدي الى انسحابهم من تلك المنطقة بسبب غياب الإمداد اللوجيستي لهم بتلك المنطقة التي تعتبر آخر معقل للنصرة في جبال القلمون.
وذكرت مصادر مقربة من حزب الله أن المسلحين شنوا الهجوم انطلاقا من عسال الورد في سوريا، وهي بلدة في القلمون مواجهة لجرود النبي سباط وبريتال اللبنانية. كما أكدت المصادر سقوط المواقع بيد المجموعات السورية وجبهة النصرة.
وأظهر فيديو نشر على موقع "يوتيوب" تعزيزات عسكرية لـ"حزب الله" في اتجاه جرود عرسال، كما صور مدنيين مسلحين يستعدون لدرء أي هجوم على قراهم.
وكانت معلومات صحافية أفادت بتوسع دائرة الاشتباكات بين المسلحين وحزب الله إلى جرود بعلبك - يونين، وشن المسلحون هجوماً على جرود عين السعة في بعلبك، فيما استقدم الحزب تعزيزات عسكرية. ودارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بين عناصر لداعش والنصرة قدمت من الأراضي السورية وبين حزب الله اللبناني، هاجمت مواقع للحزب في منطقة عسال الورد السورية الحدودية مع لبنان.
ودارت الاشتباكات عند 4 نقاط في السلسلة الشرقية بين حزب الله ومسلحي داعش والنصرة، وأتى المسلحون من جرود عرسال مرورا بعسال الورد السورية، ونفذوا الهجوم من محاور عدة باتجاه جرود بريتال.
وذكر شهود فروا من بلدة النبي سباط هرباً من الاشتباكات التي سمع دوي انفجاراتها حتى مدينة بعلبك أنهم شاهدوا حزب الله ينقل عدداً من الجرحى في سيارات بيك آب.
يذكر أن بلدة عسال الورد تقع في القلمون السورية قبالة النبي سباط اللبنانية، وتفصل سلسلة الجبال الشرقية بين الأراضي اللبنانية والأراضي السورية، وحصلت خلال الأشهر الأخيرة مواجهات عدة محدودة بين حزب الله الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام ومجموعات من المعارضة المسلحة في الجانب السوري، ويتواجد الحزب في نقاط عسكرية عدة في مناطق جردية على الحدود يصعب الوصول إليها.
تغيير التكتيك
واعتبر مراقبون أن المعارضة السورية بهجومها الأخير بدأت تغير من "تكتيكاتها" في المواجهة مع حزب الله الذي يدعم النظام السوري في المواجهات بسوريا، فبدلا من تركيز العمليات في بلدة عرسال الحدودية (شرق لبنان) التي شهدت مواجهات خلال الشهور الأخيرة تنتقل إلى مناطق أخرى شرقي لبنان بمحاذاة الحدود مع سوريا.
كما أن مقاتلي المعارضة استخدموا في مواجهتهم الحزب أمس صواريخ متطورة، كما استهدفوا بلدات تعتبر حاضنة شعبية للحزب، وهو ما سيدفع الحزب إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في هذه البلدات، وقد يتطلب منه لاحقا سحب جزء من قواته المتواجدة في سوريا لمساندة النظام هناك.
صاروخان
من ناحية ثانية، سقط صاروخان اثنان بعد ظهر امس الاثنين على مدينة الهرمل شرق لبنان، مصدرهما السلسلة الشرقية لجبال لبنان.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن صاروخين اثنين سقطا على الأحياء السكنية لمدينة الهرمل شرق لبنان، مصدرهما سلسلة لبنان الشرقية لجبال لبنان.
ولم تتحدث الوكالة عن سقوط ضحايا أو أضرار جراء هذين الصاروخين.
إغلاق طرق
وفي سياق لبناني آخر، قطع أهالي العسكريين المخطوفين امس الاثنين الطرق التي تربط البقاع بالعاصمة اللبنانية بيروت وجبل لبنان، وكذلك طريق القلمون شمال لبنان؛ احتجاجاً على عدم حلّ قضية أبنائهم.
وذكر مصدر رسمي لبناني أن طريق ضهر البيدر الدولي الذي يربط البقاع ببيروت وجبل لبنان لا يزال مغلقا بالاتجاهين من قبل أهالي العسكريين المخطوفين.
وأضاف المصدر: إن أهالي العسكريين المخطوفين قطعوا أيضاً طريق ترشيش - زحلة الذي يربط البقاع شرق لبنان بجبل لبنان، كما قطع أهل العسكري المخطوف ابراهيم مغيط طريق القلمون الدولي شمال لبنان.
يذكر أن أهالي العسكريين المخطوفين يواصلون قطع طريق ضهر البيدر الدولي منذ 13يوماً، معلنين أن عدم عودة العسكريين المخطوفين سيعني بقاء الطريق الدولي مغلقا حتى إشعار آخر.
وكانت مجموعات إرهابية غريبة عن لبنان اختطفت في 2 آب / أغسطس الماضي عددا من العسكريين اللبنانيين من الجيش وقوى الأمن الأخرى، إثر توقيف المدعو عماد أحمد جمعة على أحد حواجز الجيش في منطقة جرود عرسال.